القدس أهم من دخول حماس التشريعي
الانتخابات تدخل الشعب الفلسطيني في دوامة من العنف

سمية درويش من غزة: قالت حركة الجهاد الإسلامي ، بان الانتخابات تدخل الشعب الفلسطيني في دوامة كبيرة من العنف الداخلي ، في حين وجه د. حسن ميّ النوراني مؤسس دعوة النورانية ، رسالة مفتوحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، شدد فيها على إن عروبة القدس أهم جدا من دخول حركة حماس في المجلس التشريعي القادم .
بدورها اعترفت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في إعلان واضح وصريح ، بفشلها في ردع المقاومة الفلسطينية وإحباط الهجمات الصاروخية التي تشنها المنظمات المسلحة تجاه البلدات اليهودية.
وقد أكدت حركة الجهاد الإسلامي ، بان الانتخابات تدخل الشعب الفلسطيني في دوامة كبيرة من العنف الداخلي ، وأنها تمثل هدية مجانية إلى الاحتلال الإسرائيلي ، موضحة في السياق ذاته بان الانتخابات تعكس صورة خاطئة عن مجريات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي المنظمة الفلسطينية الوحيدة التي قاطعت الانتخابات المحلية التي جرت بالضفة الغربية وقطاع غزة ، إلى جانب رفضها القاطع للمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة.
وأشار د. محمد الهندي عضو القيادة السياسية للجهاد ، إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال تحت الاحتلال ويجب مواجهته بالمقاومة ، رافضا الحديث عن أن هناك استقرارا في المنطقة يسمح بإجراء الانتخابات.
وحمل أبو عمر في تصريحاته لقناة المنار التابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية ، العالمين العربي والإسلامي مسؤولية ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، مشددا على الاستمرار في المقاومة والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الهندي إلى أن الانتخابات تعكس صورة خاطئة عن مجريات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، بحيث يعتبر العالم الخارجي هذه الانتخابات أحد مظاهر التحرر من الاحتلال الذي لا نزال قابعين تحته ، مطالبا كل الفصائل الفلسطينية بالاجتماع من اجل تحديد اولويات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة .
وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عشية ليلة العام الجديد انتهاء الهدنة ، مؤكدة على حقها بالرد على الجرائم الإسرائيلية المتكررة ، حيث واصل الجناح العسكري التابع للحركة قصفه للبلدات اليهودية .

رسالة النوراني لحماس
وجاء في رسالة النوراني التي أرسل نسخة منها لـ(إيلاف) ، quot; أفهم أن من حق حركة حماس أن تأخذ مكانتها التي تستحقها في دائرة صنع القرار الوطني الفلسطيني ، فهي تعبر عن قطاع واسع من الشعب ، وساهمت في الحركة الوطنية بقدر كبير ، ولا أجادل ولا يحق لأحد أن يجادل ، في حقها في التطلع لاحتلال مواقع في السلطة وبالحجم الذي يمنحه الشعب لهاquot;.
وأضاف أبو علاء ، هذا مفهوم بالنسبة لكل تنظيم سياسي ، وعندما أعلنت حركة حماس عن اعتزامها المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي القادم ، فهي تفعل ذلك ، باعتبارها حركة سياسية ذات تطلعات سلطوي ، والواقع أن الحالة الفلسطينية بحاجة ماسة للخروج من وحدانية التحكم في صنع القرار الذي لا تزال حتى اليوم تحتكره حركة فتح ، ومن مصلحتنا الوطنية أن ننتقل خطوة في طريق كسر الاحتكار السياسي الراهن، والإخوة في حركة فتح، لا يعارضون ذلك، وهذا يشهد لهم باعترافهم بواقع جديد، وبضرورة خلق واقع جديد.
وتابع النوراني رسالته قائلا ، quot; أنا من كل قلبي وعقلي مع مشاركة حركة حماس ، وكل القوى الفلسطينية الأخرى ، في صنع القرار الفلسطيني ، واشتراك حركة حماس والقوى السياسية الأخرى ، في الانتخابات التشريعية هو مدخل لفك رهن القرار السياسي بإرادة حركة فتح ، في هذا تكمن أهمية وضرورة إجراء الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس تشريعي جديد لمناطق السلطة الفلسطينية، نأمل أن يبعث الأمل فينا من جديد في تجاوز الحالة الراهنة التي لا يقبل بها أحد.
كما جاء في الرسالة ، أيها الأشقاء في حركة حماس وفي كل الحركات التي تصر على إجراء الانتخابات التشريعية حتى لو جرت بدون شمولها للقدس العربية ، إذا كان علينا أن نختار بين إجراء الانتخابات بدون القدس، أو بما لا يؤكد عروبة القدس ، وبين تأجيل الانتخابات أو حتى إلغائها تماما ، فإن المصلحة الوطنية العليا تكمن في تأجيل أو إلغاء الانتخابات لماذا؟ ، لأن القبول باستثناء القدس من الانتخابات أو شمولها لكن بطريقة لا تؤكد عروبتها، يعني أننا عمليا نقبل استثناء القدس من تحديد مصير قضية شعبنا الفلسطيني ، ولا يخفى عليكم أيها الأشقاء جميعا، أن رئيس حكومة إسرائيل إرئيل شارون يخطط لفرض حل لقضيتنا يستند على الأمر الواقع وبموافقة أمريكية ، ومن ضمنه عدم التنازل عن القدس ، إذا قبلنا بإجراء الانتخابات بدون القدس أو بطريقة لا تؤكد عروبتها فإن هذا سيمنح العدوان الإسرائيلي ورقة هامة جدا لاستغلالها وهو يستعد لفرض الأمر الواقع علينا.
وأوضح مؤسس دعوة النورانية ، بان قضية القدس في سياق الصراع العربي الإسرائيلي لها خصوصيتها باعتبارها تحمل رمزية الصراع بين عدوانية الصهيونية التي تحاول أن تبرر عدوانها بالزعم أن لليهود حقا في استعادة مملكة لهم كانت القدس عاصمتها ، وبين مقاومتنا للعدوان الصهيوني التي تقاوم هذا الزعم، وتقاوم المشروع العدواني التضليلي الظلامي الذي يرتكز إلى أيديولوجيا الصهيونية. وشدد على أن المصلحة الوطنية تكمن في أن نرفض منح إسرائيل ، الفرصة لفرض حل علينا يحمل في طياته ضم القدس العربية للكيان العدواني الصهيوني. كما لفت النوراني ، إلى الحاجة لتجديد المجلس التشريعي ليوفر لنا إمكانية جديدة لكسر احتكار القرار والهيمنة الفتحاوية، ولإغناء حياتنا السياسية بمشاركة قوى جديدة في قيادة مركبتنا، ولمواجهة الفساد الذي نعاني منه ، ولخلق انطلاقة جديدة لمشروعنا الوطني ولكن يمكن تحقيق هذه الحاجة، ببدائل أخرى، نستطيع الاتفاق عليها بالإرادة العاقلة، وبالإخلاص الوطني الذي لا نشك أن كل فرد في شعبنا يتحلى به. وتابع أبو علاء قائلا ، quot; نحن بحاجة لانتخابات تشريعية جديدة ، ولكن يجب أن لا يتم ذلك مقابل تعريض قضية القدس لخطر جسيم، أفدح من الخطر الذي تعرضت له ولا يزال متواصلا. وختم النوراني رسالته قائلا ، quot; بوضوح أقول إن عروبة القدس أهم جدا من دخول حركة حماس والجبهة الشعبية وقائمة الدكتور مصطفى البرغوثي ، ومن سواهم ، في المجلس التشريعي القادم.
تل أبيب تعترف بفشل السماء الزرقاء
اعترفت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في إعلان واضح وصريح ، بفشلها في ردع المقاومة الفلسطينية وإحباط الهجمات الصاروخية التي تشنها المنظمات المسلحة تجاه البلدات اليهودية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد بدأت في الساعة السادسة من مساء الثامن والعشرين من كانون أول (ديسمبر) الماضي ، حملتها (سماء زرقاء) العدوانية الواسعة على شمال قطاع غزة بهدف إنشاء حزام امني لوقف ومنع المقاومة من إطلاق القذائف الصاروخية تجاه إسرائيل.
وقال دان حالوتس القائد العام للجيش الإسرائيلي ، بان حملة سماء زرقاء ، التي تشنها إسرائيل على شمال قطاع غزة منذ أسبوع ، لا توفر الحماية لبلدة سديروت ، وإنما تستهدف في الأساسي الدفاع عن مدينة عسقلان (اشكلون) بسبب وجود منشآت استراتيجية فيها.
وقد نجحت المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية رغم الحزام الأمني والمنطقة العازلة التي تتحدث عنها سلطات الاحتلال بقصف البلدات اليهودية جنوب إسرائيل بعشرات الصواريخ محلية الصنع.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، بأنها قصفت الليلة بثلاثة صواريخ مستعمرة سديروت جنوب الخط الأخضر ، وذلك ردا على العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.
وقد شن قبل أيام رئيس بلدة سديروت جم غضبه على حكومة تل أبيب جراء تحركها شمال القطاع بعدما أزعجت صواريخ القسام مدينة المجدل داخل العمق الإسرائيلي ، بينما لم تحرك ساكنا تجاه الصواريخ اليومية التي تسقط على مستعمرته ، على حد تعبيره.
وأوضح حالوتس خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس، انه تقرر شن الحملة العسكرية على شمال القطاع في اعقاب سقوط صواريخ القسام في المجدل (اشكلون) ، مقرا بأنها لن تنجح بوقف الصواريخ التي تواصل سقوطها على جنوب إسرائيل الليلة الماضية واليوم ، ردا على اغتيال ثلاثة نشطاء من الجهاد الإسلامي.
وأعربت تل أبيب عن خشيتها من تمكن المقاومة الفلسطينية تطوير صواريخها أكثر حيث تصل إلى قلب المدن الأكثر ازدحاما واكتظاظا بالسكان مما سيشكل خطرا حقيقيا على حياة مواطنيها ، لاسيما بعد نجاحها بإسقاط صواريخها في المجدل. كما عبر مصدر من الشاباك الإسرائيلي في وقت سابق ، عن تخوف أجهزة الأمن من خطر انتقال الصواريخ المضادة للطائرات من قطاع غزة ، إلى الضفة الغربية واستخدامها في عمليات تستهدف الطائرات المدنية المقلعة من مطار بن جوريون الدولي ، حسب زعمه. وادعي الشاباك في تقرير له ، إن كميات كبيرة من الأسلحة دخلت إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية ، منذ تنفيذ خطة الانفصال ، بينها نحو خمسة أطنان من المواد الناسفة و200 راجمة صواريخ مضادة للدبابات وقرابة 5000 بندقية ومليون عيار ناري.