أسامة العيسة من القدس : تلعب الرموز، دورا طاغيا، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستجري في وقت لاحق من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري. وتخوض القوائم الحزبية الانتخابات، وهي ترفع صور لرموز تستمد شرعيتها منها، غطت في كثير من الأحيان على أسماء وصور المرشحين الأقل شهرة في الشارع الفلسطيني. وعندما انطلقت يوم أمس الدعاية الانتخابية لم تجد هذه القوائم، أفضل من رموزها، كي تعلن حملتها بها، واختارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اسم (قائمة الشهيد أبو علي مصطفى) اسما لكتلتها التي تخوض الانتخابات واختارت، قبر الأمين العام السابق لها أبو علي مصطفى في مقبرة الشهداء في مدينة البيرة، لإطلاق حملتها الانتخابية.
وأدى كوادر وأصدقاء الجبهة القسم الخاص بها أمام قبر أبو علي مصطفى الذي اغتالته إسرائيل، في بداية انتفاضة الأقصى، ثم توجهوا إلى ضريح ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، ووضعا إكليل ورد باسم القائمة على الضريح، وتوجه قسم منهم إلى ضريح الشهداء أمام مستشفى الشيخ زايد في رام الله، ووضعوا إكليلا من الزهور على الضريح الذي يضم رفات فلسطينيين قتلوا خلال الاجيتاح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية في نيسان (ابريل) 2002.
وبموازاة ذلك عقد احمد سعدات، أمين عام الجبهة مؤتمرا صحافيا في سجن أريحا، معلنا انطلاق الحملة الانتخابية للجبهة، وتحمل ملصقات الجبهة الانتخابية التي وزعت في الأراضي الفلسطينية، صور لأبي علي مصطفى، وجورج حبش، مؤسس الجبهة، واحمد سعدات، وعبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة المعتقل في السجون الإسرائيلية.
وفي المراكز الانتخابية علقت صور كبيرة لحبش ولأبي علي مصطفى، في حين توارت صور المرشحين.
ووجدت حركة فتح في ضريح مؤسسها ورمزها الراحل عرفات، مكانا نموذجيا لإطلاق حملتها الانتخابية، حيث تجمع قادة وأصدقاء الحركة، أمام الضريح، وتلوا الفاتحة، ثم أطلقوا بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني، وألقى الدكتور نبيل شعث، رئيس الحملة الانتخابية للحركة كلمة حماسية في الحضور استذكرت مناقب عرفات، وانطلقت بعدها مسيرة جابت شوارع رام الله.
وكان طبيعيا أن تركز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضا على رموزها، وأطلقت حملتها الانتخابية من منزل مؤسسها الشيخ احمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في آذار (مارس) 2004.
وأصدرت حماس بيانا قالت فيه quot;أردنا أن نعلن عن انطلاقة حملتنا الانتخابية من منزل القائد المؤسس الإمام الشهيد أحمد ياسين تأكيدا على أننا ماضون على نهجه، ووفاءً لدمائه الطاهرة، ولدماء شهداء الحركة وشهداء الشعب الفلسطيني، واستشعاراً بالمسؤولية التي نحملها والتي نبذل في سبيلها المهج والأرواح كما بذل شيخنا وقائدنا الياسين، وتأكيداً كذلك على أن الانتخابات التشريعية التي تخوضها الحركة ما هي إلاَّ خطوة في طريق الإستراتيجية التي تبنتها الحركة والتي أسسها الإمام الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله، ووفاءً منا لكل الأسرى الأبطال والجرحى وتأكيد على مواصلة طريق المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات بإذن اللهquot;.
وبالنسبة للقوائم التي لا تملك تاريخا مع القادة والرموز، بحثت عن رموز لها، مثل قائمة فلسطين المستقلة التي يترأسها الدكتور مصطفى البرغوثي، حيث وضعت هذه القائمة صور كبيرة للدكتور حيدر عبد الشافي، على ملصقاتها الانتخابية، رغم انه لا يشارك فيها، متوجته رمزا لها.
وعبد الشافي شخصية وطنية ديمقراطية تحظى باحترام، وكان أعلن عن استقالته من المجلس التشريعي الذي انتخب عضوا فيه بعدد كبير من الأصوات، احتجاجا على تدخل عرفات في سير عمل المجلس.
أما قائمة الطريق الثالث المشكلة حديثا من شخصيات ليبرالية، والتي تمثلها الدكتورة حنان عشراوي، فاختارت رمزا مختلفا للإعلان عن انطلاقة حملتها الانتخابية، وهو مدينة القدس.
وبحثت القوائم الأخرى عن شهداء أو أسرى في السجون الإسرائيلية أو شخصيات وطنية للتتخذ منها رموزا.
ويذكر انه يترشح لهذه الانتخابات 414 مرشحا على مستوى الدوائر و413 ضمن القوائم، للفوز ب 132 مقعدا.
ومن بين مرشحي الدوائر يوجد 258 مرشحا مستقلا و314 مرشحا ضمن القوائم وعددها 11 قائمة.
وستستمر الدعاية الانتخابية لمدة 21 يوما، وتنتهي قبل يومين من موعد الاقتراع في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وحدد القانون ضوابط للصرف على الدعاية الانتخابية بحيث لا تتجاوز 60 ألف دولار كحد أقصى للمرشح المستقل ومليون دولار كحد أقصى للقوائم
التعليقات