اندريه مهاوج من باريس: من المبكر بعد القول ما اذا كانت الجهود المصرية ـ السعودية لتجنيب سورية كل شر ومكروه او اي ضغوط دولية ولتجنيب المنطقة ازمة جديدة ستؤدي الغاية المرجوة ولكن الاكيد ان فرنسا غير مستعدة للتخلي عن اي من مواقفها الثابثة بشأن معرفة المسؤولين عن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري وتنفيذ كل القرارات الدولية ذات الصلة . هذا على الاقل ما يتبين من المعلومات القليلة المتوافرة عن نتيجة محادثات الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره الفرنسي في باريس . كما ان فرنسا التي لا نية لديها بالعمل مباشرة لزعزعة النظام السوري، غير مستعدة على ما يبدو للدخول في مساومة بشأن السيادة والحصانة التي تتحجج بها دمشق لتسويغ رفض الرئيس السوري بشار الاسد عدم الاستجابة لطلب لجنة التحقيق الدولية بالاستماع اليه هذا ما المح اليه الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون الذي قال ان للجنة الحق في تحديد كل ما تريد وهي التي تقول اذا كانت راضية . كذلك فان باريس لا تنوي التدخل مباشرة لوقف الصدمات التي يتعرض لها النظام السوري او الاحراجات المتعددة التي يواجهها وهذا ما فهم من رد رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان على سؤال للتلفزيون المصري عما اذا كانت باريس ستسلم السلطات السورية النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام بعد توجيهات اتهامات بالخيانة والفساد اليه . فرد دو فيلبان كان دبلوماسيا ولكنه واضح اذ قال ان سورية تعرف ما يمكن ان يطلب ولا يطلب منا. ولكل بلد سيادته التي يجب احترامها .

هذه المواقف تلخص الاجواء المرتبطة بالتحرك الراهن لمعالجة الملف اللبناني ـ السوري غداة القمة السعودية المصرية التي انعقدت في جدة لمناقشة تداعيات تصريحات النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام ، وبعد انتهاء زيارة الرئيس المصري حسني مبارك السريعة الى فرنسا والتي بدأها ظهرا بلقاء منفرد مع الرئيس جاك شيراك تلاه غداء عمل موسع حضره عن الجانب المصري وزير الخارجية احمد ابو الغيط ومدير عام الاستخبارات اللواء عمر سليمان والناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد وعن الجانب الفرنسي وزير الخارجية فيليب ـ دوستي بلازي .

وفي ختام هذه الزيارة الى قصر الاليزيه التي دامت ساعة ونصف لم يدل أي من الرئيسين باي تصريح . ولكن الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون اوضح ان المحادثات تناولت كل الملفات الساخنة على الساحة العربية وتركزت بشكل خاص على الملف اللبناني ـ السوري وعلى العلاقة الفلسطينية ـ الاسرائيلية والوضع في العراق .

وبشان الملف اللبناني السوري تحديدا اكد بونافون ان فرنسا متمسكة بتنفيذ القرارات الدولية وان هدفها هو كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري واحالة المسؤولين عن هذا الاغتيال الى القضاء وقال ان الرئيس شيراك اكد لنظيره المصري ان فرنسا متمسكة بتنفيذ كل القرارات الدولية وانها لا ترى بديلا من تعاون سورية الكامل مع لجنة التحقيق واعاد شيراك التأكيد على دعم فرنسا الكامل للبنان في مسيرة البناء والاعمار وتحقيق الاستقرار .

ولم يجب بونافون مباشرة على سؤال عن طلب لجنة التحقيق الدولية بالاستماع الى الرئيس السوري بشار الاسد مكتفيا بالقول ان عمل اللجنة مستقل ولها الحق في تحديد موقفها من كل الامور ويجب بالتالي ان تجد كل التعاون المطلوب فتقرير القاضي ديتليف ميليس الاخير تضمن معلومات جديدة واوضح بعض الحقائق وان المحققين الدوليين يطالبون الان استنادا الى ذلك ببعض التوضيحات من شخصيات معينة ولا بد ان يحصل هؤلاء المحققون على كل الاجوبة على اسئلتهم . اما عما اذا كانت فرنسا توافق على التوقيع على بروتوكول بين سورية ولجنة التحقيق كما تطالب بذلك دمشق فقال بونافون انه يعود للجنة التحقيق ان تحدد موقفها من كل هذه الامور وهي تملك صلاحيات اتخاذ القرار وفرنسا لا تتدخل في عملها بل ما يهمها هو الوصول الى نتيجة وكشف الحقيقة ومحاكمة المتورطين بالاغتيال .

اما عن تصريحات عبد الحليم خدام وامكان فتح اتصالات فرنسية مع المعارضة السورية فقال بونافون ان باريس لا تتدخل في الشؤون الخاصة لاي بلد وان لا موقف لديها من هذه القضية وكل ما تريد هو تعاون سورية الكامل مع المحققين وتنفيذ كل القرارات الدولية.

وعما اذا كان مبارك حمل مقترحات محددة او تسوية معينة قال بونافون ان مبارك هو المخول بالاجابة عن سؤال يتعلق به مباشرة بالنسبة الى فرنسا هناك قرارات دولية يجب ان تنفذ بالكامل وهي تطالب سورية بالتعاون التام ولا مجال للتأويل او اعطاء هذه القرارات تفسيرات.

هذا وعلم ان مبارك حمل مخاوف من احتمال ان تؤدي تفاعلات هذا الملف وتطوراته في حال عدم وضع ضوابط لها الى ازمات جديدة ،المنطقة بغنى عنها. وان زعزعة الاستقرار ليس في مصلحة احد خصوصا ان المنطقة تعيش ما يكفي من النزاعات وان هدف التحرك الدبلوماسي هو تحقيق المطلوب لناحية معرفة قتلة الحريري ولكن بعيدا عن السبل التصادمية . ويأمل المساعدة من فرنسا تحديدا لتفادي أي مأزق جديد خصوصا ان التحرك الدبلوماسي الراهن دخل في سبق مع استحقاقات فرضتها تصريحات خدام ومطالب فريق المحققين الدوليين بالاستماع الى الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته .

و اكد الرئيس الفرنسي خلال هذه المحادثات اهمية اجراء الانتخابات الفلسطينية واهمية استمرار الحوار الوطني العراقي بهدف اقامة عراق موحد وديمقراطي كل هذه الملفات ناقشها ايضا الرئيس المصري مع رئيس الحكومة الفرنسية دومينك دو فيلبان وتطرق النقاش بينهما الى سبل التعاون المشترك في كل المجالات.


إقرا ايضا

تحرك إقليمي ودولي لإنقاذ الوضع السوري واللبناني

غزالي مستعد للاستقالة

برنامج لحكم سوريا ولبنان

مبارك وعبد الله يبحثان الأزمة السورية

لبنان في مهب اتفاقية سورية وأميركية

دمشق: الاسد محصن دوليا ووطنيا وقانونيا