واشنطن: دافع ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الاربعاء بشدة عن برنامج تنصت داخلي سري وقال انه لو كان هذا البرنامج مطبقا قبل هجمات 11 من سبتمبر ايلول فلربما أمكن تفادي الهجوم على وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأصر تشيني على أن البرنامج السري للغاية الذي اقره الرئيس جورج بوش بعدما هاجم خاطفون برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن ساهم في منع هجمات ارهابية محتملة ولم ينتهك الحريات المدنية الأميركية .
واضاف انه مع خفوت ذكريات هجمات 11 من سبتمبر ايلول فان بعض السياسيين quot;يستسلمون للإغراءات للتقليل من شأن التهديد المتواصل لبلادنا والتراجع عن العمل الذي نضطلع به حاليا.quot;
وقال في تعليقات أُعدت ليلقيها في خطاب بمؤسسة هيريتيج البحثية quot;العدو الذي هاجمنا في 11/9 أصابه الوهن والتمزق لكنه لا يزال خطيرا ويخطط لمهاجمتنا مرة اخرى. اما اننا جادون بخصوص خوض تلك الحرب أو غير جادين.quot;
وأثار الكشف عن ان وكالة الامن القومي كانت تراقب بشكل سري المكالمات الهاتفية بين اشخاص من داخل الولايات المتحدة واخرين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بالخارج انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين. وتساءل كثيرون عما اذا كان ذلك ينتهك الدستور الأميركي.
ويحظر قانون صدر في عام 1978 وهو قانون مراقبة عمليات المخابرات الاجنبية التجسس على المواطنين الأميركيين في الولايات المتحدة دون اذن من محكمة خاصة. وسمح بوش بشكل سري لوكالة الامن القومي باعتراض مكالمات ورسائل بريد الكتروني دون اذن من محكمة.
واشار خطاب كشفت عنه نانسي بيلوسي النائبة عن كاليفورنيا وزعيمة الاقلية الديمقراطية بمجلس النواب الأميركي الى ان الوكالة ربما بدأت في توسيع نطاق برنامجها للتنصت حتى قبل أن يسمح لها بوش بذلك.
ووصف تشيني قرار بوش بالسماح باعتراض quot;فئة معينة من الاتصالات الدولية المرتبطة بالارهابquot; بانه خطوة حيوية.
وقال quot;ليست هناك اتصالات أكثر أهمية لسلامة الولايات المتحدة من تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يقيم أحد طرفيها داخل الولايات المتحدة. لو كنا قادرين على فعل ذلك قبل 11/9 .. فلربما كان باستطاعتنا التعرف على اثنين من بين الخاطفين الذين هاجموا البنتاغون بطائرة.
quot;كانا في الولايات المتحدة.. يتصلون بزملائهم في القاعدة في الخارج..لكننا لم نعلم انهم يخططون هنا الا بعد فوات الاوان.quot;
وقال تشيني ان بوش ملتزم بحماية الحريات المدنية واعلن ان quot;واجبنا نحو دعم مبادئ العدالة الاساسية لا يقبل اي استثناءات خلال وقت الحرب.quot;
واشار تشيني الى أن اربع سنوات وأربعة أشهر قد مرت دون وقوع هجوم اخر في الولايات المتحدة واقر بان هناك quot;حافزا طبيعياquot; لتخفيف الحماية لان quot;التحذيرات لا تجد لها صدى.quot;
لكنه قال ان quot;الحماية التي تمتعت بها أميركا لم تكن وليدة الحظ.. ولكن نتجت عن قرارات سياسية حساسة.. ونتيجة اجراء حاسم في الداخل والخارج.. ونتيجة جهود على مدار الساعة من جانب اشخاص في سلطات انفاذ القانون والمخابرات والجيش والامن الداخلي.quot;
وقال خطاب بيلوسي الذي كتب قبل نحو اربع سنوات ان الجنرال بالقوات الجوية مايكل هايدن الذي كان مديرا لوكالة الامن القومي في ذلك الوقت ابلغ لجنة المخابرات في مجلس النواب في افادة له أمامها في اول اكتوبر تشرين الاول 2001 بحدوث تغير في نطاق انشطة الوكالة.
وقالت بيلوسي التي كانت في ذلك الوقت ارفع الاعضاء الديمقراطيين في لجنة المخابرات quot;انني قلقة بخصوص ما اذا كانت وكالة الامن القومي حصلت على تفويض رئاسي خاص للعمليات التي تقومون باجرائها.. والى اي مدى وصل ذلك.quot;
ونشر مكتب بيلوسي ايضا ردا من هايدن تم تحريره بدقة في 18 من اكتوبر تشرين الاول قال فيه quot;في افادتي.. كنت احاول التركيز على انني استخدمت سلطاتي لتنظيم عمليات جمع وكالة الامن القومي للمعلومات وابلاغها.quot;
التعليقات