أسامة العيسة من القدس : من المقرر أن يترأس البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة، قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، بمناسبة عيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقي، ويتوقع أن يحضر القداس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية. ووصل ثيوفيلوس الثالث، قبل ظهر اليوم، إلى مدينة بيت لحم، قادما من مدينة القدس، في موكب حافل، لترؤس الاحتفالات بالعيد، لأول مرة، حيث تولى منصبه خلفا لايرنيوس الأول، الذي خلع من منصبه لتورطه بصفقات تسريب عقارات عربية في القدس. وانطلق موكب البطريرك من البلدة القديمة بالقدس، بينما اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدابير مشددة، ورافقته قوات من الشرطة الإسرائيلية حتى مشارف بيت لحم.

واستقبلت فرق الكشافة موكب البطريرك، في شارع النجمة في بيت لحم، وسارت أمامه حتى ساحة المهد، حيث كان في استقباله مسؤولون من السلطة الفلسطينية ورؤساء بلديات المنطقة، وشخصيات اعتبارية مختلفة. وترجل ثيوفيلوس الثالث، من سيارته، ودخل إلى كنيسة المهد، حيث ترأس صلوات متفرقة واستقبل المهنئين بالعيد. وكان سبق وصول ثيوفيلوس الثالث، ثلاثة من رؤساء الطوائف الأرثوذكسية، وكان أول الواصلين البطريرك ملكي مراد، بطريرك السريان الأرثوذكس، الذي وصل موكبه إلى ساحة المهد، وجرى له استقبال رسمي وشعبي، واستقبل مراد المهنئين بالعيد وألقى كلمة تمنى فيها إحلال السلام العادل في ارض السلام، وبعد ترؤسه لاحتفالات دينية، توجه مراد، إلى كنيسة السريان في ساحة النجمة لترؤس صلوات واستقبال أفراد الرعية.

ووصل، بعده، الدكتور الأنبا أبراهام، مطران الأقباط الأرثوذكس، الذي كان موكبه انطلق من بطريركية الأقباط بالقدس، وقدم أبراهام التهنئة بالعيد إلى الأنبا شنودة بطريرك الأقباط، والى جموع المحتفلين بالعيد. واستقبل أبراهام المهنئين بالعيد في القسم المخصص للأقباط في كنيسة المهد، وترأس صلوات خاصة بمناسبة عيد الميلاد المجيد. ووصل أيضا موكب مطران الأحباش الأرثوذكس، إلى ساحة المهد في بيت لحم، قادما من القدس، واجري له مثل غيره من رؤساء الطوائف، استقبال رسمي وشعبي. ويأتي وصول مواكب رؤساء الطوائف ضمن تقليد ديني يعود إلى عدة قرون، ضمن ما يعرف بالاستاتكو أي quot;الوضع القائمquot;، الذي ينظم حقوق وواجبات كل طائفة ويمنع أي احتكاك بينها. وشدد رؤساء الطوائف على أهمية أن تجري الاحتفالات بالعيد بدون أسوار تحيط بمدينة بيت لحم، حيث يعتقد بان السيد المسيح، ولد فيها قبل أكثر من ألفي عام.

ويعتبر عيد الميلاد المجيد هذا العام، هو الأفضل منذ خمس سنوات، ومع ذلك، فانه ما زال يختلف عن الأعياد التي كانت تشهدها المدينة. ولوحظ مشاركة المئات من المسيحيين الفلسطينيين من داخل إسرائيل، وتنوع فرق الكشافة التي عزف أفرادها قبل وصول مواكب رجال الدين، وأمام هذه المواكب. ومن المعروف بان مدينة بيت لحم، الوحيدة في العالم، التي تحتفل بعيد الميلاد ثلاث مرات سنويا، الأولى في الرابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)، وفقا للتقويم الغربي، وفي السادس من كانون الثاني (يناير) وفقا للتقويم الشرقي، وفي العشرين من يناير وفقا للتقويم الارمني.