سمية درويش من غزة : طالبت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، اليوم قناة العربية بتقديم الاعتذار الرسمي إلى عائلات الاستشهاديات خاصة وللشعب الفلسطيني عامة، بعد الفيلم الذي بثته القناة ولخص إن الاستشهاديات الفلسطينيات مجموعة من النساء المعقدات الواقعات تحت ضغوط هائلة من قبل عدد لا يحصى من المشكلات النفسية والاجتماعية المطبقة عليهن من قبل الذكور ولا يجدن وسيلة للتخلص منها سوى قتل أنفسهن.

وأكدت الكتائب في بيان تلقت (إيلاف) نسخة منه ، بأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بتكرار مثل تلك الأعمال التي وصفتها بـ(المأجورة والمعروفة) ، والتي هي نموذج من الأفلام والبرامج التدميرية التي تقلب الحقائق رأسا على عقب ولا تحترم عقل المشاهد ولا الوقائع على الأرض. وأمهلت الأقصى قناة العربية مدة 24 ساعة من تاريخ هذا البيان للاعتذار لمن تعدت على سمعتهن وطعنت في بطولاتهن ، مؤكدة في حال عدم تجاوب قناة العربية مع بياننا هذا ولم تأخذه على محمل الجد ستضطر إلى إغلاق مكاتبها في الضفة الغربية وقطاع غزة . وقال البيان ، quot;في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة على الإسلام والمسلمين فكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا من كل قوى الشر فى العالم تطل علينا قناة العربية بفيلم فاضح و بالغ الرداءة والتشويه ويعج بجهل مؤلفيه وانحيازهم الفاضح للجلاد على حساب الضحية في سياق الاحتلال العسكري الإسرائيلي لفلسطين.

وأضاف البيان ، quot; نسوا ان هؤلاء الاستشهاديات هن اللواتي ساهمن فى عزة الاسلام والمسلمين وضربن أروع الا مثله فى الدفاع عن الأهل والأرض والعرض وساعدن فى تحريك المشاعر لدى كثير من الشباب والنساء وحثهم على الجهاد ، تلك الاستشهاديات اللاتي أكدن على أنهن أنبل واطهر وأعظم ظاهرة جهاد و مقاومة للاحتلال فى القرن الحادى والعشرين . وأشارت الكتائب الى ان مقدمة الفيلم استطردت أن الفتيات اللواتي قضين نحبهن كن يعانين جميعا من متاعب شخصية جعلت حياتهن مستحيلة ضمن ثقافتهن ومجتمعهن ، واكتشفت أيضا أن الحوافز والجوائز التي تكون من نصيب الرجال الذين يقضون شهداء تختلف كثيرا عن نظيرتها للنساء . وأضافت ، لا نعرف طبعا ما هي الحوافز المزعومة التي تفترضها المؤلفة والدافعة للرجال على ارتكاب العمليات الفدائية كما وتتحدث مقدمة الفيلم بالتفاصيل الشخصية الدقيقة لحياة كل من تلك الفتيات، ولكن بمعزل عن السياق العام الذي يتمثل في احتلال عسكري إسرائيلي قاتل سرق أحلام جميع أبناء هذا المجتمع رجالا ونساء كبارا وصغارا ودمرها ولم يغادر بل لا يزال جاثما كالفزاعة يخطف البشر وأحلامهم الصغيرة. واستنكرت كتائب شهداء الأقصى بشدة هذا العمل الذي قامت ببثه قناة العربية متسائلة في الوقت ذاته لمصلحة من يبث هذا الفيلم والذي لم يتعرض لوجود الاحتلال العسكري ولو لمجرد الذكر؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ ومن قام وبتمويله؟ وما الهدف من ورائه؟.