بيروت، القاهرة: أكدت مصادر دبلوماسية في بيروت اليوم ان سورية رفضت طلب الامم المتحدة مقابلة الرئيس السوري بشار الاسد في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري العام، وقد أبلغت فريق اللجنة الدولية الذي يحقق في اغتيال الحريري ان الطلب ينتهك السيادة السورية.

وقالت متحدثة باسم اللجنة في بيروت اشترطت عدم ذكر اسمها ان المحققين تسلموا ردًا من سورية بخصوص طلب مقابلة الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع ضمن عدد من المسؤولين غير انها رفضت الادلاء بأي تفاصيل، علماً بان دبلوماسيين كانوا قد صرحوا قبل أيام ان دمشق وافقت على السماح لفريق الامم المتحدة بمقابلة الشرع.

وكان التحقيق الجاري قد أشار بالفعل الى تورط مسؤولين سوريين كبار وحلفائهم من اللبنانيين في جريمة الاغتيال التي أثارت احتجاجات كبيرة مناهضة لسورية في بيروت، مما دفع دمشق الى الاذعان للضغوط الدولية وسحب قواتها من لبنان في ابريل/ نيسان الماضي.

quot;الإخوانquot; وخدام

وفي لندن ، أعلن علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا من منفاه ان الجماعة مستعدة للعمل مع خدام لتغيير النظام في سورية. وقال البيانوني لصحيفة quot;فاينانشال تايمزquot; البريطانية: quot;بالنسبة يمكن أن يتم التخلص من النظام الدكتاتوري بطرق متعددةquot;. واضاف: quot;خلال الفترة الانتقالية يمكن ان يكون ذلك من خلال اشخاص داخل النظام (...)،علماً أن اي فترة انتقالية يجب ان تتبعها انتخابات ديموقراطيةquot;.

واكد البيانوني للصحيفة انه رغم عدم اقتناعه بتصريحات خدام حول الديموقراطية مستعد لافتراض انه quot;استفاق وقرر ان ينشق لأن النظام يقود البلاد نحو كارثةquot;. وأضاف أن على خدام تفسير السبب الذي دفعه الى الانشقاق عن النظام السوري ودوره السابق، لكنه أضاف أن الرجل quot;يستطيع المساهمة في احداث التغيير في سوريةquot;.

وتابع: quot;اعتقد ان خدام سيشجع آخرين. ونأمل في ان يخرج آخرون على النظام سواء كانوا علويين او سنة. مستقبل هذا النظام كارثيquot;.

quot;الحقيقة والعدالةquot; ( نيوف)

إلى ذلك، أعلن quot; المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية (نزار نيوف) إنه باشر إجراءات ملاحقة خدام أمام القضاء الفرنسي بتهمة ارتكاب 8 جرائم ضد الإنسانية منها اثنتان تتعلقان بالإبادة الجماعية والشروع بها.

ووزع بياناً جاء فيه: quot;عقد مندوبون عن المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية خلال اليومين الماضيين جلسات مناقشة مستفيضة مع عدد من المحامين الفرنسيين لبحث إمكان ملاحقة السيد عبد الحليم خدام ، نائب الرئيس السوري سابقا ، و بعض أفراد أسرته ، وكل من يظهره التحقيق متواطئا أو متسترا ، أمام القضاء الفرنسي بتهمة ارتكاب عدد من الجرائم ضد الإنسانية ، من بينها جرائم إبادة جماعية أو الشروع بها على الأراضي السورية واللبنانية. وخلصت المناقشات ، بعد تفحص عدد من الملفات والوثائق المتوفرة بحوزة quot; المجلس quot; عن هذه الجرائم ، إلى ما يلي:

أولا ـ من الناحية القانونية المتعلقة بالوضع الرسمي للسيد عبد الحليم خدام، تبين أنه أصبح في الإمكان ملاحقته بعدما فقد وظيفته الرسمية كنائب لرئيس الجمهورية في سورية ، التي كانت تعطيه حصانة من الملاحقة في الماضي . كما أنه لن يستعيد هذه الحصانة حتى بافتراض حصوله على اللجوء السياسي ، لأن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية غير مشمولين بالحصانة التي تؤمنها وضعية quot; اللجوء السياسيquot; في حالات عديدة .
ثانيا ـ هناك جرائم يمكن ملاحقة السيد عبد الحليم خدام أمام القضاء الفرنسي بسببها ، بالإضافة إلى نجليه جمال وجهاد اللذين شاركا في بعضها ، تنفيذا و / أو تخطيطا ، وفق المعطيات والوثائق والأدلة الأخرى المتوفرة الآن ، والقابلة للتدعيم والتعزيز قريبا. والجرائم هي :
ـ جريمة إدخال مئات الأطنان من النفايات المشعة الناتجة من مخلفات معامل نووية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا ، ودول أوربية أخرى ، عن طريق الموانئ السورية واللبنانية (...) مماأدى إلى إصابة آلاف المواطنين في البادية السورية وريف مدينتي حماه وحمص ، وعشرات المعتقلين السياسيين في سجن تدمر،بسرطان الدم و/ أو أمراض الرئة القاتلة ، فضلا عن نفوق أعداد هائلة من رؤوس الماشية بسبب تلوث المراعي ، ـ جريمة إعطاء الأوامر باغتيال الرئيس اللبناني رينه معوض ؛
ـ جريمة إعطاء الأوامر لإيلي حبيقة (...) بتنفيذ مذبحة صبرا وشاتيلا بتاريخ 16 أيلول / سبتمبر 1982 ، للتغطية على اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل (...).
ـ جريمة الشروع مع إيلي حبيقة في تدبير مذبحة في بيروت quot; الشرقية quot; في العام 1988 ، خطط لها كي تحصد المئات من أرواح المدنيين ، ردا على تفجير مطرانية زحلة التي حصلت قبل ذلك ، والتي اتهمت بها عناصر من القوات اللبنانية التابعة لسمير جعجع (...).
ـ جريمة اختطاف رجل الأعمال اللبناني روجيه تمرز في شهر شباط / فبراير 1989 لدوافع تتعلق بالابتزاز الذي يهدف إلى حصول مبلغ 12 مليون دولار (...).
ـ جريمة اختطاف تاجر الأسلحة ابراهيم ديوان من داخل كنيسة الحازمية بعد دخولهم بيروت quot; الشرقية quot; في العام 1990 ونقله ( أي : ابراهيم ديوان )إلى سجن المزة العسكري حيث قضى حوالي سنتين رهن الاعتقال بعد أن ابتزوا منه أكثر من خمسة ملايين دولار .
ـ جريمة اختطاف رئيس الطائفة اليهودية في لبنان الحاخام ألبير طبيلي في العام 1991. وتشير المعلومات إلى أن عبد الحليم خدام هو من أعطى الأوامر لأسعد حردان ( الحزب القومي السوري) بخطف ألبير طبيلي ونقله إلى سورية ، حيث تعرض للتشويه نتيجة التعذيب في فرع فلسطين وفرع التحقيق العسكري .
ـ جريمة استيراد أكثر من أربعمئة طن من اللحم المصاب بجنون البقر ، الذي جرى إعدامه في عدد من البلدان الأوربية (...) . وقد تم توريد معظم الكمية المصنعة إلى هيئة الإمداد والتموين في الجيش ليصار إلى إطعامها للجنود لاحقا . ومن أجل quot; لفلفة quot; الموضوع تم تلبيس الجريمة للواء quot; أبو هيثم quot; ( من طرطوس) الذي كان يشغل مدير هيئة الإمداد والتموين ، حيث اعتقل في سجن المزة قبل أن ينقل إلى صيدنايا .
ثالثا ـ يعمل quot; المجلس quot; خلال أسرع وقت من أجل الاتصال بضحايا هذه الجرائم أو ورثتهم في سوريا ولبنان ، حين تقتضي الحالة ذلك ، من أجل تنظيم الوكالات القانونية اللازمة لملاحقة المشتبه بهم المذكورين أعلاه ، وكل من يظهره التحقيق . علما بأن quot; المجلس حصل بالفعل على وكالات تتعلق ببعض الحالات المذكورة.
رابعا ـ يعمل quot; المجلسquot; على الاتصال بالمنظمات الأهلية اللبنانية من أجل المساعدة في تأمين أكبر عدد من الشهود و الوكالات القانونية .
خامسا ـ يطلب quot; المجلس quot; من كل من يجد نفسه معنيا بالإدلاء بشهادة ، أو تنظيم وكالة ، أو إرسال وثائق تخص القضايا المذكورة أعلاه ، الاتصال بـ quot; المجلس quot; أو المحامي فرانك سيسين في باريس على العنوان التالي :
Franck Cecen
1, Place de Lrsquo;Alma
75016, Paris, France
سادسا ـ يكلف المحامي فرانك سيسين Franck Cecen بمتابعة الأمر والتصريح باسم quot; لجنة ملاحقة خدام جنائيا quot; حين يقتضي الأمر ذلكquot; .