أسامة مهدي من لندن: أعلن وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم وبعد تدخل الرئيس العراقي جلال طالباني في قضيته عدوله عن استقالته من حكومة ابراهيم الجعفري المنتهية ولايتها وذلك احتجاجا على زيادتها لاسعار المحروقات. وقال في تصريح له quot;انني اثمن الخطوة الايجابية من قبل السيد الرئيس جلال طالباني الذي واصل طوال الاسبوعين الماضيين متابعته لهذه القضية وتداعياتها وكان يحمل هما كبيرا لذلك هذه الدعوة والالحاح من قبل رئيس الجمهورية ستواجه بخطوات ايجابية مني ونأخذها بنظر الاعتبار خلال الايام المقبلة انشا اللهquot;.

وكان بحر العلوم وضع شرطين لعدوله عن استقالته اولهما أن تضع الحكومة آلية تقضي برفع اسعار المحروقات بشكل تدريجي يتناسب مع الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المواطنون والشرط الثاني بأن يتم توزيع الاموال التي يتم تحصيلها من فروقات الاسعار على العائلات الفقيرة لكنه لم يعرف فيما اذا كانت الحكومة استجابت للشرطين .

ودعت الحكومة الاسبوع الماضي وزير النفط الى العدول عن قرار استقالته وأوفدت اليه وزير الصناعة أسامة عبد العزيز النجفي ووزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف رشيد لحثه على العدول عن قرار استقالته التي قدمها بعد ان منحته الحكومة اجازة اجبارية لمدة شهر بعد تهديداته بالاستقالة على خلفية ازمة اسعار المحروقات التي اثارت تظاهرات صاخبة في العديد من المدن العراقية .واثر منح الوزير اجازة اجبارية منتصف الشهر الماضي شغل نائب رئيس الوزراء رئيس مجلس الطاقة احمد الجلبي منصب وزير النفط بالوكالة .

من جهة ثانية نفى الأمين العام للحزب الاسلامي طارق الهاشمي ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية حول لقائه بقادة مسلحين من وقت لآخر وطلبه منهم تهدئة الأوضاع في يوم الانتخابات وأن المفاوضات بين هؤلاء القادة والأميركان قد فشلت حتى الآن بسبب عدم استجابة الجانب الأميركي لرغباتهم في وقت عدل وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم اليوم عن استقالته التي قدمها احتجاجا على رفع اسعار المحروقات وذلك بعد تدخل الرئيس جلال طالباني في القضية واجتماعه مع الوزير .

وقال الحزب الاسلامي العراقي اكبر الاحزاب السنية في البلاد في بيان صحافي اليوم أن ما نشرته الصحيفة لا أساس له من الصحة ولم يرد في سياق الحوار واضاف الحزب انه ما زال متمسكا بخيار المقاومة السياسية وأنه لا يمثل إلا نفسه، واشارالى أن رغبة الحزب في تطبيع الأوضاع وإنهاء حالة العنف مستمرة ولا ينبغي أن تنحصر في يوم الانتخابات. واوضح الحزب الاسلامي العراقي ان ما يتعلق بإعلان جدولة انسحاب القوات الأجنبية أصبح مطلبا وطنيا لا مفر منه وأنه حقا أحد العقبات التي تعترض تطبيع الأوضاع في العراق وقال انه يضع علامة استفهام كبيرة حول مصداقية جريدة نيويورك تايمز بسبب التشويه المتعمد في تصريحات الأمين العام الهاشمي .

وقالت الصحيفة امس ان الاميركيين أجروا نقاشات وجهاً لوجه مع المتمردين في quot;ميدان المعركةquot; وبانهم يجرون اتصالات مع قادة التمرد عبر وسطاء. وقال الدبلوماسي ان الهدف هو استثمار القوات الاميركية والجماعات المتطرفة مثل القاعدة التي اثارت استياء العديد من العراقيين لقتلها الجماعي للمدنيين العراقيين. ونسبت الى دبلوماسي غربي قوله ان المحادثات التي جرت وتجري داخل العراق وخارجه قد بدأت في فصل الخريف الماضي واضافت انه اكد ان المباحثات الاميركية مع قادة الجماعات المسلحة العراقية تهدف إلى استغلال الرغبة الجديدة لدى العرب السنة في المشاركة بالعملية السياسية التي ترسخت عبر مشاركتهم بكثافة في الانتخابات الماضية. ولكن الدبلوماسي اكد ان المباحثات لم تقدم ضماناً لتسلم الجماعات المسلحة او حتى وقف اطلاق النار.

ونقلت صحيفة النيويورك تايمز عن مصادر لم تسمها ان امين عام الحزب الاسلامي طارق الهاشمي كان قد اجرى لقاءات دورية مع قادة الجماعات المسلحة العراقية لوقف العنف ابان الانتخابات الماضية. واوردت الصحيفة تعليقاً للهاشمي حول المباحثات قال فيه quot;انه لا يظن ان المحادثات قد احرزت تقدماًquot; موضحاً ان العقبة الرئيسة التي تعترض التقدم هي طلب المتمردين جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الاميركية وهو الامر الذي كرر الرئيس الاميركي جورج بوش رفضه مؤخراً.