نبيل شرف الدين من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصدر مطلع في القاهرة أن الرئيسين المصري حسني مبارك، والسوري بشار الأسد أجريا محادثات سريعة استغرقت حوالي الساعة في منتجع شرم الشيخ الذي وصل إليه الرئيس السوري فجأة، قادماً من السعودية في ختام زيارة التقى خلالها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده .ولم يكن مخططاً أو معلناً أن يزور الرئيس السوري مصر اليوم، غير أنه بدا واضحاً خلال الأيام الماضية أن ثمة تحركاً دبلوماسياً حثيثاً بدأ بزيارة خاطفة قام بها الرئيس المصري إلى السعودية واجتمع مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم أتبع هذه الزيارة في اليوم التالي بأخرى إلى باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، على خلفية التفاعلات المتسارعة في المسألة السورية، خاصة بعد التصريحات التي فجرها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، وألمح فيها إلى ضلوع دمشق في اغتيال الحريري.
صدام والأسد
وقال دبلوماسي مصري رفيع ـ طلب عدم الإفصاح عن اسمه ـ إن عنوان الجهود المصرية ـ السعودية المبذولة في الملف السوري ـ اللبناني، هو استجابة سورية مع الشرعية الدولية ولجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والحيلولة دون المساس بسورية وتهديدها بفرض عقوبات عليها، أو التعدي على سيادتها في آن واحد .
ومضى الدبلوماسي المصري الذي تحدثت معه (إيلاف) قائلاً quot;إن الهدف الرئيس من الجهود المصرية والسعودية وغيرها، هو استبعاد ظهور أي بؤر توتر جديدة في المنطقة التي لا تحتاج إلى البؤر المحتقنة حاليا سواء في الأراضي الفلسطينية أو العراق، باعتبار ذلك خطراً محدقاً من شأنه أن يهدد أمن واستقرار المنطقة ويخلق مشكلة جديدة تضر بدول المنطقة العربية من دون استثناءquot;، حسب تعبيره .
واستطرد الدبلوماسي ذاته قائلاً إنه في الوقت الذي كانت فيه هناك بعض الدول في المنطقة ترغب في إطاحة النظام العراقي السابق، أو على أدنى تقدير لم تكن تتحمس لبقائه، وشاركت بدرجة أو بأخرى في مساعدة الدول المتحالفة على إسقاطه، فإنه لا توجد دولة عربية واحدة ترغب في أن يتكرر ذلك مع النظام السوري، واختتم قائلا إن quot;تلك حقيقة سياسية ينبغي أن تفهمها بعض القوى الإقليمية والدوليةquot;، على حد تعبيره .
وأجرى الرئيس السوري محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الاحد في جدة بعد يوم من إعلان دبلوماسيين أن الرئيس بشار الأسد رفض طلب الامم المتحدة لقاءه في اطار التحقيق في اغتيال الحريري، بينما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن هذه الجولة من المحادثات تستهدف إقناع الرئيس السوري بالتعاون مع اللجنة الدولية، خاصة وأن ذلك لن يمس السيادة السورية إذا كان المطلوب هو مجرد مقابلة وليست استجواباً بالمعنى القانوني .
إقرا أيضا
إتصالات محمومة ومطالبة بالعودة إلى حدود67
التعليقات