وقفة جادة وقرارات جريئة وحاسمة للمرحلة المقبلة
الإماراتيون يضعون أحلامهم بين يدي محمد بن راشد

بهاء حمزة من دبي: تجاوزت امارة دبي احزانها سريعا ووضع الجميع آمالهم في حاكم دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم رجل الانجازات الكبيرة في الامارة وراحت تنهال على الرجل الاحلام والمطالب من كل حدب وصوب عبر الاستطلاعات التي اجرتها وتجريها الصحف المحلية في الامارات حول ماذا يريد الناس من محمد بن راشد وما هي طموحاتهم في عهده.

وفي لفتة ذكية تشبه تلك التي اقدم عليها رئيس الدولة خليفة بن زايد ال نهيان فور استلام مهام منصبه خلفا لوالده الراحل بدفع كفالات عدد من المساجين تمهيدا للافراج عنهم، بادر حاكم دبي الجديد بالافراج فوراً عن 397 سجيناً ممن يقضون عقوباتهم في المؤسسات العقابية والاصلاحية في دبي وذلك إكراماً لروح الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.

على الجانب الاخر توقع عدد كبير من الشخصيات العامة والمشتغلين بالعمل العام في دبي ان تشهد الفترة المقبلة حدوث تكامل غير مسبوق بين المؤسسات المحلية والاتحادية لتعمل ضمن منظومة متناغمة خلال المرحلة المقبلة، في ضوء تولي الشيخ محمد بن راشد مسؤولياته الجديدة نائباً لرئيس الدولة ورئيسا لمجلس الوزراء، مشيرين الى أن النموذج الذي أوجده حاكم دبي في آلية عمل المؤسسات المحلية سيكون عنوان المرحلة المقبلة لكنهم طالبوا في الوقت نفسه بأن تكون خطط وسياسات العمل الاتحادي اكثر وضوحاً في العديد من المجالات.

وأجمع كلالذين تحدثوا لاستطلاعات الصحف المحلية أن الشيخ يتمتع بعقلية ديناميكية وفكر ثاقب وينطلق في التطوير من خطط واستراتيجيات واضحة، كما انه يمتاز بقدرة هائلة على إدارة الفريق الواحد ورؤية ثاقبة للقدرات واستنهاضها مما سيكون له دور في تفعيل أداء مجلس الوزراء خلال المرحلة المقبلة، خصوصا في ضوء تجربته في تطور دبي وتحقيق نهضة شاملة وبالاخص الثقة التي أولاها للشباب ما يؤكد بعد نظره وحرصه على تشجيع أبناء الوطن على إثبات كفاءتهم وهو ما توقعوا ان ينعكس ايجاباً على أداء السلطة التنفيذية الاتحادية.

ومن اللافت ان عددا من المتحدثين طالبوا بشجاعة بطلبات لم يكن من المستساغ الحديث فيها قبل ذلك ما يعكس ايمان الكثيرين بديمقراطية العهد الجديد وانفتاحه ووعيه بما يجري في العالم من حوله حيث طالب البعض بانتظام اجتماعات المجلس الأعلى للاتحاد (الذي يضم حكام الامارات السبع) على مدار السنة وفي مواعيد ثابتة اذ ان المجلس ليس له اجندة معروفة ومعلنة.

وطالب اخرون الشيخ محمد بتشكيل الوزارة الجديدة من شخصيات على مستوى عال من الفكر والوعي وتفعيل دور المؤسسات الاتحادية بعيداً عن الروتين وكذا بذل مزيد من الجهود لحل مشكلات التعليم والصحة والاسكان وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي ودور جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية لمواجهة المشكلات.

اما رجال الأعمال فقد طالبوا بالاهتمام بتدعيم البنية التحتية في الدولة وتعديل بعض القوانين التي تحكم حركة الاقتصاد والتجارة.. وكذلك معالجة مشكلة الخلل في التركيبة السكانية في الدولة خصوصاً وأن فئة من المواطنين بدأت تشعر بالغربة في الوطن، وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الشخصية ومصالح التجار ووقف الارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة بعد أن وصلت هذه الظاهرة الى درجة باتت تهدد الأمن الوطني.

واتفق جميع المتحدثين على أن الشيخ محمد رجل إدارة ناجح ومتفوق وشهدت دبي على يديه الكثير من الانجازات وتوقعت اختياره لأكفأ الرجال للعمل معه في الوزارة كما اتفقوا على أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع وقفة جادة على جميع الأصعدة وتحتاج الى قرارات جريئة وحاسمة، منوهة بأن هناك أجهزة اتحادية يشوب نشاطها بعض الجمود وهناك حاجة ماسة الى تحقيق التنمية المتوازنة بين الامارات.