أسامة العيسة من القدس : قال مصدر أمني إسرائيلي بأن عناصر فلسطينية، تدربت في لبنان وسوريا، وربما في إيران، تمكنوا من التسلل إلى غزة، عبر سيناء، مشيرا إلى أن حزب الله اللبناني عازم على تغيير استراتيجية عمله في الضفة الغربية. وأشار هذا المصدر لصحيفة هارتس المستقلة، في حديث نشرته اليوم، بان العناصر الفلسطينية، ومعظمها من حركة حماس، تلقت تدريبا في مخيمات خاصة يشرف عليها مدربون من حزب الله وإيرانيون، قائلا بان كلا من حزب وإيران، بذلا جهدا كبيرا خلال الأعوام الماضية لدعم ما اسماها المصدر منظمات الإرهاب في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقدم الطرفان لهذه التنظيمات تدريبا في صنع صواريخ القسام وقذائف الهاون.

وحسب المصدر فانه في الماضي، تم إرسال المعلومات التكنولوجية لنشطاء التنظيمات الفلسطينية، عبر الإنترنت والحواسيب النقالة. وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قد أوقف، في حالات كثيرة ، فلسطينيين أو عربا من حاملي الجنسية الإسرائيلية ، بتهمة العمل كسعاة لنقل التعليمات في كيفية صنع الأسلحة وإعداد المتفجرات. وتحدث المصدر الأمني الإسرائيلي، خصوصا عن نشطاء حركة حماس، الذين تلقوا تدريبا في تحسين إطلاق قذائف القسام وتحسين مسارها، وتنمية قدرتها، وإطالة مداها، ولكنها تؤجل استخدام ذلك حتى انتهاء الانتخابات الفلسطينية المزمع أجراؤها في وقت لاحق من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، والتي تشارك فيها حماس. وقال المصدر الأمني أن إسرائيل لديها معلومات غير مؤكدة، عن تهريب صواريخ الكاتيوشا المحسنة، من طراز ldquo;غرادquot; إلى قطاع غزة، مداها 20 كلم وتستطيع حمل راس حربي زنته 6.3 كلغم، وهو اكثر دقة من صواريخ قسام المستخدمة حاليا.
وتشبه هذه الصواريخ تلك التي يطلقها حزب الله من جنوب لبنان على المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، لكنها تفتقر لنفس دقتها، لذا فان تأثيرها سيكون محدودا.

وقالت هارتس بان نشاط حزب الله يتراجع في الضفة الغربية، عما كان عليه الوضع في عامي 2003 و2004، عندما شغل هذا الحزب خلايا فلسطينية، تابعة لحركة فتح والجهاد الإسلامي، وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يعود لجهود الجيش الإسرائيلي في ملاحقة هذه الخلايا وتدمير بناها التحتية مما قلص اكثر من 70% من نشاطها. ووفقا لخبراء أمن تحدثوا للصحيفة فان انخفاض نشاط حزب الله في الضفة الغربية يعود أيضا لعدة عوامل، منها ان الحزب عمل على أساس كمي وليس نوعي، في اختيار العناصر التي جندها بخلاف عمله في لبنان، وبالتالي عمل حزب الله، في أحيان كثيرة مع خلايا غير مهنية جعلها سهلة الاكتشاف من قبل الإسرائيلي. وزعمت الصحيفة بان حزب الله، وبعد تراجع دوره في الضفة الغربية، عازم على مراجعة تجربته والتعامل مع خلايا ذات مهنية يشترط عليها التزام الصمت وعدم تقديم اعترافات عن نشاطها في حالة القي القبض عليها. وكان محمود عباس (أبو مازن)، بعد انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2004، أوفد مبعوثا إلى حزب الله لحثه على قطع علاقاته مع الخلايا التي يشغلها في الضفة الغربية، وقدرت في حينه بأكثر من خمسين خلية. واعلن مسؤولون في السلطة انهم يملكون تسجيلات تؤكد سعي حزب الله إلى الاتصال بنشطاء فلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. ويعتقد أن الفلسطيني قيس عبيد، هو من أوكل إليه حزب الله، تشغيل الخلايا الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقيم عبيد في لبنان ويعتبر أحد ابرز مساعدي الشيخ حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني.