قائلاً إن quot;التدويرquot; فكرة ليست مطروحة
موسى يرفض الخوض في تمديد ولايته


نبيل شرف الدين من القاهرة: رفض عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الخوض في مسألة إعادة ترشيحه لمنصب الأمين للجامعة العربية المقرر أن تناقشها القمة العربية القادمة في الخرطوم، وقال موسى إنه لا يعتزم الحديث الآن عن إعادة ترشيح نفسه لمنصب الأمين العام للجامعة ، أما في ما يتعلق بتدوير المنصب فقال quot;إنها فكرة غير مطروحة حاليا ، وان كان بنص الميثاق منصب الأمين العام مفتوحا ، ولا ينص على أن يكون الأمين من دولة المقر quot;، على حد قوله. وأوضح موسى quot; أن يكون الأمين العام من دولة المقر هو عرف جرى، وليس نصا حاكما في الميثاق، وبالتالي فإنه ليس مطروحاً مسألة تدوير أو غير تدوير طالما أن الميثاق نفسه لم ينص صراحة على تحديد جنسية الأمين العام quot;، حسب تعبير عمرو موسى .

وحول موقفه من التحقيق مع الرئيس السوري بشار الأسد أكد موسى أهمية التعاون السوري، أما بالنسبة إلى مسار التحقيق وأطرافه فيحكمها القانون الدولي وقرار مجلس الأمن، وأضاف أن هناك اتصالات تجري حاليا، مشيرا إلى أن الجامعة بدأت الاتصالات مع سورية ولبنان وأنه تجري حاليا اتصالات عربية في الاتجاه نفسه.

إصلاح الجامعة
وأشار موسى إلى أنه سيقوم قريبا بزيارات إلى تركيا وإيران ، بالإضافة إلى الزيارات العادية المستمرة لكل الدول وفي مقدمتها الزيارة التي سيقوم بها إلى السودان يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري للمشاركة في القمة الأفريقية .
وقال الأمين العام للجامعة العربية ، انه كما انتهى عام 2005 بإعلان تأسيس البرلمان العربي فان عام 2006 سيبدأ بموضوع الاتحادات العربية للمجتمع المدني.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن موسى قوله إنه يجري الإعداد حاليا للقمة العربية وان السودان عرض يومي 28 و 29 من آذار (مارس) المقبل لانعقادها وانه تجري حاليا مشاورات مكثفة مع الدول العربية لتأكيد الموعد المقرر لعقد القمة، موضحا أنه سيزور السودان قريبا في اطار الاعداد للقمة العربية وجدول أعمالها وترتيباتها .
ومضى أمين عام الجامعة العربية قائلاً إن ملف إصلاح الجامعة يشمل نواحي هيكلية واقتصادية واجتماعية .. مضيفا أن النواحي الاقتصادية ترتبط أساسا بمعالجة المشاكل والمعوقات التي قابلتها منطقة التجارة الحرة العربية والتي دخلت عامها الثاني في أول كانون الثاني (يناير) الجاري، وكانت قد بدأت في الشهر ذاته من العام الماضي 2005، وأضاف أن العمل سيبدأ على اطلاق محادثات للتفاوض العربي حول إقامة اتحاد جمركي عربي في نهاية السنوات الخمس أو السبع المقبلة.

سورية
وتطرق موسى للملف السوري اللبناني قائلاً quot;إن تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام أدخلت عنصرا جديداً، وبعداً خطراً، له تداعيات لاتخفى وهو الأمر الذي أدى إلى تكثيف الحركة الدبلوماسية العربية مؤخرا والتي تمثلت في تحركات الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية .
وأكد موسى تأييده ومساندته للتحركات التي جرت في القاهرة والرياض بشأن الأزمة السورية اللبنانية ، داعيا إلى دعمها، معرباً عن أمله في تفادي سورية فرض أي عقوبات عليها أو أن تتقرر ضدها أي قرارات .
وعما إذا كان السيناريو الذي اتبع مع العراق يتكرر حاليا مع سورية , قال موسى نرجو ألا يتكرر السيناريو نفسه .
وأضاف موسى أن المشاورات العربية جارية الان بهدف تفادي سورية أي عقوبات وقال إنه من المهم عدم القفز إلى استنتاجات معينة لم يحددها التقرير وسنتابع التيارات المختلفة في مجلس الأمن حيث يوجد تيار غير مقتنع بالعقوبات .

العراق
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية انه على اتصال يومي بجميع المسؤولين والزعامات السياسية في العراق ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق خلال اجتماعات مؤتمر الوفاق الوطني الذي عقد في مقر الجامعة في القاهرة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على عدة نقاط من بينها تعيين مبعوث للجامعة العربية في العراق .
وأضاف أنه تم بالفعل اختيار هذا المبعوث وهو الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السودانية السابق والمتوقع أن يتوجه إلى العراق قريبا لاستئناف الاتصالات تمهيدا لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية الذي تم التحضير له خلال اجتماعات القاهرة .
وأشار أيضا إلى أنه تم خلال الاجتماعات الاتفاق على دعم اجراء الانتخابات وأهمية توسيع المشاركة فيها للجميع وقد شاركت معظم القوى في هذه الانتخابات منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي .. مضيفا أن التوقعات الآن تتركز في تشكيل البرلمان وبعده تشكيل الحكومة ثم عقد المؤتمر الجامع ، كما أشار إلى وجود مراقبين للجامعة العربية في اللجنة الدولية التي تراجع نتائج الانتخابات في العراق .
وفي سياق تعقيبه على الدعوات لخروج قوات التحالف من العراق قال موسى quot; ان الدعوة كما صدر بها بيان القاهرة هي الدعوة إلى البدء في انسحاب تدريجي كما هو موجود في البيان الختامي لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي عقد في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في القاهرة ، وبالتالي فان هذا الموضوع مطروح ضمن سلة التحركات القادمة .

السودان
وردا على سؤال حول تداعيات قضية اللاجئين السودانيين في القاهرة ، أعرب موسى عن أمله في معالجة هذه التداعيات .. مؤكدا أنه حادث مؤلم ، لكنه في كل الاحوال عارض على العلاقة السودانية المصرية .
وقال ان quot; العمل المشترك quot; بين مصر والسودان يمكن أن يتغلب على آثار هذا الحادث المؤلم الذي لم يكن مقصودا بذاته .. مضيفا أن نتائجه بالطبع كانت غير
مرضية لمصر قبل السودان ، كما أعرب عن اعتقاده بأنه لن تكون له أي آثار على القمة العربية .
في حين أعرب الأمين العام كذلك عن أمله في ألا يكون للموقف بين تشاد والسودان أي آثار على القمة الافريقية المقرر عقدها في الخرطوم نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن الخرطوم تعد للقمم التي سوف تعقد لديها اعدادا جيدا .. وهي قمم متتالية أفريقية ثم قمة اقتصادية عالمية ثم القمة العربية .
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن وفدا من الجامعة سيزور السودان قريبا من أجل الاعداد والتحضير لاجتماعات القمة العربية في شهر آذار (مارس) المقبل .

إيران
وفي ما يتعلق بإيران والملف النووي .. قال عمرو موسى quot; أنا أرى أن هذا الموضوع له قواعد ثابتة لا يجب هزها وهي اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في المنطقة ككل .. وتشمل الكل دون استثناء ، لان هذا يرتبط بمفاهيم استراتيجية خطرة كما ارتبط نزع السلاح النووي من أفريقيا بنزع السلاح النووي من الشرق الاوسط كله وتأكد هذا في موقف الامم المتحدة سواء الجمعية العامة أو مجلس الأمن وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بالاضافة إلى أن هذه السياسة مقررة بمقتضى قرارات القمة quot;.
وقال موسى quot; ان هذا الموضوع غاية في الخطورة للأمن الاقليمي وليس للأمن العربي فقط، وفي ما يتعلق بالأمن الاقليمي فلا يجب أن تكون هناك تفرقة بين قوة نووية يسمح بها وقوى مشابهة لا يسمح بها، فالقاعدة تكون بعدم السماح المطلق للكافة، وبهذا يمكن تحقيق الأمن الاقليمي لكل الدول العربية في مختلف مناطق العالم العربي quot;، على حد تعبيره .
وفي معرض رده على سؤال بشأن أهمية علاقات التواصل بين الجامعة العربية ودول الجوار .. قال الأمين العام للجامعة quot; التواصل مستمر مع تركيا ومع إيران ، لأنه ليس من المصلحة تناثر التحركات دون خط استراتيجي ، نحن نتكلم عن الأمن الاقليمي وليس فقط الأمن العربي، بل الأمن العربي والاقليمي يقتضيان الحوار والعمل على الاتفاق على خط أمني عام في المنطقة ككل بما في ذلك إيران وتركيا ويشمل إسرائيل والعالم العربيquot;، حسب تعبير أمين عام الجامعة العربية .