صحافيون يلاحقون أطباء شارون ومتدينون يدعون له وعليه
ساحة هداسا مسرح تدب فيه الحياة

مؤتمر صحافي لعميري شارون
أسامة العيسة من القدس : أضحى مستشفى هداسا بالقدس الغربية، محط أنظار كثير من زعماء العالم والمهتمين، بسبب خضوع ارييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي للعلاج فيه، بينما تحولت ساحته إلى مسرح كبير لانشطة متعددة ومختلفة سياسية ودينية وترويحية وصحافية. وابرز تلك الأنشطة هي تحول أحد جوانب الساحة إلى مركز صحافي، يحتشد فيه الصحافيون، لنقل وقائع الايجازات الصحافية الدورية التي تحرص إدارة المستشفى على إبلاغها للرأي العام أولا بأول عن صحة شارون. ويشارك في تقديم هذه الايجازات والرد على أسئلة الصحافيين، مدير المستشفى البروفيسور شلومو مور يوسف، بالإضافة إلى الناطقة الإعلامية باسم المستشفى، وأطباء من الذين يشاركون في علاج شارون.

واستعانت إدارة المستشفى بهؤلاء الأطباء للرد على انتقادات وجهت إليها من الصحف الإسرائيلية حول مزاعم بالتقصير في علاج شارون. وفي حين نأى مدير المستشفى عن الرد مباشرة على هذه الاتهامات، فانه دفع بأطباء الاختصاص للرد بشكل غير مباشر. واكتسبت مدير المستشفى وباقي المتحدثين خبرة في التعامل مع وسائل الأعلام، ومعرفة ماذا عليهم قوله أمامهم، والابتعاد عن المصطلحات الطبية المربكة. ويحاول الصحافيون الحصول على إجابات ضافية على أسئلتهم، بملاحقة مستشاري شارون الذين يزورونه، أو ابنيه عمري وجلعاد. وفي معظم الحالات يمنى الصحافيون بالفشل، فيجهدون في تقديم خدمة مميزة، رغم أن جوهر المعلومات التي يحصلون عليها تشير دائما إلى أن حالة شارون quot;خطرة لكنها مستقرةquot;.

وآخر التصريحات كانت لفيليكس اومانسكي كبير الجراحين في مستشفى هداسا للتلفزيون الاسرائيلي إذ قال ان شارون بدا مستجيبا لوجود ابنه الاصغر جلعاد الى جانبه اليوم الاربعاء. واضاف quot;لقد تحدث اليه جلعاد وقال (انا بجانبك. كيف حالك) وتكون لدي انطباع جلي باستجابةquot; شارون لذلك.

وليس الصحافيون فقط هم الذين يرابطون في ساحة مستشفى هداسا، ولكن هناك فئات أخرى، من بينها طلبة المدارس الذين يأتون خصيصا وضمن مجموعات للدعاء لشارون بالشفاء، ويحمل هؤلاء لافتات دعم لشارون، ورسومات، وأشياء أخرى. وفي الساحة أيضا يقيم بعض رجال الدين اليهود صلوات خاصة من اجل شارون، أبرزهم الحاخام الأكبر شلومو عمار، الذي لا يكن له شارون مشاعر حميدة. وهناك قلة من العرب من وصلوا إلى الساحة، مثل رؤساء بلديات المجالس البلدية الدرزية في إسرائيل، واخرين يقولون أن شارون صديقهم، مثل علي مقلدي الذي يطلق على ابنته اسم (ليلا شارون) تيمنا باسم زوجة شارون الراحلة، بينما يحمل ابنه البكر اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وزعيم حزب الليكود ورفيق شارون مناحيم بيغن. وحضر إلى ساحة المستشفى وفد يضم برلمانيين يهود من دول مختلفة من العالم، من بينها تونس، كانوا من المفترض أن يلتقوا شارون، في موعد حدد قبل إصابته بالمرض، فجاؤوا إلى ساحة المستشفى تضامنا معه.

دعوات بالشفاء من أطفال
ووصل في وقت سابق ارل كوبس، مستشار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، ضمن مجموعات مسيحية صهيونية أقامت صلوات خاصة لشفاء شارون. وفي ساحة المستشفى عشرات من المتدينين اليهود، مختلفي الأشكال والغايات أيضا، فمنهم من جاء ليصلي من اجل شارون، رغم اختلافه معه، في حين أن آخرين لم يخفوا شماتتهم به، واعتبروا أن ما حدث له هو استجابة لدعائهم عندما أدوا قبل نصف عام صلاة تسمى (بولسا دينورة)، طلبوا فيها من الرب جلد شارون بسياط من نار، بسبب خطة الانسحاب من غزة. وهناك مجموعة ثالثة من المتدينين المتطرفين التي وجدت في المتجمعين في ساحة هداسا، مكانا لترويج أفكارها، بتوزيع بيانات وكراسات، وبيع أقراص ممغنطة وملصقات تعبر عن وجهة نظهرها. وضاعفت كافتيريا المستشفى من عملها لتلبية حاجة الجموع من الشطائر، في حين تسلل بعض الباعة الجائلين عارضين المشروبات والكعك والشطائر للزبائن الجدد. وفي حين تدب الحياة في ساحة هداسا، يقبع شارون في داخل المستشفى، لا يعلم ما أحدثه مرضه من تبعات.