الرئيس الليبي ومعارضيهيتصارعون على منبر الحرة إيلاف من طرابلس الغرب: رحبت الخارجية الاميركية بالمواقف الأخيرة للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي اعتبرفي حديث إلى قناة quot;الحرةquot; أنه ليس هناك عاقل يمكنه الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، وquot;أن المواجهة مع أميركا فُرضت علينا وكلانا دفع الثمن لذا فالديبلوماسية هي الأفضلquot;. تصريحات القذافي استحوذت على اهتمام الشارع الليبي، خصوصا بعد أن ردت أطراف ليبية معارضة بعد 24 ساعة ومن المنبر نفسه على ما قاله الزعيم الليبي فيما بدا أشبه بحرب دعائية.
الخارجية الأميركية ترحب بإنفتاح القذافي
ترحيب أميركي
وقال مدير شؤون الشرق الادنى مكتب الدبلوماسية العامة في الخارجية الاميركية ألبرتو فرنانديز إن العقيد القذافي ينتهج سياسة جديدة ضرورية لليبيا والعالم لانها سياسة أكثر تواصلا و انفتاحا على العالم معربا عن تأييدر بلاده لهذه quot;الوجهة الوحيدة لتحسين الوضع في ليبياquot; على حد تعبيره. وأكد فرناندز ان واشنطن لن تسكت عن قضايا حقوق الانسان في ليبيا مذكرا بأن الموقف الأميركي الرسمي يدافع عن سجناء الرأي في كل انحاء الدول العربية مشيرا الى تقرير حقوق الانسان عن ليبيا لعام 2005.
وقال فرناندز بانه يعتقد أن أكبر انجاز هو أن ليبيا أصبحت اكثر انفتاحا على العالم بعد ان كانت منعزلة سياسيا واقتصاديا لأكثر من عشرين عاما موضحا أنها بدأت ببطء في التخلص من الفراغ السياسي و الاقتصادي بتشجيع دولي و أميركي داعيا الى تكثيف الجهود الليبية في هذا المجال.
وتعليقا على تعهد القذافي بلعب دور عال المستوى في المرحلة الجديدة قال فرنانديز إنه من المهم الاستمرار في تعميق التواصل الأميركي مع الشعب الليبي و التواصل الليبي مع الشعب الأميركي ...و بأن.هذه هي الأولوية الان و يجب بحث كل الطرق المناسبة لتشجيع هذا التواصل و بأن الخطوة البراجماتية القادمة هي تسهيل إجراءات السفر بين البلدين لا سيما الأشخاص الراغبين في أن يعملوا أو يّدرسوا في ليبياquot;
حرب دعائية بين القذافي ومعارضيه
وتناوب العقيد القذافي، وجزء من معارضيه، على شاشة قناة الحرة الأميركية، وعلى مدى ليلتين متتاليتين، وإن اختلف مقصد الطرفين من التنافس، إلا أنهما تحركا تقريبا على نفس المحاور، وربما كان الارتياح قد صاحب المعارضة، التي أهداها العقيد نفسه مناصرة عربية وارتباك أميركي، بسبب جزء من تصريحاته، لم ترضي الصحافي السعودي (حسين شبكشي)، ولم يجد البيرتوفيرنانديز (مدير شؤون الشرق الأدنى بالخارجية الأميركية)، ما يرد عليها أكثر من الحديث العمومي غير المقنع كثيرا.
اختلاف المقصد كان واضحا، من حديث العقيد القذافي، الذي أفرط - كما لاحظ السعودي شبكشي - في التوجه نحو واشنطن، لا سيما حين وجه في ختام البرنامج ما يبدو وكأنه هدف القذافي من الحلقة بالقول quot;أن العالم في مرحلة اعادة حساباته في كل شيء فالقوالب القديمة تنكسر ويجب صنع قوالب جديدة تستوعب التحديات ومعطيات العصر وأعتقد ان المفاهيم القديمة لم تعد تنفع الان والقوالب القديمة لن تنفع الان فيجب ان نعيد النظر خاصة بيننا وبين أميركا وأتكلم من محطة أميركية الان، يجب نحن ان نفكر في العلاقات تخلق دروس مستفادة من الماضي لمصلحة العالم و لمصلحة الشعوب و مصلحة البشرية و أنا متعهد بأن العب دور على مستوى عالمي في هذا الاتجاهquot;.
بل يعتبر الكاتب السعودي أن القذافي ذهب في توجهه الى واشنطن الى درجة إضفاء الشرعنة والعدالة على الحصار الدولي (الأميركي بالأساس) على ليبيا، ومطالبته بتحقيق دولي في قضية الحقن بالإيدز في مستشفى أطفال بنغازي، ، وكذلك تجربته (أي القذافي) الديمقراطية، وهي التي يسميها الطريق الثالث، وعصر الجماهيرية، والتي كرر العقيد القذافي دعوة أميركا لتطبيقها، باعتبارها نهاية للتاريخ في ما يتعلق بمشكل أداة الحكم، والصراع السياسي على السلطة، وعلى أساسها نفى العقيد وجود أي معنى للسجين السياسي في ليبيا، لدرجة أنه أنكر علمه بسجناء مشهورين كفتحي الجهمي، أو تشبيهه لسجناء الإخوان بسجناء غوانتامو المعتقل الأميركي الأشهر، وأنتقد القذافي بشكل غير مباشر، العلاقات العربية، ووصفها بالمعدومة إلا بين الدول العربية المتجاورة، وكذلك حملته على العربية السعودية حينما طالب بمنطقة دولية تضم الأماكن الإسلامية المقدسة (مكة والمدينة)، وأختتم القذافي حديثه بلمسة إنسانية، حينا تحدث عن أحفاده، والفرصة التي أتيحت له لملاعبتهم بعد أن أفتقد ذلك مع أبنائه لانشغاله بالحكم (وتفرّغه الآن !!!)
أما الإعلامي محمود الشمام الذي يمثل أحد تيارات المعارضة الليبية، فقد راهن على مستويات مختلفة في نقده للعقيد وحديثه عن تجربة القذافي الديمقراطية، نافياً جدوى هذه الآلية وقال أنها لو كانت كذلك لاختفت قوانين مهينة لكرامة الليبيين الاقتصادية كقانون 15 المقيد للدخل الفردي بشكل لا يصدق على حد تعبيره وأضاف شمام انه لو نجحت التجربة لزادت نسبة المشاركة الشعبية في جلسات المؤتمرات الشعبية التي لم تتعدى في أحسن أحوالها 10% تقول تقارير أنهم جلبوا بضغوط مباشرة عليهم.
وعلى صعيد العلاقات العربية، انتهز المعارض الليبي الفرصة للتأكيد على عروبة ليبيا، ضدا الطرح القذافي الأفريقي أو الأممي، وقال شمام أن شعب ليبيا متمسك بعروبته مهما كان موقف حكومته منها، واستغرب شمام تبرير القذافي للحصار الأميركي، وبدا في كلامه، توجيها لتحمل القذافي مسؤولية الحصار، إذ لو كان شرعيا من المجتمع الدولي، فمن المسؤول عن استمراره قرابة 10 سنوات، دون استجابة للشرعية والقانون الدولي، خاصة وأن الحكومة الليبية، تحمّل الحصار مسؤولية كوارث كثيرة حدثت في ليبيا في الفترة ذاتها.
وأنتهز شمام المسحة الإنسانية للقذافي، ليطالبه بالاعتذار لشعبه، كما فعل العاهل المغربي، وأن يرحم مليون ليبي، كما قال لا يملكون إمكانيات بهجة العيد بوقوعهم وهم في ليبيا الدولة الغنية تحت خط الفقر، وأن يتذكر اسر وعوائل من قتلتهم الثورة، لأسباب سياسية ولتعبيرهم عن آرائهم ولو من الطلاب حقبة السبعينات والثمانينات.
ولم يستثني شمام من هجومه (مندوب الخارجية الأميركية، ووجه إليه اللوم لتغاضي أميركا عن ما تدعيها بشأن دعمها للحريات في العالم العربي، وأنها تبدو اشبه بمن يعقد صفقة مع ليبيا، في الصدد، واستغرب شمام تجاهل الولايات المتحدة، لتشويش ليبيا على فضائية ليبية خاصة من الخارج، توجه رسالة ديمقراطية حقوقية كما وصفها، وعلى قمر أميركي، ورد السيد (البيرتوفيرنانديز)، بأن العلاقات الليبية الأميركية لازالت في بدايتها، وأن هناك أولويات دائما في مثل هذه الحالات، وان الخارجية الأميركية تواصل تسجيلها للسلبيات والإيجابيات في الحالة الليبية، وقد ضمنتها فعلا في تقريرها السنوي 2005، عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن السيد فرنانديز تجنب بشكل مطلق الحديث عن قضية الفضائية الليبية الخاصة والتشويش عليها.
من جهته وصف الإعلامي السعودي حسين شبكشي حديث القذافي بأن تغيير في أسم المحل دون أي تغيير في البضاعة، واصفا حديث القذافي بالإيديولوجي القديم، وأنتقد المطالبة بمنطقة دولية للأماكن المقدسة، معرضا بإرسال القذافي لبعثة حج للقدس في نفس توقيت موسم الحج (إبان التسعينات)، وتمنى بمناسبة حديث القذافي عن الحرس القديم والجديد في فلسطين وقوله أن الحرس القديم عقبة في طريق الحل، تمنى (شبكسي) اختفاء الحرس القديم من الحياة العربية، واصفا القذافي بأنه منهم.
وانتهت المقابلة التي أجراها الإعلامي نديم قطيش في برنامج الساعة الحرة على قناة الحرة، لتترك للمشاهدين الإجابة عن السؤال: من أنتصر القذافي أم معارضوه؟؟
أبرز ما جاء في مقابلة القذافي
وكان الزعيم الليبي اعتبر أنه ليس هناك عاقل يمكنه الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، وquot;أن المواجهة مع أميركا فُرضت علينا وكلانا دفع الثمن لذا فالديبلوماسية هي الأفضل. وقال القذافي إنه غير الصحيح القول أن في ليبيا سجناء سياسيين وأن لا إمكانية للمعارضة لأن السياسة للشعب، ورأى أن السجناء الحاليين مجموعة استغلّت الدين وأن quot;وضعهم يشبه وضع سجناء غوانتاناموquot;. وأشار إلى أنه في إمكان أي ليبي يريد التعبير عن رأيه اللجوء إلى المؤتمرات الشعبية.
وفيما يتعلق بقضية لوكربي، قال القذافي أنها أُقفلت، وأيّ متابعة تجعل السياسة الدولية مسخرة، وأن أميركا في قضية لوكربي لم تتصرف مع ليبيا كما تصرفت مع العراق.
وعن قضية quot;أطفال الإيدزquot; قال: quot; لا يمكننا اتهام أحد في قضية الايدز وعندما نعرف الجهة المسؤولة، سنحيل الملف إلى مجلس الأمن، ويجب أن نعرف مخابرات أي دولة جنّدت الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات، مضيفا أن أهالي ضحايا أطفال الإيدز متشنجون ومتأثرون، وحين نعرض عليهم تعويضات يغضبونquot;.
التعليقات