عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: في خطوة مفاجئة قررت حكومة اقليم كردستان العراق استحداث وزارة للشؤون الخارجية ستكون مهمتها العلاقات الخارجية وحق اقامة ممثليات وقنصليات ثقافية وتجارية خارج اطار وزارة الخارجية للحكومة المركزية العراقية التي تدار من قبل التحالف الكردستاني الان ومن المتوقع ان يتشبث بها الاكراد في الحكومة العراقية القادمة أيضا. وقال القيادي في الحزب الديوقراطي الكردستاني بروسكة نوري شاويس في تصريحات لوكالة أنباء (أصوات العراق) اليوم ان (هناك مادة في الدستور تعطي الحق للإقاليم بفتح ملاحق وقنصليات ثقافية وتجارية في الخارج، ومن المفروض أن تكون هناك وزارة تشرف على هذه المراكز، لهذا يعطى الدستور الحق بإستحداث هذه الوزارة).

ولم يتم بعد الانتهاء من تسمية الوزارة الكردية الجديدة لكن شاويس قال انها ستكون وزارة تشرف على الشؤون الخارجية. واضاف (هناك عدد كبير من الكرد يعيشون خارج العراق ومناطق أخرى في العراق ، فهناك مثلا مليون كردى في بغداد، وعدد الكرد الذين يعيشون خارج العراق وخصوصا في أوروبا والمناطق الأخرى في العراق يساوى عدد سكان الإقليم، ونحتاج لإستحداث وزارة تشرف على شؤونهم). ومن المتوقع ان يثير استحداث هذه الوزارة حفيظة بعض الساسة العراقيين الذين يطالبون بحكومة مركزية وتغيير فقرات مهمة من الدستور العراقي الذي اقر العام الماضي وسط اعتراضات من اولئك الساسة الذين يرجون تغيير الفقرات التي تجيز اقامة فيدراليات في العراق بعيدة عن الحكومة المركزية خاصة في جنوب العراق ووسطه. اذ يرون في الوضع الكردي امرا واقعا يجب التعايش معه على ان يرتيط بالعراق من خلال وزارتي الدفاع والخارجية كما هو الامر في عدد كبير في من الدول الفيدرالية. ويشغل معظم القنصليات والسفارات العراقية دبلوماسيون اكراد يواجهون اتهامات بالعنصرية في التعيينات والعمل للانفصال عن العراق مستقبلا.

ويدافع الزعيمان الكرديان جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق ومسعود البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان عن الاتهامات الانفصالية بأن الاكراد يلعبون اليوم دور المحافظين على وحدة العراق من خلال علاقتهم بجميع الاطراف العراقية المختلفة والمؤتلفة. حيث رعت أربيل والسليمانية الكرديتان مباحثات وضع اللبنات الاولى للحكومة العراقية القادمة من خلال استضافتهما لقادة الائتلاف الشيعي وجبهة التوافق السنية اللذين حصلا على اكبر الاصوات الانتخابات مع التحالف الكردستاني. لكن الخطوة الكردية الجديدة بتشكيل وزارة خارجية كردية ستزيد من انتقادات الساسة العراقيين العرب الذين ينظرون للاكراد كمن يأخذ حقه مرتين مرة كأكراد ومرة كعراقيين.