الياس توما من براغ : قررت بلدية منطقة أشي التشيكية الحدودية المجاورة لألمانيا وضع إشارات طرق حمراء اللون بارتفاع نصف متر لها شكل إشارات السير على طرق محددة في المدينة يسمح فيها فقط لبائعات الحب التشيكيات تقديم خدماتهن فيها .
وبرر رئيس بلدية المنطقة داليبور بلاجيك الهدف من ذلك بالحاجة الماسة لإبعاد بائعات الحب من مركز المدينة إلى المناطق النائية منها.
وأوضح أن القوانين السارية المفعول الآن لا تسمح بحظر عرض الخدمات الجنسية بشكل عام في كافة أنحاء المنطقة ولهذا أقرت البلدية لائحة داخلية تحظر تقديم الخدمات الجنسية إلا في بعض المناطق المحددة التي سيتم وضع هذه الإشارات عليها .
وأشار إلى أنه تم اختيار الشوارع التي تتواجد في أطراف المدينة وعلى الطرف النقيض من المعبر الحدودي الذي يوصل إلى منطقة سيلب البافارية في ألمانيا .
وأضاف صحيح انه لا يوجد حتى الآن في البلاد أي قانون يعرف ماهية عروض الخدمات الجنسية بشكل دقيق غير أن شرطة المنطقة ستحاول إثقال حياة الفتيات اللواتي يعرضن أجسادهن في الأماكن الأخرى غير التي جرى تحديدها من قبل البلدية ووضع إشارات quot; الحب quot; عليها.
وأكد أن البلدة بسبب هذا النشاط فيها تعاني من سمعة سيئة كما أن وقوف الفتيات في العديد من مراكز المدينة وقرب المدارس يهدد الأخلاق العامة و تربية الأطفال ولذلك فان قرار إخراج بائعات الحب من مركز المدينة إلى الأطراف لا عوده فيه .
ولا تقتصر المعاناة القائمة في هذا المجال على منطق أشي الحدودية بل تعاني من ذلك العديد من المناطق التشيكية الأخرى ولاسيما منها الحدودية مع ألمانيا والنمسا باعتبار أن اغلب زبائن بائعات الحب التشيكيات والأجنبيات اللواتي يتواجدن معهن هم من الألمان والنمساويين كون الأسعار في تشيكيا ارخص بكثير من البلدين المجاورين بالنظر لاختلاف مستوى الدخل فيها عن تشيكيا .
وقد عمدت بلدية منطقة خيب الحدودية بسبب هذه المشكلة أيضا إلى تخصيص شارع غير مأهول كثيرا بالسكان غير انه قريب من منطقة صناعية و يؤدي إلى المعبر الحدودي بوميزي مع ألمانيا لوقوف بائعات الحب فيه .
وعلى خلاف بلدية أشي فان رئيسة بلدية منطقة دوبي ايلونا سميتكوفا تقول بان بلديتها لن تضع إشارات quot; الحب quot; هذه على أطراف الطرق المخصصة لوقوف بائعات الهوى مؤكدة أن البلدية أصدرت حتى الآن أربع لوائح خاصة بمعالجة هذه المسالة وانها جربت مختلف الطرق غير أنها لم تنجح في منع وقوف بائعات الحب في الأماكن اللواتي يقفن فيها الآن .
وتضيف إذا كان عددهن في المدينة الآن قد تراجع فان ذلك لا يعود إلى نجاح البلدية في جهودها بقدر ما يرتبط الأمر بالوضع الاقتصادي في ألمانيا لان الزبائن تراجع عددهم وأكدت انه لن يتم أيضا وضع إشارات quot; الحب quot; كما فعلت بلدية منطقة أشي لان المجلس البلدي لمنطقتها اعتبر هذا الأمر مثابة الدعاية للمهنة الأقدم في التاريخ .
ولدى سؤال وزير الداخلية التشيكي فرانتيشيك بوبلان عن الخطوة التي أقدمت عليها بلدية منطقة أشي قال انه لن يعلق على ذلك مكتفيا بالقول انه سياتقي الأسبوع القادم مع رؤساء بلديات مختلف المناطق التشيكية وسيعرض عليهم نموذجا من اللوائح لداخلية التي يمكن لها أن تحد من تقديم الخدمات الجنسية في المناطق التي تعاني من تفشي هذه المشكلة وبرر ذلك بالقول ان القانون الخاص بتنظيم مهنة الدعارة في تشيكيا لا يوجد حتى الآن ويبدو مؤكدا أن البرلمان لن يمتلك الوقت الكافي لإقراره فيما تبقى من الوقت لان البلاد ينتظرها في حزيران يونيو من هذا العام انتخابات برلمانية دورية .
وبانتظار أن يحسم البرلمان القادم الأمر في هذه المسالة فان بلديات المناطق الحدودية التي تؤرقها هذه المشكلة ستظل تتحرك في إطار تخصيص أماكن معينة لوقوف النساء اللواتي يمتهن هذه المهنة أما السائق الذي لا يعرف هذه الشوارع فسيكفيه النظر إلى إشارات الحب المعلقة في منطقة أشي كي لا يضل الطريق إلى حيث يريد .