أحمد عبدالعزيز من موسكو: في ضوء التصعيد المتواصل للأزمة النووية الإيرانية، والقلق الدولي من خطوات طهران الأخيرة بشأن استئناف نشاطاتها النووية، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم بتصريحات لمحطة راديو (صدى موسكو) دفعت المراقبين إلى النظر بعين الشك إلى موقف موسكو في حال عقد جلسة طارئة لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ففي نبرة سياسية مختلفة نسبيا عن السابق أعرب لافروف عن الأمل بإمكانية تسوية الأزمة النووية الإيرانية بالوسائل الدبلوماسية، مؤكدا بأن روسيا ستحاول مع الشركاء الآخرين إقناع إيران بالعودة إلى تجميد برامجها النووية. وشدد على ضرورة إعلان طهران أمام الوكالة الدولية عن التفاصيل الكاملة للخطوات التي حققتها في برنامجها النووي، معربا عن رأيه بأنه من الضروري التزام إيران بتجميد نشاطاتها النووية إلى أن يتم استجلاء هذه التفاصيل.
إضافة إلى ذلك، أعرب لافروف عن رأيه بأن موسكو لا تستبعد إمكانية قيام مجلس الأمن الدولي ببحث الوضع الناشئ حول البرامج النووية الإيرانية، مشيرا إلى ضرورة عدم استبعاد أي سيناريو من حيث الشكل، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن ما يخص المضمون هو أن تكون السيناريوهات في إطار التسوية السياسية - الدبلوماسية فقط.
وفي ما استبعد خبراء روس إمكانية عقد جلسة طارئة لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رأى مصادر إعلامية أن احتمالات عقد مثل هذه الجلسة واردة، ولكن من الأفضل أن تتم بعد خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤجلها لعدة أسابيع.
وذهبت مصادر دبلوماسية في موسكو إلى أن روسيا ستقدم تنازلات معينة لواشنطن في ما يخص الملف الإيراني، وذلك بالامتناع عن التصويت في حال ترجيح نقل الملف إلى مجلس الأمن. ولكنهم رأوا أن هذه التنازلات يمكن أن تكون على مستوى جلسة مجلس أمناء الوكالة الدولية فقط، بينما يمكن أن يختلف الموقف جذريا في حال بحثه في مجلس الأمن الدولي. واستندوا في ذلك إلى الجهود الأميركية والأوروبية في إقناع كل من الهند والصين باتخاذ موقف موضوعي أثناء جلسة الوكالة، مشيرين إلى أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنس سوف يقوم بزيارة إلى الهند في الأسبوع المقبل بهدف إقناع دلهي بالتصويت في جلسة أمناء الوكالة الدولية لصالح نقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
على صعيد آخر أشار وزير الخارجية الروسي من أن المشكلة الإيرانية حادة للغاية، محذرا من إمكانية نسيان المنظومات الصاروخية المتطورة لدى إيران، ومنظومات الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. وأعرب عن اعتقاده بأن هذين العنصرين يمكنهما إضافة عوامل سياسية للأطراف التي ترى أن الحديث مع إيران لابد وأن يتم فقط في مجلس الأمن الدولي.
وفي رسالة على ثلاثة اتجاهات، شدد لافروف على أن مصير الملف الإيراني يتوقف على رد فعل طهران من جهة، والخط الذي سيتبعه مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة أخرى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن موسكو تدعو إلى أن يكون هذا الخط مبدئيا، لأن الشركاء الأوروبيين يسعون إلى نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وأضاف بأنه عندما يتحدثون عن ضرورة قيام الوكالة الدولية بتسليم الملف إلى مجلس الأمن، ينسون أن المجلس يمكنه أيضا أن يبحث أية مشكلة يطرحها أي عضو فيه. وأضاف أيضا بأن أي عضو سواء في مجلس الأمن الدولي أو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنه أن يدعو أيضا إلى عقد جلسة طارئة.