إيران مهتمة باستمرار المفاوضات بشأن النووي

الترويكا الأوروبية تواجه التحدي النووي الإيراني اليوم

شكوك حول موقف روسيا من الملف النووي الإيراني

نجاد: على القوات الاجنبية ان تغادر الخليج

النووي الإيراني: واشنطن تلوح بمجلس الأمن وأنان قلق


واشنطن تستبعد الخيار العسكري ضد طهران:
إيران تهدد المجتمع الدولي بوقفquot;تعاونها الطوعيquot;


طهران - طوكيو-واشنطن: هددت ايران اليوم بوقف quot;اجراءات التعاون الطوعيةquot; بما فيها الرقابة المتقدمة على برنامجها النووي ، في حال احيل ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي quot;في حال احيل ملفنا (النووي) الى مجلس الامن، فان الدول الاوروبية ستخسر الوسائل التي تتمتع بها حاليا لان (...) الحكومة ستكون مرغمة، وفقا للقانون الذي صوت عليه البرلمان، على وقف كل اجراءات التعاون الطوعيةquot; مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي 17 كانون الاول/ديسمبر، نشر الرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد قانونا صوت عليه مجلس الشورى (البرلمان) في تشرين الثاني/نوفمبر، يمكن بموجبه التراجع عن نظام رقابة مشدد للانشطة النووية واستئناف تخصيب اليورانيوم في حال quot;احيل ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي او رفع اليه على سبيل الاطلاعquot;. وقد وجه احمدي نجاد الامر الى المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بالاستعداد لتطبيقه، كما ذكرت اخيرا وكالة quot;فارسquot; الايرانية. ويتضمن القانون بوضوح تهديدا بالتخلي عن البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي والذي يخضع ايران لرقابة صارمة على انشطتها النووية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت الحكومة الايرانية الاصلاحية السابقة وقعت على الانضمام الى البروتوكول الاضافي لكن البرلمان لم يصادق عليه ابدا. ويلمح القانون ايضا الى التهديد باستئناف تخصيب اليورانيوم. وقد جاء رد فعل المجتمع الدولي حادا على استئناف ايران الثلاثاء انشطة الابحاث في مجال تخصيب اليورانيوم. واعتبرت الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) الخميس ان quot;الوقت حان لاشراك مجلس الامن لتعزيز سلطة قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;، في اعلان مشترك في برلين، واكد الاوروبيون ان محادثاتهم مع ايران وصلت الى quot;طريق مسدودquot;. ووجهت واشنطن سيلا من الانتقادات لايران عندما ادانت quot;التصعيد المتعمدquot; الذي قررته طهران بشان ملفها النووي.
ونصح وزير الخارجية الايراني الاوروبيين quot;بالتحلي بضبط النفس والصبر والحكمةquot;. وقال quot;ننصح الاوروبيين بفصل مسألة الابحاث عن انتاج الوقود النووي وعدم تضخيم الدعاية بشأن انشطة الابحاث النووية التي كانت علقت بصورة غير عادلةquot;. واضاف quot;اذا ارادوا الحديث عن انتاج الوقود النووي ، فاننا على استعداد لمواصلة مفاوضاتنا مع الترويكا الاوروبية (...) وفي حال وقف (المفاوضات من جانب الاوروبيين) فان ايران ستتحرك من طرف واحد للاتصال بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان حقها الشرعي والطبيعيquot;.

اليابان موافقة على احالة الملف الايراني النووي الى مجلس الامن

اعلن وزير الخارجية الياباني تارو اسو اليوم الجمعة ان اليابان تدعم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في مسعاهما الى احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي.
وقال اسو في لقاء مع الصحافيين quot;لن يكون هناك خيار اخر غير احالة الملف الى مجلس الامن الا اذا غيرت ايران موقفها الحاليquot;.
لكنه اوضح quot;ان الاحالة الى مجلس الامن لا تعني فرض عقوبات على الفورquot;، معتبرا ان quot;بذل جهود دبلوماسية اضافية امر ضروريquot;.
وبعد استئناف ايران انشطة الابحاث النووية، قررت الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) الخميس وقف المفاوضات مع طهران وطلبت احالة الملف الى مجلس الامن الدولي.
واعلنت الولايات المتحدة من جهتها انها تدعم بقوة هذا القرار.

الصحف البريطانية
ركزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم على الملف الايراني فنشرت الاندبندنت على صفحتها الاولى خريطة للقوى النووية في العالم وعنونت quot;الكابوس النوويquot;. وقالت الصحيفة ان حدة المواجهة بين ايران والغرب تصاعدت امس بعدما شدد الطرفان موقفيهما من البرنامج النووي الايراني. ونقلت الصحيفة عن هانس بليكس الرئيس السابق لوكالة الطاقة النووية التابعة للامم المتحدة انه يعتقد ان quot;بعض الايرانيين يسعون للحصول على السلاح النوويquot;. واعتبر البرادعي ان وجود منشأة نووية ايرانية في آراك تعمل بالماء الثقيل وتبلغ طاقتها 40 ميجا واط وقادرة على انتاج بلوتونيوم كاف لانتاج قنبلة نووية، يعتبر اشارة الى ان البرنامج النووي الايراني لا يقتصر فقط على الاغراض السلمية. اما صحيفة الغارديان فنشرت تقريرا يتناول امكانية قيام اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران لمنعها من تطوير برنامجها النووي.واشارت الصحيفة الى ان اسرائيل سبق ان وضعت خططا لضرب المنشآت النووية الايرانية باستخدام قنابل قادرة على اختراق مواقع تحت الارض زودتها بها الولايات المتحدة. لكن الصحيفة نقلت عن محللين قولهم ان اسرائيل لا تنوي توجيه مثل هذه الضربات الى ايران في وقت ما زالت طهران تحت وطأة ضغط دبلوماسي. وقال اميلي لاندو مدير برنامج الحد من التسلح في مركز يافا الاسرائيلي quot; لا اعتقد ان ثمة رغبة من أي جانب في اللجوء الى العمل العسكريquot;. واشار هذ ا المحلل الى ان الحكومة الاسرائيلية تسعى لتسويق الفكرة القائلة بأنه في حال لم يتم اتخاذ اجراء حاسم بحلول آذار/ مارس المقبل فان البرنامج النووي الايراني سيدخل quot;نقطة اللاعودةquot;. واشار الى وجود عدد من العوامل التي يمكن ان تحول دون توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية الى ايران منها ان الولايات المتحدة تسيطر على بعض الاجواء التي يمكن ان تسلكها الطائرات الاسرائيلية لتوجيه مثل هذه الضربة. وقال لاندو quot;لكي ينفذ مثل هذا الخيار يجب على الاقل ان يحظى بمعرفة الاميركيين او حتى بعض التنسيق معهمquot;. ومن العوامل المعيقة لذلك ايضا رغبة الولايات المتحدة في ضمان ألا يحصل الايرانيون على دعم من خلال تصوير مسألة منع ايران من تطوير برنامجها النووي على انها مؤامرة اسرائيلية. كما شكك بعض المحللين الاسرائيليين ايضا في قدرة اسرائيل على تنفيذ مثل هذا الهجوم.


واشنطن تسبعد الخيار العسكري

قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم الخميس ان الولايات المتحدة لا ترى quot;في هذه المرحلةquot; ان العمل العسكري ضد ايران لكبح برامجها النووية أحد خياراتها.وسُئلت رايس هل تستبعد الولايات المتحدة استخدام القوة لمنع ايران مما ترى واشنطن انه سعيها لاكتساب قنبلة نووية فقالت لشبكة تلفزيون سي.بي.اس quot;رئيس الولايات المتحدة لا يستبعد أبدا أيا من خياراته ولا أحد يريد ان يفعل الرئيس ذلك.quot;وأضافت قولها quot;اننا ماضون في مسار دبلوماسي وليس مخططا في هذه المرحلة الانتقال من ذلك المسار الدبلوماسي.quot;وفي وقت سابق قالت القوى الكبرى الثلاث في الاتحاد الاوروبي ان المحادثات مع ايران بلغت طريقا مسدودا واتفقت على انه ينبغي إحالتها الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي.

أنان : طهران quot;مهتمةquot; بالمفاوضات
واجرى أنان محادثات هاتفية اليوم مع علي لاريجاني المسؤول الايراني المكلف الملف النووي على ما افاد الناطق باسمه ستيفان دوجاريك. وقال انان ان السلطات الايرانية اكدت له انها quot;لا تزال مهتمة بالمفاوضاتquot; حول برنامجها النووي ، quot;ولكن في اطار جدول زمنيquot;. واوضح انان في تصريح للصحافيين انه تحدث هاتفيا طوال اربعين دقيقة مع علي لاريجاني المسؤول الايراني المكلف الملف النووي . واضاف quot;طلبت منه ان يتفادى (الايرانيون) اي تصعيد ويلتزموا ضبط النفس ويعطوا فرصة للمفاوضاتquot;، لان quot;الحل التفاوضي هو الوحيد القابل للحياةquot;. وتابع انان quot;بدوره، اكد لي (لاريجاني) انهم مهتمون بتفاوض جدي وبناء ولكن في اطار برنامج زمنيquot;.

ونقل عن لاريجاني تذكيره بانه في المرة الاخيرة التي فاوضت فيها طهران quot;استمر الامر عامين ونصف عام من دون نتيجةquot;، ورغم ذلك quot;اكد انهم لا يزالون مهتمين بالتفاوض وهم جديون على هذا الصعيدquot;.

واعرب انان حتى الان عن الامل في ان تستمر المفاوضات مع الترويكا الاوروبية في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل احتمال رفع الملف الايراني الى مجلس الامن. وقال انان quot;يجب ان نحاول ايجاد حل للمشكلة في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ... ومتى استنفدنا هذه العملية، قد يعود الموضوع الى مجلس الامنquot;، رافضا التكهن بما يمكن ان يقرره المجلس.

واخيرا، اعرب انان عن استعداده لبذل مزيد من الجهود الشخصية اذا كان ذلك ضروريا quot;لتجنب التصعيدquot;. وقال ان quot;مساعي الحميدة ما زالت قائمة. واذا كان ضروريا ان ابذل مزيدا من الجهود واذا ما رغب الاطراف في ذلك، فأنا على اهبة الاستعدادquot;.

وفي المساء، ابلغ انان سفراء الترويكا الاوروبية وسفيري الولايات المتحدة وروسيا بنتائج محادثاته مع لاريجاني وباتصالاته الاخيرة مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ذكر جهازه الصحافي بيان. وجاء في البيان ان quot;مصلحة جميع الاطراف المعنية تكمن في عملية بناءة تعطي الديبلوماسية فرصةquot;. واضاف ان quot;الامين العام كرر ضرورة ان تتعاون ايران تعاونا تاما مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.