اعتدال سلامه من برلين: اندلعت سجالات سياسية كبيرة في ألمانيا إثر تسرب معلومات مفادها ان الحكومة الالمانية السابقة ساعدت المخابرات الاميركية في حربها في العراق بارسالها عميلين من دائرة المخابرات السرية ( ان بي دي ) كي يحددا من داخل بغداد للطيران الحربي الاميركي مواقع للقصف.

ودفعت هذه المعلومات إلى طلب عقد لجنة المراقبة في مجلس النواب جلسة اليوم لمناقشة هذه القضية، خاصة بعد اعتراف فرانك فلتر شتاينماير وزير الخارجية الحالي والمنسق السابق مع هذه الدائرة من ديوان المستشارية في عهد غرهارد شرودر المستشار السابق رسميا بوجود العميلين المذكورين ذلك الوقت في بغداد، لكنه قال إن مهمتهما كانت تقضي بتزويد الجانب الاميركي بالمعلومات من أجل حماية بعض المباني من القصف مثل المستشفيات والسفارات وحماية ارواح المدنيين ورفع تقارير لبرلين عن مجرى الحرب التي رفضتها.

اضافة الى ذلك سوف يناقش القضية لاحقا مجلس الامن القومي في برلين وراء ابواب مغلقة، مما يعني عدم تبليغ الصحافة والاعلام بما سيخرج عن الاجتماع بل رفعه الى الحكومة مباشرة .

وكما احدثت القضية ضجة في الوسط السياسي اختلفت الاراء عليها في وسط خبراء الأمن والمخابرات السرية، فمن وجهة نظر اريك شميد ايبون الناشر والخبير في شؤون المخابرات السرية إن توجيه التهمة إلى المخابرات الالمانية بأن لها دورا في العراق يشكل جزءاً من حملة أميركية مركزة ضد المانيا، وليست صدفة ان تنشر هذه التهم قبيل رحلة انجيلا مركل المستشارة الالمانية الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جورج بوش للمرة الأولى بعد تسلمها منصبها.

وفي رأيه أن النقاش الذي يدور حول هذه المسألة هو جزء من حرب نفسية تشنها المخابرات السرية الاميركية سي أي إي ضد الحكومة الالمانية. وسبق أن اظهرت تصرفا شبيها عندما بدأ الحديث عن الشكوك والاخبار بانها تعذب الارهابيين الذين تلقي القبض عليهم خلال استجوابهم. وقبل ذلك اشاعت السي أي إي اخبارا مفادها بنها ابلغت اوتو شيلي وزير الداخلية السابق بخطفها اللبناني الاصل الالماني الجنسية خالد المصري.

ويستبعد الخبير الامني شميد ايبون تماما تورط المخابرات السرية الالمانية (ان بي دي ) في تقديم مثل هذه المساعدة للولايات المتحدة في العراق، مرجحا مد عملائها ،الذين كانوا في العراق، الاميركيين بمعلومات عن الاماكن التي تقع فيها المباني ذات القيمة لئلا تتعرض للقصف مثل المستشفيات ورياض الاطفال والسفارات، لان المخابرات الالمانية موجودة منذ السبيعينات في العراق وتعرفه اكثر من الاميركيين. وفي تقدير الخبير إيبون كان ديوان المستشارية على علم بوجود الاتصالات بين دائرة المخابرات السرية الالمانية والاميركيين . واستبعد الاتهامات التي وجهت الى هذه الدائرة بانها تصرفت من دون الرجوع الى ديوان المستشارية أي المستشار شرودر وشتايمنمر، فرئيسها عادة لا يتصرف مستقلا بل يتلقى تعليماته من المستشارية التي يعمل معها.

وكان برنامج تلفزيوني قد حرك القضية بعدما اجرى مقابلة مع عميل للمخابرات السرية الالمانية قال ان عميلين من الدائرة في العراق زودا الجيش الاميركي بمعلومات كثيرا جدا عن مواقع عراقية خلال الحرب منها مبنى سكني مما ادى الى مقتل 12 مدنيا فيه، كما نفذا مهمات بتوكيل من السي أي إي، مثل البحث عن مكان الرئيس المخلوع صدام حسين.