باريس: لا تقتصر العولمة على التجارة بل تطاول الارهاب ايضا حيث يرى عدد من الخبراء الدوليين ان الحركة الجهادية التي تضم شبكة من الجماعات او الخلايا الصغيرة والمستقلة عن بعضها البعض باتت تمثل خطرا اكبر من تنظيم القاعدة وحده او ما تبقى منه.
ورأى الخبير السريلانكي روهان غونارتنا احد افضل الخبراء في المسألة في العالم ان تنظيم القاعدة الذي اسسه اسامة بن لادن quot;تراجعت قدراته على القيادة والسيطرة الى حد بعيدquot; بعد ان طرد من معقله الافغاني وتمت مطاردته في جميع انحاء العالم.
واضاف quot;انه ضعيف للغاية كمجموعة غير انه اقوى كحركة ومصدر الهام ويحتفظ بقدرة كبيرة على التحركquot;.
واوضح الاختصاصي الذي صدر له كتاب بهذا الصدد بعنوان quot;القاعدة، في قلب اول شبكة ارهابية عالميةquot; ان quot;الخطر المنفرد الناتج عن القاعدة حل محله خطر اوسع نطاقا وهو الحركة الجهادية العالميةquot;.
وتابع ان هذه الحركة quot;هي مجموعة من خمسين جماعة مترابطة عقائديا وتخوض حملات جهادية محلية وعالمية في آنquot;.
ومن الامثلة على ذلك اعتداءات مدريد في اذار/مارس 2004 (191 قتيلا) واعتداءات لندن في تموز/يوليو 2005 (56 قتيلا) واغتيال المخرج السينمائي ثيو فان غوخ في امستردام.
وقال ان كل هذه العمليات كانت من فعل جهاديين محليين بعضهم على ارتباط بعيد بالقاعدة والاخرون غير مرتبطين بها على الاطلاق.
واعتبر الاميركي بروس اختصاصي الارهاب في مركز quot;راند كوربوريشنquot; للدراسات انه quot;هنا تحديدا تكمن المشكلة حيث لم نعد نواجه حركات او منظمات يمكن التعرف اليها بل مجموعة غير منظمة من المتطرفين والمتشددين الذين تربطهم عقيدة مشتركةquot;.
وقال ان quot;القاعدة لا تزال موجودة وكذلك مجموعات ارهابية تقليدية، لكنها لم تعد تشكل الخطر الرئيسي. فالخطر الرئيسي ناتج عن كيانات مستقلة ليست على ارتباط مباشر او مسبق مع القاعدة او مجموعات ارهابية غير انها تستلهمها من اجل القضيةquot;.
وتقوم الروابط بين هذه المجموعات والافراد احيانا على علاقات قربى او علاقات تضامن نشأت في الطفولة او في السجن. وهذا النوع من الارتباط بعيد عن المنطق الغربي.
وهذه المجموعات غير منظمة بشكل بنيوي ومغلقة ويستحيل عمليا اختراقها.
واضاف روهان غونارتنا ان quot;بعض المجموعات على ارتباط وثيق فيما بينها وتتعاون مع بعضها البعض في حين ان بعض المجموعات الاخرى اقل ترابطا. وبعض هذه الروابط قديم في حين ان بعضها الاخر حديث. لكنها بهذا الترابط توسع الى حد بعيد نطاق تحركهاquot;.
ويفضل الفرنسي فرنسوا هيسبورغ المستشار في مركز البحث الاستراتيجي الذي يتخذ مقرا له في باريس، التحدث عن quot;ارهاب اسلامي عالميquot;.
ورأى ان quot;عمل الاستخبارات يزداد صعوبة لكونها شبكة لا تتضمن روابط عضوية فليس هناك خيوط يمكن ملاحقتها بعد تفكيك خليةquot;.
وتابع ان quot;مجموعات تنشط على هذا النحو في شبكة ستواجه صعوبة كبيرة في تكرار عملية بحجم اعتداءات 11 ايلول/سبتمبرquot; 2001، لكن quot;ذلك لا يقلل من خطورتهاquot; في نظره.
ولا احد يستبعد ان تكون شبكة منظمة تخطط لاعتداء ضخم مع احتمال استخدام مواد كيميائية او اشعاعية فيه، لكن كل اجهزة الاستخبارات في العالم تخشى اكثر ما تخشاه تحركا يقوم به quot;هواةquot; من امثال الذين فجروا انفسهم في قطارات لندن.
واوضح بروس هوفمان quot;انها شبكة واسعة من الاشخاص الذي يظلوا متوارين عن الانظار الى ان يظهروا ليضربواquot;.
واضاف quot;لن يكرروا 11 ايلول/سبتمبر لكننا رأينا في لندن انهم قادرون بشكل اكيد على انزال معاناة كبيرة وابقاء قضية بن لادن حية بدون ان يتوجب على الاخير اكثر من اصدار شريط فيديو بين الحين والاخرquot;.