خلف خلف من رام الله: يواصل المستوطنون سياسية اقتلاع أشجار الزيتون وإتلاف المحاصيل الزراعية الخاصة بالفلسطينيين، وقد أقدم اليوم مستوطنون على إتلاف وحرث حقل قمح نابت مساحته 20 دونم، في قرية ياطا التي تقع جنوب جبل الخليل في الضفة الغربية، وتبين الإحصاءات أن المستوطنين قاموا باقتلاع نحو 773 شجرة زيتون فلسطينية في الضفة الغربية خلال عام 2005، وقد قامت منظمة يش دين ومنظمة بتسليم الحقوقيتين بتسجيل 29 حادثة إتلاف زراعي خلال الفترة ما بين مارس 2005 وحتى 8 يناير 2006، كان من بينها نحو 23 حالة من هذه الحالات إتلاف مباشر للأشجار، مثل: قطعها وحرقها وإقتلعها وسرقتها.

وهذا ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة إيهود أولمرت أن يستنكر ظاهرة قطع الأشجار، وقد طالب أولمرت من المسؤولين الإسرائيلين، العمل من أجل القضاء على هذه الظاهرة بكافة السبل، وقد ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤل موفاز، ورئيس الأركان الإسرائيلية العامة دان حالوتس أن هناك 2400 شجرة فلسطينية قد قطعت في الفترة الأخيرة.

وأوضح يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في تل أبيب التي عقدت مؤخرا أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي أعطى للجيش الإسرائيلي والشرطة تفاصيل حول هوية شباب الهضاب من سكان مستعمرات يتسهار وإيتمار الذين قاموا بقطع أشجار الزيتون الفلسطينية، ولكن الجيش الإسرائيلي والشرطة امتنعوا عن التصدى لهم. وأضاف ديسكين: أن الجيش والشرطة يراقبون كل ما يجرى، ولكنهم لا يفعلون شيئاً لمواجهة هذه الظاهرة.

في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي في سوق الجملة الواقع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك في إعقاب صدور قرار يقضي بإخلاء المستوطنين الماكثين هناك، وقد هاجم مئات المستوطنين مساء اليوم جنود الجيش الإسرائيلي في الخليل، مما أسفر عن إصابة ضابط بالجيش بإصابات طفيفة في عينه، وذلك من جراء حجارة ألقاها مستوطنون تجاه منازل الفلسطينيين في المدينة، ثم محاولتهم دخول منطقة القصبة، وهو ما منعتهم منه قوات الأمن.
ومن ناحيته، رحب يريف أوبنهايمر أحد قادة حركة السلام الآن بتسليم أوامر بالإخلاء للأسر اليهودية التي تقيم في سوق الجملة بالخليل، وقال أوبنهايمر: إنها خطوة أولى على طريق إخلاء تام للمستعمرين وإعادة الهدوء إلى الخليل، لقد حان الوقت لأن يتعامل الجيش الإسرائيلي والشرطة مع انتهاكات القانون واقتحام المنازل والعنف الذي يمارسه المستوطنون مما يهدد بإشعال المدينة يومياً.
ويذكر أن المستوطنين يواصلون جهودهم من أجل إقامة بؤر استيطانية أخرى في أنحاء الضفة الغربية، هذا، ويبلغ عدد البؤر الاستيطانية التي أُقيمت حتى الآن 16 بؤرة استيطانية، وتتضمن خيام وعرائش، حسب ما أفادت المصادر الإسرائيلية، وأُقيم مؤخرا ست بؤر استيطانية، ووفقًا لما قاله المستوطنون مؤكدين أن الايام القليلة القادمة سيصل عدد البؤر الاستيطانية 25 بؤرة، وقد بدء الحاخامات في التنقل بين البؤر الاستيطانية وتدريس تعاليم التوراة للشباب.

ويذكر أن غالب مجادلة عضو الكنيست عن حزب العمل ورئيس اللجنة الداخلية في الكنيست كان هاجم بشدة رؤساء مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب دخول تسع أسر إلى مباني من المقرر هدمها في البؤرة الاستطانية عمونا وقال: إذا استمر مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة في العمل بما يتنافى مع القانون، سنعتبره خارجاً عن القانون.


لقاء الشهابي
ونفى نجل خدام أنباء اوردتها بعض وسائل الاعلام مفادها ان والده يخضع لضغوط فرنسية من أجل ان يغادر البلاد، مؤكدا quot;ليست هناك أي مضايقات من الحكومة الفرنسية بل العكس ولا مشروع للانتقال للسعوديةquot;، واعتبر ان هذه الانباء quot;تضليلquot; من قبل النظام السوري، واكدت السلطات الفرنسية اكثر من مرة انها لم تجر quot;اي اتصالquot; مع خدام وانه quot;يقيم في باريس بصفة شخصيةquot; .

أما عبد الحليم خدام نفسه فقد برر خلال مقابلة اجرتها معه وكالة (فرانس برس) تحركه quot;اجريت اتصالات مع شخصيات من حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب اخرى في سوريا وستجري اتصالات اخرى مع آخرينquot;، وحين سئل عن دوافع تحركه قال خدام إنه قرر الحديث بعد اتصالات اجراها مع بعض المسؤولين وممثلي القوى السياسيةquot;، على حد تعبيره .

ومضى خدام قائلاً إن دعوته موجهة الى كل السوريين لأن يسهموا في تقرير مصير بلادهم، مؤكدا ان quot;الشعب السوري متذمر من النظام الحالي ومن واقع تسلط أجهزة الأمن ومصادرة الحريات والفساد الذي تقوم به الدائرة المقربة من رئيس الدولةquot;.

وقال خدام في حضور نجله جهاد وعدد من افراد عائلته انه التقى رئيس الاركان السابق العماد حكمت الشهابي quot;بصفته صديقاquot; قبل ان يطل بموقفه المعارض وتصريحاته الصاخبة على الاعلام في 30 كانون الاول (ديسمبر) من دون ان يحدد مكان عقد ذلك اللقاء .

وأكد احد المقربين من رئيس الاركان السابق المقيم في لوس انجليس بالولايات المتحدة والذي يتنقل كثيرا ان quot;الشهابي لا يطمح الا لان ينساه الجميعquot;، فيما يرد اسمه في بعض وسائل الاعلام كاحد الناشطين في المعارضة.

ويضاعف خدام الذي لجأ مع عائلته الى باريس حيث يقيم في منزل فخم، المداخلات الاعلامية منذ نحو اسبوعين موضحا انه يسعى لاثارة quot;انتفاضة شعبيةquot; ضد بشار الاسد، وهو يتهم الرئيس السوري بانه اصدر أوامر باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير في بيروت في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام بها الى دمشق.

خدام والإخوان
وعن صدور تصريحاته من فرنسا التي انتقل اليها بعد ان استقال من مهامه في السلطة والحزب في حزيران (يونيو) الماضي قال ان quot;السوريين يعرفون انني لو كنت وجهت هذا الكلام من سوريا لكنت قتلت كما قتل غيريquot;، معتبرا ان quot;الشعب السوري يقدر اسباب انتقالي الى فرنساquot; .

واضاف في سياق انتقاداته للنظام السوري ان quot;هذا النظام لا يحتمل كلمة نقد واحدة فهو خائف من اطلاق حرية الناس وسيتعامل معهم بالعنف وهو خائف من الخارج يتعامل معه بالتنازلاتquot;. وسئل خدام ان كان ينوي طلب اللجوء السياسي الى فرنسا فقال quot;ابداquot;.

وفي دمشق، نأى عدد من المعارضين بانفسهم عن مواقف خدام احد اقرب المعاونين السابقين للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم بلاده بيد من حديد.

وحده علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا اعلن من منفاه في لندن استعداد تنظيمه للعمل مع خدام لتغيير النظام في سوريا، مع الاشارة الى انه غير مقتنع بمواقف خدام المعلنة من اجل الديموقراطية.

وفي معرض تعقيبه على احتمال وقوع انتفاضة شعبية في هذا البلد الذي تسيطر عليه أجهزة الأمن منذ عقود قال معارض سوري يقيم في باريس طلب عدم كشف اسمه لوكالة (فرانس برس) أن quot;هذا أمر مستبعد تماماًquot; .

كما اعتبر الكاتب والصحافي البريطاني باتريك سيل ان quot;هذا امر يصعب تصوره ويتطلب سنوات وحتى تنظيما سرياquot;. ولا يرى سيل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط quot;من اين يمكن ان يأتي الدعمquot; لخدام الذي يعتبر في بلاده على حد قوله quot;من قضى على ربيع دمشقquot; الذي اعقب تسلم بشار الاسد مقاليد السلطة في العام 2000.

وتبقى فرضية حصول خدام على دعم من فرنسا او الولايات المتحدة اللتين تقفان معا خلف قرار مجلس الأمن 1559 الذي أدى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان وتواصلان الضغط على سوريا من اجل ان تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، ورأى سيل ان quot;الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل لا تريد إطاحة بشار بل اضعافهquot; وارغامه على quot;التضحيةquot; ببعض المقربين منه.

من جانبه أوضح الصحافي والسجين السياسي السابق ياسين الحاج صالح في دمشق انه quot;من المستبعد ان تقوم شخصية مثل خدام بمثل هذه المبادرة بدون خطة أو توافق مع جهات دولية او اقليمية او حتى محليةquot;.