نبيل شرف الدين من القاهرة : مرة أخرى عاد إلى واجهة الأحداث اسم الناشط القبطي المصري مايكل منير، الذي يتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن منطلقاً لأنشطته الخاصة بالدفاع عن حقوق الأقباط في مصر، فعقب زيارته المفاجئة الأخيرة إلى القاهرة، ولقاءاته مع عدد من كبار المسؤولين الرسميين، عاد إلى واشنطن فجأة إثر وفاة والده، الذي كان يرقد في أحد المستشفيات في واشنطن .

وقبل أن تنفض مراسم العزاء انطلقت ضد منير حملة بالغة الشراسة، تتهمه بكل أنواع التهم التي طالما كان الأقباط أنفسهم، وغيرهم من الفئات المهمشة ضحايا لها، كالعمالة للأنظمة الحاكمة، وشق صفوف الأقباط، والسعي وراء مكاسب خاصة لدى الحكومة المصرية، وغير ذلك من التهم المرسلة التي بادرت بعض الشخصيات إلى إطلاقها على عواهنها رغم تأكيدات منير بأنه أقدم على تلك الخطوة بصفته الشخصية، ولم يزعم أنه يمثل خلالها أقباط المهجر أو الداخل، أو حتى المنظمة التي يرأسها في واشنطن.

مايكل وجورج

من جهة أخرى أعرب مايكل منير عن دهشته للتصريحات التي أطلقها ضده جورج إسحق، منسق الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، وحذره خلالها من أي محاولة لتنظيم مؤتمر للأقباط داخل مصر، وقال منير لـ (إيلاف) إنه لا يفهم منطق السيد جورج إسحق، فهو يحذرنا من العمل داخل وطننا، وهذا ليس حقاً له، لأن مصر ليست ملكاً لجورج ولا مايكل ولا غيرهما، بل هي وطن لكل أبنائها، وبحاجة إلى جهود الجميع، ثم إن السيد جورج إسحق كان يأخذ علينا أننا نمارس نشاطنا من خارج البلاد، وحين قررنا العمل في الداخل يحذرنا، فماذا يريد جورج إسحق بالضبط ؟، أم أنه يتصور أننا نسعى إلى اختطاف نجوميته التي حصدها من وراء حالة الحراك السياسي التي عبرت عنها حركة (كفاية) خلال الفترة الماضية، التي نكنّ لها ولكافة منتسبيها كل تقدير واحترام، ونرى أنها حركة وطنية لا ينبغي أن تسمح لهذا الشخص أو ذلك الفصيل باختطافها، وفرض وصايته أو إسقاط تجربته الشخصية عليها، لاسيما إذا كانت هذه التجربة تنتمي إلى عهود الشمولية التي يبدو أن السيد جورج إسحق لم يتجاوزها بعد، فما زال يحكمه الخطاب نفسه الذي طالما تغنى به حين كان أحد المبشرين بالشيوعيةquot;، على حد تعبير مايكل منير .

ومضى مايكل منير قائلاً إن quot;السيد جورج إسحق ردد أنني لا أمثل الأقباط، وهو ما لم أزعمه أبداً سواء حينما كنت أعمل انطلاقاً من واشنطن، أو أسعى الآن للنشاط داخل مصر، ولا أعرف من أين جاء إسحق بهذه المزاعم، ثم إنه حر في أن يدعم quot;الإخوان المسلمينquot; أو يحاورهم أو يرفضهم، لكن ليس من حقه ولا من حق غيره أن يصادر حقنا في العمل داخل وطننا، أو أن يحدد خياراتنا في العمل، فنحن نرفض مزايداته على وطنيتنا، كما نرفض أن يفرض وصايته هو أو غيره علينا لأننا ناضجون بما فيه الكفايةquot; .


بيان المنظمة

هذا وكان قد اجتمع في مدينة شيكاغو في وقت سابق مجلس إدارة quot;منظمة أقباط الولايات المتحدةquot; التي يرأسها مايكل منير، وأصدر بياناً عن هذه الزيارة ونتائجها، واستقبال بعض المسؤولين الرسميين له أثناءها، وورد في البيان الذي أصدره مجلس إدارة المنظمة ـ وتلقت (إيلاف) نسخة منه ـ ما يلي :

1- إن الزيارة التي قام بها مايكل منير كانت زيارة خاصة ولم يستدع سفره الحصول على موافقة أي جهة في الشارع القبطي لإتمامها، وتأسف المنظمة للبيانات الصادرة من مجموعة من أقباط المهجر بخصوص هذه الزيارة كما ترفض الزج باسم المنظمة وأعضاء مجلس إدارتها في أحد هذه البيانات كما تعرب المنظمة عن استيائها البالغ لمثل هذه الأفعال غير المسؤولة والتي افتقرت إلى الحس السياسي ما قد يؤدي إلى شرخ في العمل القبطي الموحد .
2- إن منظمة أقباط الولايات المتحدة كانت وما زالت حريصة على تفعيل العمل القبطي الموحد بينها وبين سائر المنظمات القبطية الأخرى، بحيث لا يتعارض هذا مع الاتجاه المستقل الذي حدده مجلس وأعضاء المنظمة لها .
3- تفاعلاً مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي تمر بها مصر في الوقت الراهن وإيماناً بأن هدف المنظمة الأول هو الوصول إلى حل شامل ودائم للقضايا التي تهم الأقباط في مصر فانه من الطبيعي بل من الواجب أيضاً تجاه مصر عموماً، والأقباط خاصة، أن تستجيب المنظمة لأي خطوة إيجابية وجادة من شأنها أن تحرك مسار القضايا العالقة وتعمل من خلالها للوصول إلى حل شامل لها .

4- وانطلاقاً مما سبق وكما أكدت المنظمة فإن جميع أعضاء مجلس إدارتها يؤكدون التزامهم بما حدده مجلس إدارة المنظمة من مناهج وسياسة عامة لخدمة القضية القبطية والعمل الجاد من خلال كافة الاتجاهات والوسائل المتاحة خارجياً وداخلياً بما لا يتعارض مع المصلحة العامة لمصر والأقباط .

5- إن تاريخ منظمة أقباط الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها مايكل منير على مدى أكثر من عشر سنوات لأكبر شاهد على إخلاص ووطنية وولاء هذه المنظمة للقضية القبطية الذي لا يرقى إليه الشك، خاصة وأنه عمل طوعي بالكامل .

واختتم بيان المنظمة قائلاً إن أعضاء مجلس إدارتها يهيبون بكافة الأقباط في مصر والمهجر أن ينبذوا عنهم فكرة العمالة والخيانة والمؤامرة، التي تروج لها قلة ممن وصفهم البيان بذوي المصالح الشخصية الذين يفتقرون إلى أي وعي سياسي أو وطني، وأن يعملوا على وحدة الصف والهدف ونبذ الفرقة والخلافات الشخصية وذلك خدمة لقضايا الأقباط .

التوقيعات
أعضاء مجلس الإدارة
1- كميل حليم
2- كمال إبراهيم
3- إدوارد رزق الله
4- منال عبد الملك
5- عاطف مقار
6- عاطف يعقوب
7- نشأت نعام
8- مايكل منير