سعد اميرا رابعا للكويت منذ 1960
وفاة امير الكويت الشيخ جابر الأحمد

نصر المجالي من المنامة- الكويت: اعلن الديوان الاميري في بيان تلاه على التلفزيون وزير الاعلام الكويتي انس الراشد وفاة امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح اليوم الاحد عن 77 عاما. واضاف ان الحداد قد اعلن فترة 40 يوما على ان تبقى الدوائر الرسمية مقفلة ثلاثة ايام.

ونقل عن وزير الإعلام الكويتي انس الرشيد قوله إن الوفاة كانت سريرية. وأضاف أنه تم استدعاء الحرس الوطني وقيادات وزارة الداخلية وإن الإذاعة والتلفزيون الرسميين يبثان القرآن الكريم حاليا. واعلن الرشيد أنه سيكون هناك حداد رسمي لمدة أربعين يوما وإن الدوائر الرسمية ستغلق لمدة ثلاثة أيام.

وكان الشيخ جابر الذي كان يحكم الكويت منذ 1978 يعاني من المرض منذ اصابته بنزيف في المخ في ايلول/سبتمبر 2001. وبعد تلاوة البيان الرسمي، بدأ التلفزيون بث آيات قرآنية.

ومن أبرز الأزمات التي مر بها خلال فترة حكمه الغزو العراقي للكويت عام 1990 ومحاولة اغتيال له عام 1985.

وظل الشيخ جابر يصارع المرضوتولى زمام الامور وتسيير شؤون الحكم شقيقه الشيخ صباح الاحمد الذي كان وزيرا للخارجية في ظل مرض ولي العهد الشيخ سغد العبدالله / وعين الشيخ صباح في صيف العام 2003 رئيسا للوزراء.

ودخلت الكويت جدالا دستوريا في العامين الماضيين حول ترتيب شؤون اسرة الحكم في ظل مرض الكبيرين، وحاول حكماء الاسرة وضع حلول لما كان يمكن أن بفجر ازمة في المستويات القيادية العليا،، لكن ظل الوضع على ما هو عليه خشية تفاقم صراع بين الجناحين الكهمين في اسرة آل الصباح الحاكمة وهما جناح الاحمد الذي يتزعمه الامير الراحل وجناح السالم الذي يتزعمه ولي العهد الامير الجديد سعد العبدالله ،،،ومع وفاة الامير الثالث الشيخ جابر فان سعد العبدالله سيكون هو الامير الرابع منذ الاستقلال العام 1960 وكان محقق الاستقلال من الانتداب البريطاني هو الشيخ عبدالله السالم الصباح والد الامير الجديد

ومن المحتمل ان يجتمع مجلس اسرة الحكم اليوم للمناداة بالشيخ سعد اميرا للبلاد،،، كما من المحتمل ان يتم تنصيب الشيخ صباح الاحمد وليا للعهد و ممكن ان يتولى وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح منصب رئيس الوزراء .

وتولى الشيخ الراحل جابر الحكم العام 1976 خلفا للامير السابق ابن عمه الشيخ صباح السالم والدد وزير الحارجية الحالي الذي من المنتظر توليه منصب رئيس الوزراء اذا ما اتم اتفاق العائلة الصباحية على ذلك ،، يذكر ان الكويت هي اول دولة خليجية تنتهج الحكم البرلماني حيث انتخب اول برلمان في العام 1961 بعد اعلان الدستور،، ولكن الوضع البرلماني تعرض لهزات عديدة حيث حل البرلمان في منتصف السبعينيات الفائتة .

واليه فانه رغم ما يشار اليه من تفاهم حول منصب الامير الا ان منصب ولي العهد هو المثير للجدل ،، حيث يعطي الدستور مثل هذا المنصب لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح ، ويدور جدل ايضا حول الحال الصحي للشيخ سعد حيث فانون الوراثة ممكن ان يترك المجال متوحا لاختيار امير غيره ، ولكن تصريحا لرئيس الوزراء الشبيخ صباح قبل اسبوعين حسم فيه الامر حين قال quot;لا يوجد في تاريخ الكويت ما يقال عن وجود امير سابقquot; حاسما الامر لصالح الشيخ سعد.

يشار الى ان الشيخ جابر العلي رئيس الحرس الوطني وكبير السن في اسرة ال الصباح فجر في العامين الماضيين مجموعة من القضايا حول ضرورة ترتيب اسرة الحكم وهرم السلطة،، وكان آخرها تصريحه في الصيف الماضي حين طالب بتشكيل قيادة جماعية ثلاثية للقيام بمهمة قيادة البلاد في ظل الفراغ في السلطة بسبب مرض كبيري البلاد الامير وولي عهده الامر الذي حدا بالامير الراحل ان يحسم الامر واضعا ثقته برئيس مجلس الوزراء على تحمل المسؤولية، وكان مثل هذا الكلام بمثابة اعتبار الشيخ صباح هو الرجل الاول في القرار خاصة وان كلاما مثل هذا حمل في طياته توقعات تشير الى احتمال تنحي ولي العهد الشيخ سعد الذي كان في رحلة علاج في لندن الا انه عاد رغم المرض على نحو عاجل الى الكويت واعلن ديوانه انه بدا ممارسة مهامه وهو في صحة جيدة،، ومن بعد ذلك صمت الجدل في شكل يدفع الى المزيد من التساؤلات حول استخقاقات المرحلة المقبلة التي كانت قمتها اليوم اعلان وفاة الشيح جابر لتبدا في الكويت مرحلة جديدة هي الاخرى لها استحقاقاتها في ما يتعلق بقضية الحال الصحي للامير الجديد ايضا.

يشار الى ان الشيخ جابر هو الزعيم الحليجي الرابع الذي يتوفى وهو على راس السلطة بعد الشيخ الراحل عبسى بن سلمان آل خليفة الذي توفي العام 1999 ثم الشيح زايد بن سلطان آل نهيان العام 2004 والعاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز العام 2005 ـ ثم انه الشيخ الحليجي الثالث الذي يقضي خلال شهر من بعد وفاة الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم حاكم دبي والفتى الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة نجل عاهل البحرين.

ففي عهده عقد مؤتمر القمة الإسلامي بدولة الكويت ، واختير رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال دورة كاملة ( الدورة الخامسة ) أسهم خلالها بإبراز دور المنظمة على المستوى العالمي ، وعمل على ترسيخ الكثير من قانون تنظيمها.

كان له دور فعال ومؤثر في حشد القوى العالمية والدولية لنصرة الحق الكويتي ، وإعادة الكويت دولة حرة مستقلة ذات سيادة على أرضها ، حين فاجأ النظام العراقي العالم باحتلال الكويت عام 1990.

عمل مــع الأشـــقـاء والأصــدقــاء من دول العــالم على تحرير الكويت، الذي اجتمعت على ضرورة القضاء عليه بإرادة المجتمع الدولي وبشكل لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر . وكان لقدرته على استثمار الكفايات والقوي الوطنية خارج الوطن آنذاك ، وإرسال الوفود الشعبية والرسمية إلى دول العالم كافة - الأثر الواضح في شرح قضية الكويت وبيان عدالتها في مواجهة الإعلام العراقي الزائف ، والدعاوي الباطلة.

استطاع أن يقود من خلال تنظيم محكم العمل السياسي خارج البلاد ، و المقاومة الكويتية داخلها ، وتوفير الأموال اللازمة لدعم النشاط المكثف والمتصل لكل منهما ، فضلا عن رعاية المواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها على نحو حفظ لهم كرامتهم ، ووفر لهم متطلبات الحياة ، أعانهم على الصمود وتحمل آلام البعد والفراق عن الأهل والوطن في الخارج ، وقسوة الاحتلال وبشاعة جرائمه في النفس والمال والممتلكات العامة والخاصة في الداخل.

وبعد تحرير الكويت قاد الجهود المكثفة ، لإعادة إعمارها وإزالة آثار العدوان عليها في فترة قياسية لا تقارن بأي حال مع التقديرات العالمية التي وضعتها وتوقعتها المؤسسات المتخصصة العالمية.

الامير الراحل التقى قبل شهرين رئيس الوزراء البحريني
وفي اول ردة فعل خليجية وعربية (مهند سليمان من المنامة) اعلنت البحرين المفجوعة ايضا بوفاة الشيخ فيصل نجل عاهل البحرين والمشغولة بعزائه حدادها وتنكيس اعلامها لوفاة امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وعطلت الدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة ثلاثة ايام.

وتربط البحرين بدولة الكويت علاقات اخوية حميمية وتاريخية تؤكد مدى التلاحم والتماسك بينهم حيث تتسم العلاقات البحرينية الكويتية بأنها علاقات قوية ومتميزة مبنية على المحبة والتعاون وروابط الاخوة بين البلدين.

وقد شهدت العلاقات البحرينية الكويتية تطورا كبيرا على مر السنين فى مختلف المجالات وساعد على نمو وتطور هذه العلاقات فى شقها السياسى كثرة وتعدد الاتصالات واللقاءات والزيارات المتبادلة بين قادة البلدين.

وكانت زيارة رئيس الوزراء إلى الكويت قبل نحو شهرين اخر زيارة للقيادة البحرينية التي التقت امير الكويت الراحل.

وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد صباح السالم الصباح عمق ومتانة العلاقات البحرينية الكويتية وقال: إن البحرين والكويت هما بلد واحد يفصل بينهما البحر.وأوضح بعد ان منحه ملك البحرين وسام البحرين من الدرجة الأولى الذي قلده إياه انه هو وسام لكل الكويتيين.

وحول العلاقات البحرينية الكويتية اكد السفير الكويتي الشيخ عزام الصباح في تصريحات سابقة لايلاف بان القيادتين البحرينية والكويتية تعكسان دائما حالة التوافق التام بينهما في مختلف القضايا ولا سيما الأجندة الخارجية والتعامل مع المستجدات الدولية وخاصة دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وتطورات الأوضاع في فلسطين والعراق.