رام الله (الضفة الغربية): شن المرشح عن حركة فتح والوزير السابق العقيد محمد دحلان، اليوم هجوما عنيفا على حركة حماس الاسلامية المعارضة، في حين حث أعضاء حركته على التوحد محذرا من التداعيات التي يمكن أن تترتب على خسارتها الانتخابات المقبلة. وقال دحلان امام مئات من اعضاء ومناصري حركة فتح في مدينة رام الله، ان حماس quot;رفضت الانتخابات الاولى عام 1996 وخونت من شارك فيها بحجة انها انها كانت تجري تحت سقف اوسلو، لكنها تشارك فيها اليوم تحت ظل خطة خارطة الطريق، التي هي اقل من اوسلوquot;.

واضاف quot;فجأة اصبحت الانتخابات حلالا وعملا وطنيا، هكذا يتخلى الاخرون (حماس) عن شعاراتهم ومبادئهم بهذه السرعةquot;. واخذ دحلان المرشح عن حركة فتح في دائرة خان يونس بقطاع غزة على حركة حماس قراراها السابق استعدادها الاستمرار في الانتخابات حتى لو لم توافق اسرائيل على اجرائها في القدس. وقال quot;لقد كانت تلك بمثابة رسالة مشفرة للاسرائيليين والاميركيين ان حماس اكثر مرونة، ودليل ذلك ايضا اسقاط برنامج حماس الانتخابي اي شارة لتدمير اسرائيلquot;. واضاف quot;ولكننا على الرغم من كل ذلك نرحب بمشاركة حماس في الانتخابات لان الاحتكام الى صندوق الاقتراع يجب ان يكون الطريقة الوحيدة لتداول السلطةquot;.

لكن دحلان حذر حماس انها وبعد دخولها المجلس التشريعي quot;لا يمكنها الركون الى دور اطلاق الفتاوى بما هو حلال وحرام فقط، بل ستكون جزءا من السلطةquot;. واعتبر دحلان انه يتوجب على حماس الانتباه الى التصريحات التي تطلقها quot;خصوصا وان كل تصريح سيكون ملزما ويترتب عليه التزاماتquot;، في اشارة الى اعلان الشيخ محمد ابو طير المرشح عن حماس، ان الحركة مستعدة للتفاوض مع اسرائيل ومشاركتها في الاقتراع المقبل يشكل quot;منعطفا استراتيجياquot;.

وقال ابو طير المرشح الثاني على قائمة حماس الوطنية في المقابلة التي نشرتها صحيفة quot;هآرتسquot; الاسرائيلية اليوم الاحد quot;سنعرف كيف نتفاوض افضل من الباقين الذين لم يحصلوا على شىء خلال عشر سنواتquot;، في اشارة الى السلطة الفلسطينية.واعلنت اسرائيل معارضتها لمشاركة حماس في الانتخابات التشريعية لانها تعتبرها quot;منظمة ارهابيةquot; لا يمكن ان تشكل محاورا بسبب مواصلة العمليات العسكرية ودعوتها الى تدمير اسرائيل.

وفي المقابل دعا دحلان اعضاء حركة فتح الى quot;التوحد والتضامن وترك الخلافات جانباquot; والعمل من اجل تحقيق quot;نصر مميزquot; في الانتخابات المقررة في 25 كانون ثاني(يناير) الجاري. وقال دحلان ردا على سؤال حول احتمالات خسارة فتح في الانتخابات quot;ليس في وسعنا الحديث عن ذلك، لانه لن يكون لنا مكان في هذا البلدquot;. واضاف quot;لدينا طلقة اخيرة يجب ان نطلقها في صناديق الاقتراع، يجب علينا ان نحرز نصرا مميزاquot;.

واشار اخر استطلاع للرأي اجراه quot;برنامج دراسات التنميةquot; في جامعة بيرزيت ونشرت نتائجه امس السبت الى تراجع في شعبية فتح وتقدم لحركة حماس. وبين الاستطلاع، قبل اسبوعين على التصويت، ان فتح ستحصل على 35 بالمئة من الاصوات مقابل 30 بالمئة لحماس.

حماس تنفي اتهام دحلان لأحد اعضائها بالعمالة لإسرائيل

من جهتها نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن يكون امجد عمارة، أحد كوادرها في طولكرم، شمال الضفة الغربية، عميلا للإسرائيليين.وأصدرت الحركة بيانا، بعد أن نشر موقع فلسطيني خبرا عن عمارة نقلا عن موقع إلكتروني إسرائيلي، ذكر فيه ان عمارة عميل لإسرائيل وان الأجهزة الأمنية الفلسطينية استدرجته واعتقلته في مدينة أريحا.

وقالت حماس بان الموقع الفلسطيني تابع للوزير الفلسطيني السابق محمد دحلان، مؤكدا أن عمارة quot;هو أحد ضباط جهاز المخابرات الفلسطينية في منطقة أريحا، ويعرف عنه أنه كان أحد رجال المقاومة في مخيم طولكرم، وأن ابنه الشهيد أمجد عماره هو أحد شهداء كتائب الشهيد عز الدين القسامquot;. وأضافت أن ما نشره quot;لموقع الخاص بدحلان يندرج وفق مسلسل هجومي أعدته أيد تعمل بالخفاء تستهدف تشويه صورة الحركة لأهداف انتخابية فئوية في ظل الالتفاف الجماهيري الكبير حول برنامج حركة حماسquot;.

وكانت وكالة فلسطين برس نقلت عن موقع http://www.news-israel.net الإسرائيلي، قولها أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت عمارة، لإيصاله معلومات لإسرائيل عن مطلوبين للجهاد الإسلامي تم اغتيالهم أو اعتقالهم على أيدي الوحدات الخاصة الإسرائيلية.

وقالت نقلا عن الموقع الإلكتروني الإسرائيلي المذكور، أن أيام عمارة معدودة، في أعقاب الكشف بأن هذا الشخص الذي وصفه الموقع بأنه من كبار مسؤولي حماس في طولكرم كان حسب المعلومات الفلسطينية متعاون مع إسرائيل وتسبب باعتقال مطلوبين كثيرين، وتم اعتقاله نهاية الأسبوع الماضي على أيدي قوات الأمن الفلسطينية وتم التحقيق معه بهذا الخصوص.وأضافت أن عمارة اعتقل في أريحا، لأنه لم يكن من الممكن اعتقاله في طولكرم، كونه محمي من الإسرائيليين، حيث تم إغراؤه للوصول إلى أريحا، بحجة تلقيه وظيفة رفيعة في السلطة الفلسطينية، ومشغليه سمحوا له بالوصول إلى أريحا، على أمل أن يستطيعوا زرع عميل رفيع المستوى في مكان حساس في الاستخبارات الفلسطينية، ولكن اتضح أن كل هذا المكان خدعة، حيث تم اعتقاله على أيدي قوات الأمن الفلسطينية. ورفض جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) التعقيب على الخبر، كما ذكر الموقع الإسرائيلي.