إمتعاض المغاربة والموريتانيين من احتكار تونس للمنصب
اتحاد المغرب العربي يستبدل بولعراس بـ بن يحيى

سكينة اصنيب من نواكشوط : حل الحبيب بولعراس الأمين العام لاتحاد المغرب العربي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط في زيارة هي الأخيرة له بصفته أمينا عاما للاتحاد قبل أن يخلفه الحبيب بن يحيى وزير الخارجية التونسي السابق أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي الذي أسس عام 1989 ويضم خمس دول هي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ويوجد مقره بالعاصمة المغربية الرباط . ومن المتوقع أن يجري الحبيب بولعراس خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين الموريتانيين حول الأوضاع الحالية والمستقبلية للاتحاد ، وسيستعرض حصيلة ما أنجز طوال فترة توليه رئاسة الأمانة العامة للاتحاد.

وطبقا لمصادر دبلوماسية فان بولعراس يروم من زيارته تهدئة خاطر الموريتانيين بعد استياء نواكشوط غير الرسمي من احتكار تونس لمنصب الأمين العام للاتحاد في إشارة إلى إصرار التونسيين على فرض الحبيب بن يحيى وزير الخارجية التونسي السابق مكان الحبيب بولعراس المستقيل.
وكانت مصادر ديبلوماسية موريتانية أبدت رغبتها في أن يتم تدوير المنصب بدل التعيين واحتكار المنصب من طرف دولة واحدة وهو نفس الموقف الذي تبنته أوساط ديبلوماسية مغربية والتي كانت تأمل بأن يتمخض عن اجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي في طرابلس مؤخرا اعتماد صيغة جديدة لتولي منصب الأمين العام.

وتغذي الحصيلة الهزيلة لنشاط الأمانة العامة التي بقيت عند تونس منذ تأسيس الاتحاد عام 1989، تمرد المغاربة والموريتانيين على رئاسة تونس للاتحاد، معتبرين أنها فشلت في عقد قمة مغاربية منذ آخر مرة التأمت فيها بتونس عام 1994، إلا أن آراء أخرى ترى في هذا القول ظلما كبيرا لتونس، لأن اتحاد المغرب العربي يعيش أزمة منذ العام 1995 بسبب الخلاف الحاد بين المغرب والجزائر بشأن النزاع حول الصحراء ودعم الجزائريين لجبهة البوليساريو المسلحة، وهو خلاف يفوق قدرة التونسيين على حله واقناع الأطراف بالاجتماع. وقد برر الحبيب بولعراس استقالته لـquot;أسباب صحيةquot; لكن بعض الأوساط تؤكد أن فشله المتكرر في جمع القادة المغاربيين في قمة كان الدافع الرئيسي للاستقالة. وقد تم تعيين وزير الخارجية التونسي الأسبق الحبيب بن يحيى أمينا عاما للاتحاد المغاربي لمدة ثلاث سنوات خلال اجتماع وزراء الخارجية في العاصمة الليبية طرابلس قبل أسبوع، ويتوقع أن يبدأ الأمين العام الجديد الذي تولى حقيبة الخارجية التونسية لعشر سنوات عمله في الأول من فبراير (شباط) المقبل.