خلف خلف من رام الله: أفاد باحثون فلسطينيون اليوم أن إسرائيل قسمت الضفة الغربية لثلاثة مناطق منعزلة منذ بداية العام الحالي، وأوضحوا أن ذلك انعكس سلبا على الحملات الدعائية الانتخابية، وأكد باحثون في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان وصل إيلاف نسخة منه أن قوات الاحتلال شغَّلت منذ بداية العام الحالي حاجز قلنديا العسكري، الفاصل بين مدينتي القدس ورام الله، بشكل كلي، فيما شغَّلت حاجز زعترة؛ إلى الجنوب من مدينة نابلس، كمعبر حدودي آخر بشكل جزئي إلى حين انتهاء العمل في إنشاءاته وتجهيزاته التقنية، وبهذا عملت تلك القوات على تقسيم الضفة إلى ثلاث مناطق معزولة، تُخْضِعُ سبل التواصل بينها إلى سيطرتها الأمنية المباشرة.
وقال المركز تزامنت هذه الإجراءات العقابية مع الشروع بأعمال الدعاية الانتخابية للمجلس التشريعي الفلسطيني، الأمر الذي يمسُّ بالشروط الطبيعية لتلك الدعاية ، ولم تقتصر القيود المفروضة على حركة المرشحين و الأطقم العاملة معهم في مدينة القدس الشرقية وحسب ، بل وشملت مناطق الضفة الغربية كافة ، بما في ذلك المناطق السكانية التي أصبحت تقع خلف جدار الضم (الفاصل)؛ فضلاً عن تقييد حركة المرشحين ومنعهم من التنقل بين الضفة وقطاع غزة، وبالعكس، وبين الضفة والقطاع من جهة، ومدينة القدس الشرقية من جهة أخرى.
وأكد المركز أن هذه الإجراءات تدخل في نطاق سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، والتي تحظر صراحة فرض العقوبات الجماعية وتدابير الاقتصاص من الأشخاص المحميين وممتلكاتهم، وعليه فإن المركز يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، ويطالب على نحو خاص الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بالوفاء بالتزاماتها في ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ووقف سياسات العقاب الجماعي، وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ويذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحرم سكان محافظتي جنين وطولكرم من المرور عبر حاجز quot;زعترةquot; منذ تاريخ 15/8/2005، دأبت تلك القوات، منذ بداية العام، بالعمل على حرمان سكان شمالي الضفة الغربية من التنقل عبر الحاجز المذكور، إلا على نطاق ضيق جداً، وللحالات التي تصفها بالإنسانية، ويخضع تقديرها لأفرادها العاملين على هذه الحواجز. إن هذا الإجراء العقابي أصبح يمس بشكل مباشر حياة ما يقارب800 ألف من السكان المدنيين، هم سكان شمالي الضفة الغربية، فضلاً عن مساسه بآلاف آخرين من العمال والتجار والموظفين والطلبة من المناطق الوسطى والجنوبية الذين تربطهم مصالح مع هذه المناطق، وانتهاك حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفضلاً عن ذلك، تقوم قوات الاحتلال بقطع طرق المواصلات المباشرة بين المحافظات الشمالية، حيث مازالت تغلق شارع جنين ـ نابلس منذ تاريخ 15/8/2005 ببوابة حديدية أقامتها على مفترق مستوطنة quot;شفي شومرونquot;؛ شمال غربي مدينة نابلس، وتغلق شارع طولكرم ـ نابلس ببوابة حديدية تقيمها منذ بداية الانتفاضة شرقي بلدة عنبتا، فيما تغلق طريق قلقيلية ـ طولكرم بحاجز الكفريات، جنوبي مدينة طولكرم، وطريق قلقيلية ـ نابلس، بحاجز عسكري تقيمه مقابل مقر الارتباط العسكري الإسرائيلي شرقي مدينة قلقيلية. لقد أدى هذا الأمر بالمواطنين للسفر على طرق التفافية تزيد بعشرات الكيلومترات عن الطرق الرئيسية، وتتضاعف تكاليف السفر عليها. الجدير وذكره أن قوات الاحتلال تقيم ما يزيد عن400 حاجز وعائق في الضفة الغربية.