فيينا : افادت مصادر دبلوماسية اليوم الثلاثاء ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي التقى سرا الاحد كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني. والتقى البرادعي ولاريجاني في فيينا عشية مشاورات اجرتها في لندن كل من فرنسا والمانيا وبريطانيا (الترويكا الاوروبية) مع الاميركيين والروس والصينيين. ودعت الترويكا بعد ذلك الى عقد اجتماع طارئ لمجلس كام الوكالة في الثاني والثالث من شباط/فبراير في فيينا لاحالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن الدولي واعربت الولايات المتحدة عن موافقتها لكن موسكو وبكين ابديتا تحفظا.
واكدت المصادر ان لاريجاني طلب من البرادعي المساعدة لتجنب اتخاذ اجراءات ضد بلاده بسبب البرنامج النووي الذي تؤكد طهران انه محض مدني في حين تشكك الدول الغربية في ذلك.
لكن البرادعي اعرب عن quot;نفاد صبرهquot; خلال الايام القليلة الماضية اثر استئناف ايران نشاطات ابحاث متعلقة بتخصيب اليورانيوم وquot;التعاون غير الكافيquot; لايران مع المفتشين الدوليين.
الاتحاد الاوروبي يسعى لكسب تأييد روسيا والصين
حذرت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم من انها ستعلق تعاونها الطوعي معها اذا احيل ملفها النووي على مجلس الامن الدولي، في وقت كشف عن رسالة وجهتها ايران الى الاتحاد الاوروبي من اجل استئناف المفاوضات. فقد اعلن مسؤول ايراني كبير في فيينا رفض الكشف عن هويته ان quot;ايران مستعدة تماما لاستئناف المفاوضات وتدعو الاوروبيين الى استئنافها في 18quot; الشهر الجاري، مشيرا الى ان هذا الموقف الايراني ورد في رسالة موجهة الى الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا)، من دون ان يكشف تاريخ الرسالة.
وكان الاوروبيون يسعون اليوم الثلاثاء لكسب تأييد روسيا والصين المتحفظتين على احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، من اجل زيادة الضغوط على ايران مع استبعاد اللجوء الى عقوبات سريعة.
وعلى صعيد آخر، رفضت لندن عرضا اخيرا قدمته ايران اليوم الثلاثاء لاستئناف المفاوضات سريعا مع الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا).
ودعت الترويكا الاوروبية الاثنين بعد لقاء لندن الى اجتماع استثنائي لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني والثالث من شباط/فبراير في فيينا لاتخاذ قرار بشأن احالة الملف الايراني على مجلس الامن الدولي، وهو مسعى يحظى بتأييد الولايات المتحدة.
غير ان الاوروبيين غير واثقين من الحصول على موافقة موسكو وبكين على التوجه الى مجلس الامن.
وقال مسؤول بريطاني كبير اليوم الثلاثاء ان احالة الملف الايراني على مجلس الامن quot;لن تؤدي مباشرة الى فرض عقوباتquot;.
وقال للصحافيين quot;اننا لا نذهب الى نيويورك لفرض عقوبات على ايرانquot;، موضحا ان لندن تدعو الى ممارسة ضغط quot;تدريجيquot;.
وقال متحدث بريطاني ان اجتماع الاثنين quot;لم يأت بنتائج نهائية وما زال الصينيون والروس يدرسون ما سيفعلون خلال اجتماعquot; فيينا.
وتؤكد موسكو انه لم يتم quot;استنفادquot; جميع المساعي لدى وكالة الطاقة الذرية، في موقف يهدف الى تأخير احالة الملف على مجلس الامن قدر المستطاع، حرصا منها على الموازنة بين عدم التخلي عن حليفها الايراني ومراعاة الاوروبيين.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروس انه quot;لم يتم استنفاد كل الاحتمالات التي تتيحها الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;، معارضا فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية.
غير انه في الوقت نفسه انب طهران معتبرا انها quot;لا تقوم بما ينبغي عليهاquot; للخروج من الازمة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الاثنين المجتمع الدولي الى quot;الحذر الشديدquot; في التعامل مع الملف النووي الايراني رافضا اي quot;اجراءات متشددةquot; ضدها.
وقال بوتين ان ايران لم تستبعد بعد تماما امكانية تخصيب اليورانيوم في روسيا.
واندلعت الازمة قبل اسبوع عندما قررت ايران استئناف الابحاث في مجال تخصيب اليورانيوم بالرغم من اعتراضات وكالة الطاقة الذرية الشديدة بهذا الصدد.
ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب لصناعة القنبلة النووية.
وقال دبلوماسي اوروبي في فيينا ان روسيا التي سبق واعلنت انها لن تعرقل احالة الملف على مجلس الامن، quot;تتراجع عن موقفها على ما يبدوquot;.
اما بكين التي تذكر بquot;مخاوفهاquot; بشأن النشاطات الايرانية، فتشدد على المفاوضات بين الترويكا الاوروبية وايران.
واعلنت وزارة الخارجية الصينية ان جميع المشاركين في اجتماع لندن quot;اعتبروا ان على ايران العودة الى تجميدquot; عمليات التخصيب وانهم يريدون quot;حلا بالتفاوض والسبل الدبلوماسيةquot;.
كذلك اشار متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى تفضيل الحل الدبلوماسي، مشددا في المقابل على وجوب ان quot;تحترم ايران التزاماتها الدوليةquot;.
واعلن مسؤول ايراني كبير طلب عدم كشف هويته اليوم الثلاثاء في فيينا ان طهران عرضت كذلك على الاوروبيين استئناف المفاوضات الاربعاء.
غير ان لندن اعتبرت على الفور هذا العرض الايراني باستئناف المفاوضات التي اوقفها الاتحاد الاوروبي بعد اعلان ايران استئناف الابحاث في مجال التخصيب، quot;لا معنى لهquot;.
وواصلت ايران اطلاق المواقف المتناقضة ما بين الضغوط والمبادرات، فهددت بتعليق تعاونها الطوعي مع مفتشي الوكالة الذرية اذا ما احيل ملفها على مجلس الامن.
من جهته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت اليوم الثلاثاء ان اسرائيل لن تسمح quot;في مطلق الاحوالquot; بان تمتلك ايران السلاح النووي وستتحرك بهذا الصدد quot;بالتشاور والتعاونquot; الكاملين مع اوروبا والولايات المتحدة.
وقال مسؤول كبير في رئاسة الوزراء الاسرائيلية لوكالة فرانس برس انه من المقرر ان يتوجه وفد اسرائيلي مساء اليوم الثلاثاء الى موسكو لبحث المسألة.
التعليقات