أحمد عبدالعزيز من موسكو: يصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى موسكو الأربعاء في زيارة عمل لمدة يومين لبحث الملف النووي الإيراني بعد فشل لقاء لندن الذي شاركت فيه الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والولايات المتحدة وروسيا والصين على مستوى نواب وزراء الخارجية. وذكرت مصادر في الخارجية الروسية أن الوزير الفرنسي سيناقش في موسكو إمكانيات العمل المشترك بهدف الحيلولة دون تصعيد حدة التوتر حول إيران.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح أثناء اجتماع الحكومة برئاسة فلاديمير بوتين أن الاهتمام الأساسي للمباحثات الروسية-الفرنسية سيتركز بالدرجة الأولى على القضايا الدولية، خاصة وأن ثمة مشكلات عديدة في الشرق الأوسط تراكمت خلال الفترة الأخيرة في الوقت الذي يسبق الانتخابات في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأضاف أن موسكو وباريس ستعيران اهتماما خاصا لمشكلة كوسوفو والملف النووي الإيراني والبلقان وأفغانستان والعراق.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية من جانبها أن الوزيرين سيواصلان حوارهما الثنائي حول القضايا الدولية الملحة بشكل عام. ولكنها عادت لتخصص جملة من الموضوعات التي تتمسك بها موسكو في الآونة الأخيرة، وبالذات مع الدول الكبرى، وعلى رأسها الدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. ومن بين هذه الموضوعات بحث الشؤون الدولية في إطار سيادة القانون الدولي، والدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وسيتطرق الوزيران أيضا إلى ضمان الأمن في أوروبا على عدة مستويات، من بينها الشراكة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وروسيا والناتو. وكذلك الإشكاليات المتعلقة بمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، وإصلاح الأمم المتحدة، ومكافحة الإرهاب الدولي، وتدول المخدرات.

ولم تستبعد مصادر من الحكومة الروسية أن يلتقي فيليب دوست بلازي برئيس الوزراء ميخائيل فرادكوف لبحث الإعدادات اللازمة لعقد الجلسة الـ 11 للجنة الروسية-الفرنسية للتعاون الثنائي على مستوى رئيسي الحكومتين والمقرر انعقادها في 14 شباط (فبراير) المقبل.

وعلى المستوى الثنائي، يتضمن جدول المباحثات جملة أخرى من المحاور، وعلى رأسها التعاون بين موسكو وباريس في سياق رئاسة روسيا لمجموعة الثماني الكبار، وتوسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الفرنسية في روسيا، والتعاون في مجال التقنيات الرفيعة والطاقة.

وألمحت مصادر دبلوماسية في موسكو بأن الملف السوري قد يكون أحد أهم البنود في أولويات جدول المباحثات، وخاصة بعد استقالة الألماني ديتليف ميليس وتعيين البلجيكي سيرج براميرتس.