بعد تهديدات القوى السياسية في لبنان
لائحة اغتيالات جديدة تضم إعلاميين

الإعلامي اللبناني مرسيل غانم
ريما زهار من بيروت: ليس صدفة ان يبث الزميل مارسيل غانم برنامجه quot;كلام الناسquot;على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال من باريس، فهو، فضلًا عن عدد من الزملاء بينهم علي حمادة وفارس خشان، انضموا جميعهم الى اللائحة المفترضة المهددة بالاغتيال في لبنان. وفضلًا عن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري والياس عطالله وسمير فرنجية ومروان حمادة ونايلة معوض وغيرهم من السياسيين، حذرت القوى الامنية بعض رجال الاعلام من ضرورة توخي اقسى درجات الحذر من اجل حياتهم.

وفي حين سرت بعض التطمينات اخيرًا من خلال تشكيلات في مخابرات الجيش اللبناني وأوامر الفصل اعتبرت اوسع مناقلات تحصل في مديرية المخابرات في الجيش بعد تعيين العميد الركن جورج خوري مديرا للمخابرات خلفا للعميد الركن ريمون عازار، الا ان الخوف من التفجيرات لا يزال يقض مضجع اللبنانيين عمومًا.

فرنجية وعطالله

ويقول النائب سمير فرنجية لquot;إيلافquot; عن الخوف اللبناني عمومًا والمسيحي خصوصًا في موضوع الاغتيالات quot;انه بسبب التغيير الذي احدثته انتفاضة 14 آذار(مارس) هناك قلق لدى الطوائف حول دورها المستقبلي وبالتحديد قلق داخل الطائفة المسيحية سببه كان اولًا سياسة التخوين الذي انتهجها البعض بعد التفجيرات التي تمت في مناطق مسيحية منها كسروان والمتن، وبعد الحملة على قانون الانتخاب وكأن المعارضة هي التي فرضت هذا القانون ، كذلك من يمثل المسيحيين وكأن المطلوب احادية في القيادة.

كل هذه العوامل تجمعت في لحظة انتخابية عبّر من خلالها المسيحيون عن شيىء من القلق والخوف على المصير، واعتقد ان هذه المرحلة هي اليوم في طور الانتهاء، وبالتالي المطلوب ليس البحث عن الامان الطائفي من خلال مراكز في الدولة ولكن ضمان المستقبل يكون في دولة عادلة وديموقراطية منفصلة الى حد ما عن صراع الطوائف على الدولة، وتملك حرية التحرك بمعزل عن المطالب الطائفية، والقصد ان موظفًا في مكان ما لا يؤمن الضمان لطائفته بل وجود مؤسسات تعمل بشكل مستقل عن التجاذبات الطائفية وهذا يشمل القضاء المستقل بمعزل عن طائفة رئيس القضاء، وهو يشكل الضمانة لمستقبل الافراد والمواطنين. وبالتالي البحث الفعلي عن حل لهذه المشكلة الطائفية التي اعاقت كل التطور في البلد هي من اولوياتنا في هذه المرحلة. واضاف:quot; أننا حققنا نصف انتصار فالدولة الأمنية ما زالت موجودة، والخوف ايضًا من اغتيالات اخرى موجود كذلك. اما النائب الياس عطالله فقال لquot;إيلافquot; انه بين عامي 1986 و1987 استهدف اليسار اللبناني باكثر من 18 اغتيالاً لكوادره ابرزهم المفكر حسن حمدان او مهدي عامل وذلك لتصفية كل فكر سياسي.

ويقول عطالله:quot;استطاع اليسار اللبناني أخيرًا الاندماج بالقضايا الوطنية ويعتبر نفسه مسؤولًا عن البلد ككل وليس فقط عن فئة مهمشة من اللبنانيين فقضيتنا الحريات والاقتصاد متلازمتان.

ويقول عطالله ان الانظمة العربية ادركت الخطر الذي كنا نشكله بالنسبة اليها فحاولت تدجيننا والسيطرة علينا وهذا ما قام به النظام السوري في لبنان مما اجبر محازبينا على مغادرة اماكن اقامتهم واللجوء الى الرميلة. يذكر الياس عطالله بان اليسار الديموقراطي وابتداءً من العام 2000 جاهر علنًا بالمطالبة بالحرية والاستقلال والسيادة وبجلاء القوات والمخابرات السورية عن لبنان وتطبيق جميع مقررات الطائف، كما شكل تيار اليسار اللبناني سندًا ودعمًا قويًا للشباب المرابض في ساحة الشهداء طلبًا للاصلاح والتغيير وسقوط السلطة الامنية المسيطرة على مقدرات وشؤون الدولة والتي عممت الهدر والفساد.
هل يشعر الياس عطالله بانه هو ايضًا مستهدف بالاغتيال بدوره، يجيب:quot;لست الوحيد المستهدف هناك شخصيات سياسية كثيرة مستهدفة ايضًا فكل رموز الانتفاضة مستهدفون بالاغتيال ويبدو ان اللائحة طويلة. ويذكر نائب طرابلس بانه كان دومًا ضد وصول العسكر الى السلطة وان التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة وليس من رأس الهرم وهو لا يزال يأمل بانتفاضة 14 آذار (مارس) وبوعي وحيوية الشباب بوجه النظام الامني المجرم.

غانم وخشان وحمادة

فارس خشان
والسؤال الذي يطرح لماذا استهداف صحافيين لبنانيين احرار همهم الوحيد نقل الوقائع والحقائق؟ من المعروف ان اطلالات مارسيل غانم السابقة خارج مواعيده الثابتة مساء كل خميس، غالبا ما ترتبط بأحداث ساخنة ومؤلمة، تتكرر منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير /شباط الماضي. لكن همه الاعلامي هو quot;استثمارquot; برنامجه الحواري quot;كلام الناسquot; على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، في مشروع يتجاوز وظيفته التلفزيونية. فهو يسعى الى تطويره ليصبح مؤسسة تعنى بقضايا الانسان على كل الصعد، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأنه وبعد عشرة أعوام من النجاح بات يعتبر أن الإعلام رسالة ووسيلة للتربية. من هنا اقتحم عالم الشباب بكل تناقضاته الصارخة وفتح برنامجه لطرح قضاياهم من دون اهمال، لملاحقة التطورات الساخنة على الساحتين اللبنانية والعربية.

أما الزميل فارس خشان فقد برز خصوصًا في قضية هسام هسام عندما عرض سابقًا لملابسات قضية الشاهد السوري خلال افادة مطوّلة أدلى بها أمام المحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الياس عيد وذلك بعدما كان أعلن عن وضع نفسه بتصرف القضاء والتحقيق.

ولدى مغادرته قصر العدل أدلى خشّان بتصريح أشار خلاله الى ان المحقق العدلي طلب منه ان يكون شاهدًا في هذه القضية حول ادعاءات الشاهد السوري الذي يعمل في المخابرات السورية، خصوصًا وان هسام وفي آخر اطلالة له على احدى المحطات العربية قال ان هناك شخصين يجب عدم الاستهانة بهما أبدًا وهما فارس خشّان وجبران تويني quot;الذي نحن اليوم في حداد وغضب لما حلّ بهquot;. ولفت الى انه كان صريحًا الى أبعد الحدود مع المحقق العدلي، ووضع نفسه بتصرف التحقيق منذ الأساس، وطلب منه رفع السرية عن كل حركة اتصالاته الهاتفية ليتأكد انه لا يعرف هسام الا بعد أسابيع على اكتمال افادته التي أدلى بها أمام اللجنة الدولية.

وأوضح انه أعطى عيد أسماء الشهود الذين بامكانهم أن يحددوا متى اتصل به هسام طالبًا التعرّف اليه. كما اعطى خشان اسماء الشهود الذين يمكنهم ان يثبتوا قصته. وأضاف انه زوّد عيد بمعطيات حول كيفية استرداد هسام الى سورية ومن هي الجهات التي عملت لاقناعه بالعودة الى سورية، ومعلوماته حول التهديدات التي تلقاها هسام في حال بقائه في لبنان شاهدًا أمام اللجنة الدولية. وأشار الى انه لن يكشف عن هذه المعطيات حرصًا على تأكيد الحقيقة quot;ففي لبنان الصحافيون مستهدفون كصحافيين الى أبعد الحدود، منا من يُقتل بمتفجرة وآخر يتم اغتيال صدقيته بشاهد ملقّن افادات ملطخةquot;، كما قال. وأكد انه سيّدعي على هسام ولكن المحامين طلبوا منه التريّث الى حين الادلاء بإفادته أمام المحقق العدلي.

ووصف هسام بأنه quot;متفجرة سوريةquot; أرسلت اليه، مشيرًا الى ان الحملة التي تعرض لها تهدف الى ايقاف عمله في الصحافة ليدافع عن نفسه فضلًا عن اغتياله كصحافي. وأكد انه سيستمر بعمله الصحافي .

حمادة

الزميل علي حمادة معروف بكتاباته في صحيفة النهار وبرنامجه الاستحقاق على تلفزيون المستقبل، لم تثنه التهديدات من مواقفه الجريئة اذا كتب لدى اغتيال النائب الشهيد جبران تويني : نعم لقد وصلتنا الرسالة الارهابية الجديدة. وهذه المرة مدموغة بدمائنا نحن، الدماء التي افتتحوا بها المسلسل الدموي بمروان حماده. ورسالة اليوم ممهورة بتوقيع الارهابيين أنفسهم الذين لم يفهموا بعد أننا لن نرضخ مهما يكن الثمن. واننا لن نتراجع في دفاعنا عن هذا الوطن والحريات فيه واستقلاله. وجبران تويني هو شهيد لبناني آخر يسقط على درب الدفاع عن لبنان، ومن أجل لبنان. انه سليل هذه الباقة من الشهداء اللبنانيين الذين لم يبخلوا بدمائهم من أجل لبنان الواحد. بالامس خُيّل اليهم انهم قتلوا جبران تويني، والحق انهم كانوا يستكملون هذا المسار الارهابي في مواجهة الاحرار في لبنان... وللارهابيين إياهم نقول: من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري فجبران تويني سيسقط كثيرون على الدرب، ولكن اللبنانيين سيستمرون ولن يرضخوا لهذا النظام الارهابي مهما يكن الثمن.