الياس توما من براغ : حكمت محكمة في براغ على الشاب التشيكي انتونين تشيرماك البالغ من العمر 21 عاما بالسجن لخمسة عشر شهرا مع وقف التنفيذ بشكل مشروط لثلاثة أعوام ونصف بسبب قوله في مظاهرة نظمت أمام السفارة الألمانية في براغ في 28 تشرين الأول أكتوبر الماضي دعما للمواطن الألماني ارنست زونديل الرافض للهولوكاوست وللمطالبة بإطلاق سراحه عبارة quot; فقط فقط quot; .

وقد قال هاتين الكلمتين ردا على متظاهر آخر من المناوئين لزونديل هتف باتجاه التجمع الشبابي المؤيد للأخير : وهل تعرفون انه تم قتل مليون وسبع مئة ألف طفل يهودي خلال الحرب العالمية الثانية الأمر الذي دفع بالشرطة التشيكية إلى اعتقال تشيرماك بعد أن صورت وسجلت صوته على شريط فيديو .
واعتبرت محكمة براغ هذا القول بأنه تشكيك بوقوع الهولوكوست أو ما يسمى بالمحرقة اليهودية رغم أن الشاب ادعى بأنه كان يقصد من كلمتي فقط فقط أن عدد المشاركين في المظاهرة كان قليلا .ودفع هذا الحكم احد المعلقين الرئيسيين في صحيفة ملادا فرونتا الأوسع انتشار في تشيكيا مارتين كوماريك الى الدعوة إلى إلغاء اعتبار التشكيك بوقوع الهولوكاوست أو ما يسمى بالمحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية جرما قانونيا في الكثير من الدول الأوربية . وأكد في مقال نشر تحت عنوان : هنا ليست إيران بان وجود هذه الفقرات في القوانين الأوربية التي تعاقب بالسجن هي عبثية وأنها تفرح فقط الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد . وأضاف أن المجتمعات الديموقراطية التي تحظر على الناس أن يكون لها رأي أخر غير الرأي الرسمي تنكر نفسها بنفسها مشددا على أن الديموقراطيات الغربية غير مهددة بقدوم هتلر جديد .

واعتبر دعوة الرئيس الإيراني لعقد مؤتمر دولي في طهران حول الهولوكاوست بأنها دعوة ذكية لأنه من خلالها كشف ضعف الغرب عن طريق إيصال رسالة تقول إننا في طهران ننظم مؤتمرا علميا حول هذا الأمر وانتم في الغرب لا يسمح لكم التحدث عن هذا الأمر . وانتقد الكاتب محكمة براغ التي حكمت عل تشيرماك بالسجن مشددا على انه لم يقل سوى رأيه. وفي إشارة إلى انه من اصل يهودي حتى لا يزايد عليه احد في هذه المسألة قال الكاتب إن أجداده قد جرى تعذيبهم في معسكر اوسفيتم خلال الحرب العالمية الثانية ولذلك فانه يستطيع أن يدافع عن الشاب التشيكي تشيرماك وعن الألماني زونديل الذي يحاكم في ألمانيا بتهمة التشكيك بوقوع quot; المحرقة اليهودية quot; وأكد انه ليس من مبرر أبدا معاقبة زونديل وتشيرماك لاتهما قالا ما يفكران به فقط . وأضاف إن ما يقولانه هو غبي ومنبوذ لكن ذلك من جهة أخرى لا يبرر عقابهما . وأكد أن الأوربيين يتصرفون وكأنهم لا يزالون يخشون باستمرار من عودة القتل الجماعي مع أن الأمر ليس على هذه الشاكلة فلو أراد تشيرماك بناء معسكر اوسفيتيم جديد لكان لعقاب الذي انزل بحقه قليلا لكنه لا يستطيع إقامة مثل هذا المعسكر .
وأضاف أن الهولوكاوست لن يتكرر وهنا على خلاف الإيرانيين يمكن للناس أن يقولوا ما يعتقدون به .