أماني الصوفي من صنعاء،(أ ف ب):نفى ستة من قبائل آل الزايدي الذين تم تقديمهم اليوم للمحاكمة بتهمة اختطاف خمسة من السياح الايطاليين بداية الشهر الجاري أن يكون تم اعتقالهم بعمل عسكري كما قالت الأنباء الرسمية ، مشيرين إلى أنهم سلموا أنفسهم طواعية للقوات الحكومية في وجه وكيل وزارة الداخلية ومدير مديرية صرواح حسب التقاليد القبلية المتعارف عليها وبعد الحوار مع السلطات الأمنية والعسكرية المحاصرة للمنطقة ، وقالوا : سلمنا أنفسنا طواعية, ونحن في وجه الرئيس علي عبد الله صالح ووكيل وزارة الداخلية ومدير مديرية صرواح.
واتهمت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بقضايا امن الدولة التي عقدت أولى جلساتها صباح اليوم برئاسة القاضي نجيب محمد القادري الأشخاص الستة الذين اعترفوا باختطاف السياح لكنهم نفوا تشكيل عصابة مسلحة لهذا الغرض ، وهم ناجي محمد الزائدي 20 سنة (طالب)، و مرعي علي احمد العامري 35 سنة ، ومحمد صالح الزائدي 30 سنة (مدرس)، وعلي صالح عباد الزائدي 18 سنة (طالب), و هادي محمد علي العامري 21 سنة (طالب ) و عابد صالح الزايدي 21 سنة (طالب)، بتشكيل عصابة مسلحة والقيام باختطاف الأجانب بالقوة واخذ سيارتهم واحتجازهم 6 أيام في قرية الملتقى منطقة حجزة بمديرية صرواح ، محافظة مأرب (170 كيلو متر شرق صنعاء). وطالب قرار الاتهام من المحكمة الحكم على الخاطفين بأقصى العقوبة المقرة شرعا وقانونا ومصادرة المضبوطات. من جانبه قال ممثل النيابة العامة إن جرائم الاختطاف تعد من الأفعال المشينة والتي ليست من الشريعة الإسلامية السمحة التي تنبذ العنف مهما كانت دوافعه ، مستعرضاً قائمة أدلة الإثباتات المتضمنة اعترافات المتهمين في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة وكيف تم توزيع الأدوار بينهم ونقل السياح من مكان إلى آخر .
وكانت مفاجأة الجميع في المحكمة أن المتهم مرعي العامري أكد أنه جاء للمنطقة بهدف التفاوض مع الجيش من أجل تعويضه عن منزله الذي دمره اللواء 25 المرابط في مديرية صرواح , وسلم نفسه طوعيا للجيش لكنه لم يكن ضمن الخاطفين. وقررت المحكمة تمكين الدفاع المحامي صقر عبدالعزيز السماوي من الاطلاع على ملف القضية وتصوير ما أمكن تصويره , والسماح لأقارب المتهمين بزيارتهم وانفراد المحامي بهم وحبسهم في منشأة عقابية متخصصة لذلك . وأجلت النظر في القضية إلى الأسبوع القادم. وكانت الأجهزة الأمنية أعلنت أنها ألقت القبض على المتهمين يوم الجمعة 6 يناير في قرية الملتقى منطقة المحجزه مديرية صرواح بعد 6 أيام من اختطافهم لخمسة سياح ايطاليين (رجلين و3 نساء).
وانكر المتهمون الستة تهمة تشكيل عصابة مسلحة وقال أحدهم خلال الجلسة quot;ان ما نسب الينا صحيح من اختطاف السياح أما تشكيل عصابة مسلحة فلا أساس له من الصحةquot;. وأضاف quot;اختطفنا السياح من أجل الإفراج عن ثمانية من أبنائنا المعتقلين منذ عام دون تقديمهم للمحاكمةquot; واوضح quot;حاصرتنا قوات الأمن ورفضنا التسليم إلا بالتفاوض مع الحكومة على شرط أن نسلم أنفسنا والسياح ويحلوا مشاكلنا ويفرجوا عن أبنائنا المعتقلينquot;. وطالب محاميا الدفاع بالالتقاء بموكليهما للرد على قرار الاتهام وهو ما وافقت عليه المحكمة ورفعت الجلسة حتى الأربعاء المقبل.
وعملية الخطف هذه، وهي الرابعة في الاشهر الثلاثة الاخيرة، حصلت غداة الافراج عن مسؤول الماني سابق واسرته كانوا محتجزين لدى افراد قبيلة اخرى في محافظة شبوة (480 كلم شرق صنعاء). وتهدف هذه القبائل من عمليات خطف الاجانب عادة الى الضغط على السلطات للافراج عن افراد منها مسجونين. وعامة ما تشهد عمليات الخطف هذه نهاية سلمية باستثناء مرة واحدة تدخلت فيها قوات الامن في كانون الاول (ديسمبر) 1998 وقتل خلالها ثلاثة بريطانيين واسترالي. وتهدد عمليات الخطف هذه التي كانت قد توقفت في السنوات الاخيرة بتوجيه ضربة قوية للسياحة في اليمن التي تعد من افقر دول العالم . ورغم يجذب اليمن العديد من السياح الذين يزورون خصوصا منطقة مأرب لرؤية اثار مملكة سبأ القديمة وملكتها بلقيس.
التعليقات