نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد أن أصبحت حاملة الطائرات الفرنسية quot;كليمنصوquot; مادة للغلط والجدل في الشارع المصري، ووصلت إلى ساحتي البرلمان ومجلس الوزراء، يبدو أن السلطات المصرية حسمت أخيراً موقفها بالسماح للحاملة بعبور قناة السويس، فبعد سلسلة من الأنباء المتضاربة بدأت هيئة قناة السويس الإجراءات العملية لتمكين الحاملة الفرنسية من عبور المجرى الملاحي، وتم تشكيل لجنة فنية توجهت إلى موقع الحاملة في منطقة انتظار السفن بالبحر المتوسط لوضع خطة لسحبها بقاطرات الهيئة العملاقة وتأمينها خلال عبورها للقناة .

وعقب اجتماع موسع، أصدر أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري قراراً بتشكيل لجنة تضم خبراء من هيئة قناة السويس ووزارتي الصحة والبيئة وهيئة الطاقة الذرية لإعادة تفتيش حاملة الطائرات الفرنسية quot;كليمنصوquot; الراسية على بعد عشرة أميال من بورسعيد للتأكد من خلوها من أي اضرار صحية وبيئية تمنع مرورها في القناة .

اتفاقية القسطنطينية

وتقدم التوكيل الملاحي الخاص بالحاملة في بورسعيد بطلب رسمي لادراج الحاملة ضمن قوافل الشمال التي ستعبر القناة، وقام التوكيل بسداد مبلغ مليون و400 الف دولار تشمل قيمة رسوم العبور و100 الف دولار تأمين يسترد بعد انتهاء العبور، وبهذه الخطوة تنتهي الاجراءات على مسرح العمليات في بورسعيد، ويبقى صدور القرار الرسمي سواء بالسماح للحاملة بالعبور من عدمه .

من جانبه قال مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء إن الاجتماع ناقش الجانب القانوني حول وضع حاملة الطائرات الفرنسية وتبين أنه ليست هناك أسباب قانونية تمنع عبور الحاملة لقناة السويس حيث إنها مملوكة للحكومة الفرنسية ولا تخضع بذلك لاتفاقية بازل حول النفايات النووية بل تخضع لاتفاقية القسطنطينية حول حق جميع السفن في المرور بالقناة باعتبارها ممرا مائيا دولياً .

ومضى المتحدث قائلاً إن هيئة قناة السويس كانت قد قامت بالتفتيش على السفينة الفرنسية وتوصلت إلى خلوها من أي أضرار سواء على المجرى الملاحي لقناة السويس أو على البيئة أو الصحة، وأن اللجنة التي تقرر تشكيلها ستقوم بفحص السفينة مرة أخرى للتأكد من عدم وجود أضرار قبل السماح لها بالمرور.

واختتم المتحدث قائلاً إن نظيف دعا إلى عقد هذا الاجتماع بشكل عاجل بعد ما أثارته الصحف ومجلس الشعب من احتمال وجود مخاطر في مرور الحاملة الفرنسية بشكل جعل المسألة قضية رأي عام ، مؤكدا أنه لن يتم السماح للسفينة بالمرور في قناة السويس الا بعد التأكد من خلوها من أي أضرار بالصحة أو الأمن القومي .

السلام الأخضر

وأثارت حاملة الطائرات الفرنسية (كليمنصو) جدلا دولياً واسعاً إثر رفض السلطات الفرنسية اعادة النظر في إرسال حاملة الطائرات العسكرية الى الهند قبل تنظيفها من هذه المادة السامة، وكانت اليونان قد رفضت استقبال السفينة ما أجبر فرقة عسكرية فرنسية على اعتراضها في المتوسط واعادتها إلى فرنسا مجدداً .

وأوضح المسؤول المصري أن هيئة قناة السويس كانت تلقت اخطارا بالعبور من الوكيل الملاحي لحاملة الطائرات الفرنسية التي تحمل على متنها طائرات هليكوبتر لتقطيعها خردة في الهند، وأن الهيئة طلبت من السلطات الملاحية المسؤولة عن الحاملة ضرورة موافاتها بشهادات بيئية لصلاحية المرور في قناة السويس .

تجدر الإشارة إلى أن جماعة quot;غرين بيسquot; أو quot;السلام الاخضرquot;، طالبت الحكومة المصرية رفض التصريح لحاملة الطائرات بعبور قناة السويس في اتجاهها الى الهند، كما دعت الحكومة الفرنسية الى استعادة الحاملة من أجل تنظيفها قبل مغادرة أوروبا، كما حثت أيضاً الحكومة الهندية على رفض منح حاملة الطائرات إذنا بالدخول إلى الهند قبل تنظيفها بالكامل .