لندن : أفادت وثيقة حكومية مسربة نشرت اليوم ان بريطانيا تشكك في شرعية عمليات نقل مشتبه فيهم في قضايا ارهاب لدول أجنبية لاستجوابهم وهي العمليات التي يزعم ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) قامت بها.وجاء في مقتطفات من مذكرة لوزارة الخارجية البريطانية نشرتها صحيفة الجارديان ان العمليات المعروفة باسم التسليم الاستثنائي quot;لا يمكن أن تكون مشروعةquot; اذا كان المعتقل معرضا لخطر التعذيب.

وأفادت أيضا أن التعاون البريطاني quot;سيكون غير مشروع كذلك اذا كنا على علم بالظروف.quot;واتهمت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان السي.اي.ايه بادارة سجون سرية في أوروبا ومناطق أخرى وباختطاف مشتبه فيهم ونقلهم جوا بين الدول.وصرح الرئيس الامريكي جورج بوش الشهر الماضي بان الولايات المتحدة لا تنقل مشتبها فيهم سرا لدول أجنبية تقوم بتعذيبهم للحصول على المعلومات.وقال بوش quot;نحن لا نسلم (معتقلين) لدول تمارس التعذيب هذه هي سياستنا ولن تتغير.quot;

وتعرضت واشنطن لضغوط متزايدة لشرح لماذا جابت طائرات تابعة للسي.اي.ايه سموات العالم وتوقفت في العديد من الدول الاوروبية وقامت بمئات من الرحلات.وسعت بريطانيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة مرارا للتهوين من دورها في الجدل الدائر حول علميات التسليم.وأبلغ وزير الخارجية جاك سترو البرلمان في العاشر من يناير كانون الثاني أن بريطانيا وافقت فقط على رحلتي طيران لمهام تسليم قامت بها السي.اي.ايه. غير ان الوثيقة المسربة المؤرخة سبعة ديسمبر كانون الاول 2005 تفيد بأن السي.اي.ايه قد تكون استخدمت المطارات البريطانية أكثر من ذلك.

ونقل موقع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) على الانترنت مقتطفات من المذكرة جاء فيها quot;الوثائق التي كشفناها حتى الان تشير الى احتمال حدوث أكثر من الحالتين اللتين أشار اليهما وزير الخارجية في مجلس العموم.quot;

وذكرت الجارديان ان المذكرة ارسلها مسؤول في ادارة سترو الى مساعد في مكتب رئيس الوزراء توني بلير.

وسربت الوثيقة لمجلة نيو ستيتسمان وأعيد نشر أجزاء منها في عدد من الصحف البريطانية يوم الخميس.

وبدا أن كاتب المذكرة واسمه عرفان صديق يقترح على الحكومة البريطانية تجنب الاسئلة الصعبة بشأن دورها في عمليات التسليم.

ونقلت الصحيفة عنه قوله quot;يجب ان نحاول تجنب الاستدراج للخوض في التفاصيل او محاولة المضي قدما في الجدل.quot;

ورفض متحدث باسم بلير التعليق. ولم يدل متحدث باسم وزارة الخارجية بتعليق مباشر لكنه قال في بيان quot;الحكومة لا ترحل أو تسلم أي شخص لدولة أخرى يكون هناك ما يدعو للاعتقاد بانه سيتعرض فيها للتعذيب