كانبيرا : قالت صحيفة استرالية اليوم ان تقريرا سوف يسلم الى الامم المتحدة كشف أن اندونيسيا قتلت ما يصل الى 180 ألفا في تيمور الشرقية من خلال المذابح والتعذيب والتجويع أثناء احتلالها للاقليم لمدة 24 عاما.
ونقلت صحيفة ذا استراليان عن التقرير قوله ان مادة النابالم وأسلحة كيماوية استخدمت في تسميم الطعام والماء وأحرق بعض الضحايا أو دفنوا أحياء وتم تشويه الاعضاء التناسلية لاخرين.
كما نقلت الصحيفة عن التقرير quot;الاغتصاب والاستغلال الجنسي والعنف الجنسي كانت أدوات مستخدمة في اطار الحملة التي تهدف الى جعل المؤيدين للاستقلال يمرون بتجربة عسيرة من الترويع والضعف واليأس.
وقالت الصحيفة ان التقرير هو وثيقة من الامم المتحدة ولكن الجهة التي أعدته هي لجنة الاستقبال والحقيقة والمصالحة التابعة لتيمور الشرقية.
ويستند التقرير المؤلف من 2500 صفحة الى مقابلات مع 800 من أبناء تيمور الشرقية ولاجئين في تيمور الغربية التابعة لاندونيسيا ووثائق عسكرية اندونيسية ومصادر مخابرات أجنبية.
وأضاف التقرير quot;اعدامات واسعة النطاق ومتكررة واحتجاز تعسفي وتعذيب واغتصاب واستغلال جنسي كلها كانت وسائل تقبلها اندونيسيا رسميا.quot;
وقال أيضا quot;ارتكبت هذه الانتهاكات لتنفيذ خطة متعمدة تمت الموافقة عليها وتنفيذها وقيادتها بواسطة قادة الجيش الاندونيسي على أعلى مستوى.quot;
وقال يسر الاحسان ماهندرا وزير الدولة الاندونيسي يوم الخميس ان تيمور الشرقية واندونيسيا اتفقتا بالفعل على التعاون من أجل المصالحة وحل المشكلات.
وصرح للصحفيين عندما سئل عن هذا التقرير quot;بالتالي ليست هناك حاجة للنظر الى الماضي لان ذلك لن يجدي... الافضل التطلع الى المستقبل.quot;
ومضى يقول quot;اذا كنا نرغب في أن نكون عادلين وصادقين فقد استعمرت الدول الغربية دولا اسيوية وافريقية بشكل أكثر سوءا.quot;
وذكر التقرير أن جنودا وأفرادا من الشرطة الاندونيسية مسؤولون عن نحو 70 في المئة من حوادث القتل غير المشروعة أو حالات الاختفاء البالغ عددها 18600 خلال الفترة بين الغزو عام 1975 واستفتاء على الاستقلال عام 1999.
ولم توضح الصحيفة الاسترالية من المسؤول عن النسبة المتبقية وهي 30 في المئة ولكن مقاتلين مؤيدين للاستقلال حاربوا القوات الاندونيسية طوال فترة الاحتلال لهذه المستعمرة البرتغالية السابقة.
ونسبت الصحيفة للتقرير قوله ان القوات الاندونيسية quot;قررت متعمدة استخدام أسلوب التجويع للمدنيين في تيمور الشرقية كسلاح للحرب.quot;
ومضى يقول quot;الفرض المتعمد لظروف معيشة لا يمكن أن تبقي على قيد الحياة عشرات الالاف من مدنيي تيمور الشرقية ترقى الى حد الابادة وهي جريمة ضد الانسانية.quot;
وقالت ذا استراليان ان حكومة تيمور الشرقية لم تنشر بعد التقرير الذي تلقته في أكتوبر تشرين الاول ولكن من المتوقع أن تسلمه الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان هذا الاسبوع.
ويوصي التقرير بأن تدفع اندونيسيا والدول التي دعمت جيشها خلال سنوات الاحتلال بما في ذلك استراليا وبريطانيا والولايات المتحدة تعويضات.
وغزت اندونيسيا تيمور الشرقية عام 1975 بعد انسحاب البرتغال فجأة من تلك المنطقة الجبلية الوعرة الى الشمال من استراليا.
وعندما صوت سكان تيمور الشرقية لصالح الاستقلال عام 1999 أشعل ذلك موجة من أعمال العنف من ميليشيات مدعومة من عناصر بالجيش الاندونيسي.
وتقدر الامم المتحدة أن نحو ألف من تيمور الشرقية قتلوا خلال أعمال العنف التي دمر خلالها أيضا أغلب البلدات.
ولم يعاقب سوى عدد محدود من الاشخاص على هذا العنف
التعليقات