إيران تهدد بحرب اقتصادية وأنان يحثها على التفاوض
أميركا لا تستبعد ارتفاعا قياسيا في أسعار النفط
*تشيني: لا مقارنة بين إيران اليوم وعراق صدام حسين

إقرأ أيضا


أميركا ستدعم إسرائيل في حال تعرض الأخيرة لهجوم

واشنطن: قمة الأسد - أحمدي نجاد دليل على عزلتهما التامة

زيارة نجاد لدمشق ترفع منسوب القلق في بيروت
إيران وسورية: لبنان أرض المواجهة مع الغرب

وزير خارجية ألمانيا يستبعد عملاً عسكرياً
تفاهم مصري ألماني بشأن النووي الإيراني

نصر الله: العرب مستفيدون من موقف طهران حيال اسرائيل

واشنطن، طهران، وكالات: تتواصل الضغوط الأميركية والأوروبية والإسرائيلية على كل من روسيا والصين، لنقل المواجهة مع إيران بشأن ملفها النووي إلى مستوى دبلوماسي جديد. واشنطن لا تضيع فرصة لتجديد دعوتها لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، فيما تظهر إيران تشددا من ناحية ولين من أخرى تجاه موقفها من هذه الضغوطات الدولية المتصاعدة مع التأكيد على حقها في استئناف تخصيبها لليورانيوم. ولوحت الجمهورية الإسلامية بإشعال حرب إقتصادية، تبدأ برفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وتنتهي بإفلاس مصارف أوروبية في حال نفذت واشنطن تهديداتها وأحالت الملف النووي إلى مجلس الأمن. ردت الولايات المتحدة بأنها لا تستبعد ارتفاعا قياسيا في أسعار النفط في حال تواصلت الأزمة القائمة مع إيران. بدوره، حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ايران على التراجع عن قرارها المثير للجدل الخاص باستئناف أبحاثها حول الوقود النووي ثم العودة الى المفاوضات بشأن طموحاتها النووية.

تشيني لا يستبعد ارتفاعا بالنفط
واعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليوم انه quot;من الممكن جداquot; حصول ارتفاع قياسي في اسعار النفط في حال تواصلت الازمة القائمة مع ايران حول ملفها النووي.

وقال تشيني في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركي quot;سي ان بي سيquot; quot;من الممكن جدا ان تسجل اسعار النفط ارقاما قياسية في حال قيام نوع من الازمة مع ايرانquot;. وتابع quot;إلا انني اعتقد ان النتائج في هذه الحالة ستكون بالطبع اقل خطرا بكثير من نتائج تزود احمدي نجادquot; بالسلاح الذري، في إشارة الى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

لا مقارنة بين إيران اليوم وعراق صدام حسين
ورفض تشيني إجراء مقارنة بين إيران والعراق في كلامه عن الاجراءات التي قد تتخذ لمنع الجمهورية الإسلامية من التزود بالسلاح النووي. وقال تشيني في حديث الى شبكة التلفزيون الاميركية فوكس ردا على سؤال حول احتمال استخدام القوة ضد إيران كما حصل سابقا في العراق quot;سيكون من الخطأ العودة الى الوراء ومحاولة التنبوء بما يمكن ان يحصل او لا يحصل، استنادا الى ما حصل في بلد آخر في السابقquot;.
وشدد على انه يجري العمل على quot;اجراءquot; معين وان الولايات المتحدة تعمل بكامل قواها مع حلفائها لتسوية المشكلة مع ايران دبلوماسيا، وارسال الملف النووي الايراني الى مجلس الامن. واضاف تشيني quot;ان المشكلة ستعني العالم اجمع في حال تزود الايرانيون بالسلاح النوويquot;.

وفي موقف لافت اشاد تشيني بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على البرنامج النووي الايراني والتي سيعقد مجلس حكامها اجتماعا استثنائيا في الثاني من شباط(فبراير) المقبل للبحث في مسألة رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.

وعلى ضوء التهديدات الإيرانية برفع أسعار النفط إلى مستوى قياسي، تحدث تقييم جديد لوكالة المخابرات الألمانية الخارجية عن فترة لا تتجاوز أربع سنوات تفصل طهران عن امتلاك سلاح نووي أعاد وتيرة الحديث عن ضربة عسكرية حيث أكد جنرال أميركي بارز ان وجود الأميركيين في العراق لا يؤثر على قدرة واشنطن في توجيه ضربة لإيران.

فرنسا قلقة
من جانبه، اعلن الجنرال هنري بنتيجا رئيس اركان القوات الفرنسية اليوم الجمعة ان quot;ايران تشكل مصدر قلق اساسيا لنا اليومquot; معتبرا انها quot;تخفي نوايا عدائية للغايةquot;. وردا على سؤال لاذاعة quot;ار تي الquot; الخاصة غداة خطاب الرئيس جاك شيراك حول الردع النووي قال الجنرال الفرنسي quot;من غير المعقول ان تسعى دولة لا تحترم قواعد المجتمع الدولي الى امتلاك السلاح النووي بخلاف كل المعاهدات الدوليةquot;.

وفي حين تطرق شيراك الى امكانية استخدام فرنسا للسلاح النووي ضد الدول التي تستخدم الارهاب قال الجنرال بنتيجا quot;هناك اليوم دول عدة تدور شكوك كثيرةquot; حول استخدامها وسائل ارهابية. الا انه شدد على انه quot;من الصعب اثبات قيام هذه الدول فعليا بممارسة الارهاب كوسيلة لتسوية المشاكلquot;. واضاف الضابط الفرنسي quot;يجب ان نكون قادرين على اثبات قيام دولة باعمال ارهابية في بلادناquot; في حال حصل ذلك. وتابع الجنرال بنتيجا quot;ان الذي زاد خلال الفترة الاخيرة اكثر من استخدام الارهاب من قبل دولة، هو الاستخدام المحتمل لاحدى الدول لاسلحة دمار شامل عبر صواريخ طويلة المدى تحمل رؤوسا قد تكون نووية او كيميائية او بيولوجيةquot;. وخلص الى القول quot;رويدا رويدا نلاحظ الكثير من الدول التي بدات تجهز نفسها والامثلة البارزة في هذا الاطار هي ايران وكوريا الشماليةquot;.

حرب اقتصادية
وحذرت طهران مجددا أمس الدول الغربية من ارتفاع في اسعار النفط قد يتسبب بأزمة في حال فرض عقوبات دولية عليها بشأن ملفها النووي.
وقال وزير الاقتصاد الإيراني داود دانش جعفري quot;في حال فرض عقوبات فان ايران والدول الاخرى ستعاني منها, غير ان الضرر سيكون اكبر على الدول الاخرى لان احدى النتائج ستكون اندلاع ازمة في قطاع النفط وعلى الاخص ارتفاعا في الاسعارquot;.

غير أن الوزير الايراني لم يتحدث عن وقف أو خفض الصادرات النفطية الايرانية في حال فرض عقوبات على ايران. ورأى جعفري ان quot;الشروط لإحالة الملف على مجلس الامن لم تتوافر, لان ايران لم تقم بأي عمل غير قانونيquot;, واصفا الحديث عن ارسال الملف الايراني الى مجلس الامن بانه quot;تهديدquot;. وقال: quot;اذا لم تتم احالة الملف الايراني على مجلس الامن, فسيكون في امكانهم (الغربيون) مراقبة انشطتنا النووية وتجنب أزمة يمكن ان تندلع في حال فرض عقوبات على ايران في الوقت نفسهquot;.

وتعتبر إيران المنتج الثاني للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك), وتنتج نحو اربعة ملايين برميل يوميا من النفط تصدر منها 2.4 مليون.

مظاهرة أمام البيت الأبيض أمس تطالب بتغيير النظام الإيراني

وقف التعاون
من جهة ثانية حذر مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية من ان بلاده ستوقف تعاونها مع الوكالة اذا نقل ملفها الى مجلس الامن. وقال سلطانية ان مفتشي الوكالة الدولية لن يسمح لهم بعد ذلك بزيارة المواقع النووية الايرانية اذا قررت الهيئة التنفيذية للوكالة في اجتماع طارئ لها في الثاني من فبراير المقبل, احالة الملف على مجلس الامن.

إيران .. تشدد ولين في آن
وفي تحذير ثالث قالت إيران ان أوروبا ليس لها الحق في تجميد اصول ايران في الخارج وانها ستتسبب في هروب رؤوس الاموال في البنوك الأوروبية اذا فعلت ذلك. لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ذكرت أن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني ابدى استعداد بلاده للتوصل الى حل وسط.

وقال لاريجاني ان ايران مستعدة لمناقشة المخاوف بشأن تخطيطها لتطوير أسلحة نووية وتقديم ضمانات.

وفي معرض رده على سؤال عما اذا كانت هناك اي ظروف يمكن ان تتوقف إيران في ظلها عن أبحاث تخصيب اليورانيوم, ذكر لاريجاني ان ايران لن تفعل ذلك تحت اي ظرف.

تطوير النووي يحتاجلثلاث سنوات
في غضون ذلك كشف مصدر على علم بتقديرات وكالة المخابرات الاجنبية الالمانية ان الوكالة تعتقد ان ايران امامها بين ثلاث واربع سنوات للحصول على سلاح نووي اذا ارادت. وقال مصدر على علم باcirc;راء وكالة مخابرات (بي . ان. دي) طلب عدم نشر اسمه رجالنا يعتقدون ان الحد الادنى للسيناريو هو ثلاث الى اربع سنوات. حلفاؤنا في تل ابيب والولايات المتحدة يعتقدون ان الامر سيستغرق بضع سنوات.

ضربة للمنشآت النووية
وازاء هذا الاحتمال اكد الجنرال تشارلز وولد نائب قائد القوات الاميركية في اوروبا ان الولايات المتحدة لا تخطط لاحتلال ايران لكنه حذر في الوقت نفسه من ان ضرب المنشآت النووية الايرانية احتمال قائم. وقال الجنرال تشارلز وولد ان النظام الايراني يتحدى العالم مشيرا الى ان الولايات المتحدة ترغب اولا في حل الموضوع بالطرق الديبلوماسية لكنه اشار الى انه اذا لم يتم ايجاد حل ديبلوماسي للازمة مع ايران فانه لايستطيع شخصيا التكهن بما يمكن ان يحدث بعد ذلك.

ونفى الجنرال تشارلز الذي زار تركيا في حديث خاص الى صحيفة quot;صباح quot; التركية امس المعلومات التي تشير الى ان الولايات المتحدة ستكون في موقف صعب اذا ما اقدمت على عملية عسكرية ضد ايران مع استمرارها في التواجد عسكريا بالعراق.

وعما اذا كانت واشنطن ستستخدم المجال الجوي التركي لضرب ايران رفض الجنرال الاميركي الرد على السؤال واكتفى بالقول ان البرنامج النووي الايراني يهدد تركيا ايضا مثلما يهدد العالم بأسره.

أنان وبولتن
وقال أنان للصحفيين quot;نصيحتي الخاصة للايرانيين أن يوجدوا مناخا يمكن ان يسمح للمفاوضات بالمضي قدما. يجب عليهم ألا يعمدوا الى التصعيد. ويجب ألا يمضوا قدما في أبحاثهم للوقود النوويquot;.

وتحدث أنان الاسبوع الماضي الى مسؤولين ايرانيين مما اثار توبيخا مستترا من السفير الأميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون.
وقال أنان يوم الخميس quot;آمل أن تتواصل المناقشات وأن يتفهم الايرانيون ضرورة العودة أن يعود الى طاولة التفاوض..لكن أن يعودوا بنية صادقة في البحث عن حلquot;. غير أنه أضاف قائلا quot;اذا فشل كل شيء آخرquot; فسيتعين على مجلس الأمن التعامل مع النزاع.

وسُئل أنان أي الأشياء الأخرى التي قد تفشل فقال quot;عندما أقول اذا فشل كل شيء آخر فانني أعني انه بمجرد ان نستنفد عملية الوكالة الذرية والتي لاتزال جارية فربما ينتهي الأمر هنا ويتعين على المجلس معالجة الأمرquot;. واضاف أنان انه لم يتحدث الى مسؤولين ايرانيين منذ محادثته الهاتفية مع علي لاريجاني كبير المفاوضين الايرانيين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي. لكنه قال ان محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة قام بذلك. وسُئل بولتون يوم الاربعاء عن حديث أنان مع لاريجاني فقال quot;أعتقد ان هذا الأمر لحسن الحظ حدث من ورائنا. فهذا قرار تتخذه الحكومات الأعضاء في مجلس الأمن وذكل ما نستعد للقيام به.quot;

رايس
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مجدداً الى احالة الملف الايراني على مجلس الامن. وقالت رايس لدى استقبالها وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون quot;نحن واضحون جداً, ونعتقد ان الوقت حان لاحالة (الملف) على مجلس الامن.

بيريس
وفي موقف مشابه دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شيمون بيريس الاسرة الدولية لتشكيل جبهة مشتركة ضد الطموحات النووية الايرانية. وقال بيريز اثر محادثات اجراها في واشنطن مع رايس ان النظام الايراني الحالي يشكل quot;اكبر خطر في عصرناquot;.

واضاف quot;اذا لم تكن هناك سياسة مشتركة لوقف الايرانيين عن تطوير برنامجهم النووي وكذلك صواريخ بعيدة المدى فان الخطر الذي تمثله ايران سيتكثفquot;.

دوست بلازي ولافروف
موسكو وباريس
وفي موسكو دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست- بلازي بعد محادثات في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ايران الى quot;العودة الى الصوابquot; حتى quot;لا تدخل في نزاع مع المجموعة الدولية برمتهاquot;. وصرح دوست - بلازي للصحافيين يجب ان نكون في أن موحدين وحازمين لنقول للايرانيين: عودوا الى الصواب واوقفوا هذه الانشطة النووية الخطرة ولننصرف معاً الى التفاوضquot; واضاف quot;ليس ممكناً ان تخاصموا المجموعة الدولية برمتهاquot;.

وألغت بريطانيا وفرنسا والمانيا مفاوضات كانت تجريها مع طهران بعدما أن أعلنت ايران هذا الشهر فض اختام الامم المتحدة من على معدات تخصيب اليورانيوم واستئناف الابحاث. وترغب الدول الثلاث الأعضاء بالاتحاد الاوروبي في ان تحيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران الى مجلس الامن الدولي لممارسة مزيد من الضغوط عليها. لكن من غير المحتمل ان يتمكنوا من القيام بذلك اثناء اجتماع طارئ للوكالة في الثاني من فبراير شباط بسبب اعتراضات روسيا والصين.

وروسيا والصين بين الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن والذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو). ولا يوجد حق الفيتو في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير أن تأييد روسيا والصين او امتناعهما عن التصويت ضروري لاتخاذ أي إجراء في مجلس الامن.