علي اوحيدة من بروكسل : يستعد عشرات من الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في العديد من دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين إلى مغادرة مناصبهم والتوجه إلى دول أخرى خارج القارة الأوروبية وتحديدا نحو آسيا ودول الشرق الأوسط.وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية في بروكسل ان مئات من موظفي السفارات الأميركية في القارة الاوروبية تلقوا تعليمات في هذا الاتجاه على أن تبدأ عملية إعادة انتشارهم الصيف المقبل. ويندرج هذا التحرك ضمن خطة إعادة هيكلة شاملة للديبلوماسية الأميركية وبإيعاز مباشر من وزيرة الخارجية كونداليزا رايس والتي تدافع عن نظرية إعادة هيكلة القوة الأميركية في العالم بشكل عام .

وتقول رايس التي شرحت نظريتها أمام جامعة جورج تاون مؤخرا انه لم يعد من المقبول الحفاظ على عدد كبير من الدبلوماسيين في دولة مثل ألمانيا يناهز عدد سكانها الاثنين والثمانين مليون نسمة وبشكل يفوق عدد العاملين في الممثليات الديبلوماسية الأميركية في دولة مثل الهند يتجاوز عدد سكانها المليار شخص! كما تردد رايس انه يوجد اكثر من مائتي مدينة في العالم يتجاوز عدد سكانها المليون شخص و لا يوجد بها أي تمثيل ديبلوماسي أميركي او حضور قنصلي.

ويبلغ عدد الديبلوماسيين الأميركيين العالمين في الخارج حاليا 7440 شخصا وهو عدد لا يناهز نصف عدد الديبلوماسيين الأوروبيين . وستتمثل الخطة الأميركية الأولية في نقل اكثر من مائة ديبلوماسي دفعة واحدة خلال إجازة الصيف القادمة الى ثلاث دول محددة وهي الهند والصين ولبنان.
وتدافع كوندليزا رايس وبالرغم من الانتقادات التي تواجه خطتها حاليا في عدد من وسائل الإعلام الأميركية وخاصة صحيفة واشنطن بوست عن هذا التحرك وتصفه بانه يهدف لبناء الديبلوماسية الأميركية المتفاعلة والتي ستتمحور حول سبل الدفع الديمقراطية واحتواء الأنظمة الاستبدادية (...).

وتقول رايس إن نهاية الحرب الباردة ولدت معادلة جديد ة وان المخاطر باتت متصاعدة من وراء الجدول والحكومات وليس بينها وان المعضلة التي تواجه العالم تتمثل في طبيعة الأنظمة القائمة وتصرفاتها وليس في اقتسام القوة بينها... ويقول الديبلوماسيون الأوروبيون انهم ينتظرون الى جانب إعادة هيكلة الديبلوماسية الأميركية المعلنة تصاعدا في إعادة هيكلة الانتشار العسكري الأميركي داخل القارة وبشكل جوهري هذه المرة...