اعتدال سلامه من برلين: لم يلق خطاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي هدد فيه ايران ضمناً لإصرارها على متابعة برنامجها النووي أي قبول في إلمانيا ، بل أنه أثار إنتقادات شديدة، ووصفه عدد من السياسيين الالمان بأنه quot;خطاب مرفوض، عباراته خطرة ويهدد بالتصعيدquot;. ورأى اندرياس شوكينهوف، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة انجيلا ماركل، أن مضمون خطاب شيراك لا يساعد في أي شكل على حل النزاع مع إيران، فيما قال اكرت فون كلادن المتحدث للشؤون الخارجية في الحزب نفسه إن توقيت شيراك لخطابه quot;بائس، وجاء في وقت تسعى فيه دول الترويكا الاوروبية إلى حث طهران على التخلي عن برنامجها النوويquot;. واعتبر المسؤول في الحزب الاشتراكي غرت فيسكيرشن خطاب شيراك quot;دليلاً على اهداف الدولة العظمى، وكان اعلانا لانفراد فرنسا بموقفها وكان يفترض بها العودة إلى الشركاء الاوروبيين بعدما ساد اعتقاد ان الاتحاد الاوروبي وصل الى درجة من النضج في العلاقات والاندماج الى درجة تمنع حدوث مثل هذا التجاوزquot;. وأبدى أسفه لهذا الأمر.

وطالبت كتلة اليسار في البرلمان الاتحادي الحكومة الالمانية باتخاذ موقف واضح للتنصل من تهديدات شيراك النووية وتوجهه المغامر، ودعا إلى طرح مضمون الخطاب الاسبوع المقبل على لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان للمناقشة وتحديد حكومة ماركل موقفا واضحا. لكن لهجة رالف موتسينخ ، مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كانت اشد إذ قال: quot;مرفوض أن يصدر كلام من هذا النوع وفي هذا الوقت . السلاح النووي يجب الا يحول اداة تستخدم من اجل احلال السلام والتهديد بهquot;. فيما انتقد فرنر هوير، خبير الشؤون الخارجية في الحزب الليبرالي، الرئيس شيراك quot;لأن خطابه يصعد الأخطار ولا يفيد في تحريك حكم الملالي في طهران كي يتنازل عن برنامجه النوويquot;.

وطالب رئيس الليبراليين غيدو فسترفيله المستشارة ماركل بالاتصال بالرئيس الفرنسي وتشجيعه على اتخاذ موقف معتدل، وفي رأيه أنه لم تكن هناك ضرورة للجوء الى السلاح النووي للتهديد. بدوره طالب نائب رئيس حزب الخضر يورغن ترتين الحكومة الالمانية بالتدخل لدى باريس،قائلاً إنه يشعر بتغيير استراتيجي عسكري فرنسي يدعو الى حبس الانفاس، وقال: quot; انني واثق بأن التصريحات لن تجعل العالم اكثر امانا، وعلى برلين ان تدفع فرنسا كي تقف في الخط الاوربي نفسه، وعلى الحكومة الالمانية ان تسأل شيراك جدياً عن مدى تمسكه بالاستراتيجية الاوروبية المتعلقة بالحد من الاسلحة الفتاكة، فالامر يتعلق بتغيير لافت في موقف نسعى إلى فرضه ويتعلق بالحد من السلاح النوويquot;.

ومن القلة التي ساندت موقف شيراك روبرشت بوليز، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي من الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم ، اذ ابدى تفهما لدوافع الرئيس الفرنسي وقال : quot; من الطبيعي ان تلجأ فرنسا الى كل الوسائل من اجل الدفاع عن نفسها عندما تتعرض لتهديد نووي، ولا أرى غرابة في اطلاقها هذه التهديدات، فالامر يتعلق بتناسب استراتيجية باريس النووية التي وضعتها ابان الحرب الباردة مع التهديدات الجديدةquot;.