أسامة العيسة من القدس : يكاد التنافس بين المرشحين للانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي ستجرى بعد خمسة أيام، يشمل كل شيء من الأغاني والأناشيد والملصقات والشعارات وحتى الألوان.
وفي مقرات القوائم اليسارية، يجري التنافس فيما بينها على الأغاني ذات الطابع الثوري، خصوصا أغاني المغني المصري الراحل اليساري الشيخ إمام عيسى.

وتعتمد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات التوجه الماركسي، بشكل كبير على أغاني الشيخ إمام في الترويج لحمتها الانتخابية، ويصدح من مقراتها الانتخابية المنتشرة في المدن والبلدات الفلسطينية صوت الشيخ إمام في أغانيه التي جلبت له الشهرة وكتبها له الشاعر احمد فؤاد نجم الذي شكل معه ثنائيا، حاز شهرة خصوصا في أثناء المد اليساري في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

وبالإضافة إلى صور رموز الجبهة مثل الدكتور جورج حبش وأبو علي مصطفى، تظهر في بعض مقراتها صور الثائر الأرجنتيني جيفارا، وتتخذ الجبهة من اللون الأحمر شعارا لها، ويرتدي مرشحوها الكوفية الفلسطينية ولكن ذات اللون الأحمر، خلال جولاتهم الانتخابية.

وسبب اختيار اللون الأحمر يتعلق باختيارات الجبهة الأيديولوجية، وتوجهاتها الماركسية، وللتأكيد على هذه التوجهات.

أما حركة حماس فتتخذ اللون الأخضر شعارا لحملتها الانتخابية، ويظهر مرشحوها وهم يضعون أوشحة خضراء على أكتافهم، وكذلك يظهر اللون الأخضر بشكل مكثف على الملصقات الانتخابية للمرشحين.

وتعتبر قائمة حماس، القائمة الأكثر استخداما للتكنولوجيا الحديثة من بين القوائم المتنافسة، فلا يكاد يخلو أي من مقراتها الانتخابية حتى تلك في القرى الصغيرة من جهاز حاسب أو اكثر، وكذلك من أجهزة عرض كبيرة تبث من خلالها أفلاما تظهر أفرادا من خلايا الجناح العسكري للحركة، وهم يقرؤون وصاياهم قبل تنفيذ عمليات فدائية، وأفلام أخرى، عن مراحل إطلاق صواريخ القسام محلية الصنع وغيرها عن التدريبات التي يجريها أفراد الجناح العسكري المسلح للحركة.

أما حركة فتح فاتخذت من الكوفية الفلسطينية سوداء اللون، كالتي كان يرتديها ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، شعارا لها.

ويظهر مرشحوها بهذا النوع من الكوفيات، مؤكدين انهم يمثلون استمرارا لنهج ياسر عرفات، الذي تم استخدام صور له في الحملة الدعائية، ومن بينها صورة لهم وهو يحمل ملصقا تطهر عليه صورة مروان البرغوثي رئيس قائمة فتح المعتقل في إسرائيل، وكتب تحتها quot;أبو عمار صوت لمروان..أنت لمين راح تصوت؟quot;.

وتعتمد فتح بشكل كبير على الأناشيد القديمة للثورة الفلسطينية، في حملاتها الانتخابية، وبعكس ما يطرحه زعيمها محمود عباس (أبو مازن) من خطاب سياسي معتدل، فان المرشحين في المناطق المختلفة يعتمدون على خطابات مهيجة للجماهير.

وفي حين أن حماس والجبهة الشعبية وفتح حسموا اختيارهم للألوان وفقا لاعتبارات فكرية وتوجهات سياسية، فان عددا من القوائم تتنافس فيما بينها على اللون البرتقالي، والذي يرمز إلى مغادرة الفصائل المكونة لهذه القوائم المعسكر الماركسي إلى خيار يساري ديمقراطي، وهو ما مثل بالنسبة لهذه القوائم انتقالا من اللون الأحمر إلى البرتقالي، ومن بين هذه القوائم قائمة فلسطين المستقلة التي يترأسها الدكتور مصطفى البرغوثي، وقائمة البديل وهي تحالف بين الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وحزب فدا.

وهناك بعض القوائم اختارت ألوانا، لا يزاحمها أحد عليها، مثل قائمة الطريق الثالث التي يترأسها الدكتور سلام فياض وزير المالية الفلسطينية المستقيل الإصلاحي، والدكتور حنان عشراوي الشخصية النسوية والسياسية المعروفة.

واختارت هذه القائمة اللون الباذنجاني عنوانا لحملتها الدعائية، التي تعتبر الأفضل من الناحية المهنية ومن جهة السخاء المالي.

وتعتبر هذا اللون تعبيرا عن أفكارها الليبرالية في الاقتصاد والسياسة، واعتبرت القائمة أنها حققت إنجازا باختيارها اسم (الطريق الثالث) قبل غيرها طارحا نفسها بأنها تمثل الطريق الثالث الحقيقي بين الحركتين الكبيرتين فتح وحماس، وهو ما يطرحه أيضا الدكتور مصطفى البرغوثي وقائمة البديل وغيرها من قوائم.

وكانت القائمة قدمت نفسها أولا باسم آخر، ثم عدلت عن ذلك وأسمت نفسها (الطريق الثالث)، ولتفادي اللبس اختارت الكتل الأخرى المنافسة عبارة (التيار الثالث) لإرفاقها بالحملات الانتخابية تمييزا لها عن هذه القائمة.