إيلاف من بيروت : أكدت الأكاديمية العسكرية الأميركية في تقرير وضعته عن استراتيجية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، أن quot;اسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الايرانيةquot;.وأوضح التقرير الذي نشره الجيش االأميركي وهو بعنوان quot;ان نكون على استعداد للطموحات النووية الإيرانيةquot;، ان سلاح الجو الاسرائيلي عاجز عن تنفيذ عملية معقدة لضرب اهداف في عمق الاراضي الإيرانية بسبب بعد المسافة بين الدولتين. ولاحظ ان سلاح الجو الاسرائيلي يتميز بقدرات كبيرة مقارنة بأسلحة الجو الاخرى في الشرق الاوسط، الا ان اسرائيل لا تملك حاملة طائرات ولا يمكنها استخدام قواعد جوية في دول مجاورة لإيران، وبالتالي تظل قدرتها العسكرية محدودة عندما يكون الهدف بعيدا عن اراضيهاquot;.

ولفت التقرير الى ان هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية الإيرانية يتطلب فضلاً عن الطائرات المقاتلة، إلى طائرات انقاذ وتزويد وقود في الجو وطائرات تجسس لا تملكها اسرائيل، quot;لهذه الأسباب تستطيع اسرائيل مهاجمة اهداف محددة ومحدودة لكنها عاجزة عن تنفيذ عملية عسكرية ضد جميع الاهداف النووية الإيرانيةquot;.

وشدد التقرير على ان ضرب مفاعل بوشهر النووي لن يؤدي الى اضعاف البرنامج النووي لطهران، ويعود السبب إلى وجود مفاعلات ضخمة اخرى في عمق الاراضي الايرانية وعلى بعد ١٧٠٠كيلومتر عن اسرائيل.

وشكك واضعو التقرير في سماح دول مثل تركيا او الهند، اللتين تتمتع كل منهما بعلاقات جيدة مع اسرائيل والقريبتين من الخليج، بأن تستخدم إسرائيل اراضيها لمهاجمة المفاعلات الايرانية.

وقد علقت صحيفة quot;معاريفquot; على هذا التقرير الذي نشر ملخص عنه في إسرائيل بالقول إن quot;الحقيقة المحزنةهي عدم وجود خيار عسكري لدى إسرائيل لتدمير المشروع النووي الإيراني على غرار عملية قصف المفاعل النووي العراقي سنة ١٩٨١ . فالضربة الوقائية ليست ممكنة لأن الايرانيين استخلصوا العبر جيدا من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. فبدل تجميع مشروعهم النووي كله وتركيزه في موقع واحد، نشروا مركباته ووزعوا عناصره في كل
ارجاء الدولة، وما من موقع في إيران يمكن أن يؤدي تدميره بواسطة الهجوم الجوي الى وقف المشروع الذي
يوظفون فيه افضل مواردهم وأهم علمائهم.

في ظل هذا الواقع المعقد جدا، تدل المواقف المتناقضة الصادرة عن المسؤولين الأمنيين في اسرائيل حول القنبلة
الإيرانية، على العجز أكثر من دلالتها على الحيرة والارتباك. ولأن اسرائيل غير قادرة على وقف المشروع
النووي الإيراني فهي ملزمة بالاتكال على الاسرة الدولية. ولحسن حظ إسرائيل،وصل إلى رئاسة الجمهورية الإيرانية رجل يسعى يومياً وبجد إلى توحيد كل دول العالم ضد المشروع النووي الإيراني ، وتتجلى عبقريته في تهديده (الأرعن) بشطب اسرائيل عن الخريطة- ومعها طبعا الفسطينيون في أراضي quot;السلطةquot; واللبنانيون ومن ضمنهم أنصارquot;حزب اللهquot; الشيعي الشديد الولاء لطهران- هذا التصريح أحدث صدمة حقيقية في اوساط متخذي القرار في أوروبا والولايات المتحدة، الامر الذي زاد من حماسة الأسرة الدولية للوقوف في وجه المشروع النووي الايراني وفتح الباب على مواجهة مفتوحة بين طهران والعالم.