تصل متأخرة في قطار إسرائيلي وبلا منافسة
العربية ناديا حلو ضمنت مقعدها في الكنيست

ناديا الحلو ..العربية التي تحمل الرقم 15

أسامة العيسة من القدس: نجحت الناشطة الفلسطينية ناديا حلو، أخيرا في الانتخابات التمهيدية الداخلية (البرايمرز)، التي أجريت داخل حزب quot;العملquot; الإسرائيلي لاختيار قائمة الحزب التي ستخوض الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، التي ستجرى في آذار / مارس المقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها حلو في هذا النوع من الانتخابات، ولكنها هذه المرة احتلت المركز الخامس عشر على القائمة، مما يجعل حصولها على مقعد في الكنيست أمرا مضمونا، ولا ينافسها أحد مهددا بسلبها مقعدها مثلما حدث سابقا.

والمركز الخامس عشر في قائمة الحزب، مخصص للنساء، مثلما هو حال المركز التاسع الذي احتلته الصحافية المعروفة شيلي يحيموفيتش، والمركز الثاني عشر الذي انتخبت فيه كوليت أفيطال.

وتحسب حلو منذ زمن بعيد على التيار الذي يمثله زعيم حزب quot;العملquot; الحالي عمير بيرتس في السياسة الإسرائيلية، ومكنها الدعم الذي قدمه بيرتس لها من احتلال المركز الخامس عشر على قائمة حزب quot;العملquot;.

وأدارت ناديا حلو مركزا للطفولة تموله بلدية يافا، يقع في حي العجمي في يافا القديمة، حيث تعيش أكثرية عربية في ظل ظروف حياتية صعبة، وتشبه شوارع الحي الضيقة مثيلاتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.وكانت ناديا، التي لا يخلو كلامها من ألفاظ عبرية كثيرة عندما تتحدث، على موعد لتكون أول امرأة عربية تدخل الكنيست الإسرائيلي ضمن قائمة حزب quot;العملquot; الإسرائيلي، عندما جاء ترتيبها في انتخابات عام 1996 رقم (36) في الانتخابات الداخلية التي يجريها الحزب لتحديد قائمته وفاز الحزب بتلك الانتخابات بـ (35) مقعدا. وبقيت حلو خارج البرلمان الإسرائيلي، وفي الانتخابات التي جرت عام 1999، نجحت ناديا في الانتخابات الداخلية التي يجريها الحزب أيضا، وجاءت في مركز مضمون، في المكان (19), ولكن قيادة الحزب لاعتبارات قومية وطائفية أدخلت تغيرات على القائمة فخرجت ناديا غاضبة من الحزب منشقة عنه، لتنضم إلى الحزب الذي شكله عمير بيرتس اليهودي المغربي الذي انشق آنذاك عن حزب العمل، أصبحت في قيادة الحزب الجديد إلى جوار بيرتس.

وفي لقاء سابق مع مراسلنا، في مكتبها بمدينة يافا، قالت حلو، أنها لا تجد أي غضاضة في وجودها في حزب صهيوني كحزب quot;العملquot; أو الحزب الذي شكله آنذاك بيرتس، وقالت: quot;الحدث الذي جعلني اتخذ قراري بالقيام بدور سياسي على المستوى القطري في إسرائيل هو اغتيال اسحق رابين، وغايتي التوصل إلى التأثير من الداخل من اجل إحقاق حقوقنا و التوصل إلى أهداف وضعتها لخدمة مجتمعناquot;.

واعتبرت أن quot;الطريق السهل كان انضمامي إلى حزب عربي، ولكنني اخترت الطريق الأصعب وتحديت المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وخضت الانتخابات الداخلية لحزب العمل على المستوى القطري لأقول للشارع اليهودي هذا هو امتحانكمquot;.ولا تعتبر حلو في وجودها في أطر صهيونية أي انتقاص لعروبتها، بل وجودها هناك كما تقول هو للدفاع عن العرب وحقوقهم.وتميز حلو تجربتها في حزب العمل عن تجارب آخرين من العرب وصلوا لعضوية الكنيست, حيث يتم ترشيحهم وفقا لاعتبارات طائفية، أما هي فخاضت الانتخابات الداخلية للفوز بأصوات العرب واليهود.

ورغم إخفاق تجربتها عامي 1996 و1999، وعدم نجاح quot;الشارع اليهودي في الامتحانquot; آنذاك لم تفقد الأمل في النضال من اجل حقوق الأقلية العربية في إسرائيل ضمن الأطر المشتركة اليهودية ndash; العربية.
وتحقق أملها أخيرا ومع عمير بيرتس المنشق السابق عن حزب quot;العملquot; مثلها، وانتخبت للمركز الخامس عشر المضمون في قائمة الحزب وبأصوات العرب واليهود من أعضاء الحزب.

وتتمتع حلو بمزايا عديدة تمكنها لتكون سياسية ناجحة، ويمكن تلمس في مسيرتها ملامح من مسيرة الجماهير العربية في إسرائيل، وهي الجماهير التي مورس بحقها كافة أشكال القمع من قبل السلطات الإسرائيلية، وتهم التخوين من السلطات العربية، وخاضت دفاعا مستميتا عن هويتها بطرق مختلفة. فالبعض استشهد في المجازر والانتفاضات مثلما حدث في كفر قاسم ويوم الأرض، والآخر ابعد عن وطنه وغيرهم انخرطوا في أحزاب وأسسوا أحزابا عربية الطابع, ومنهم مثل حلو رأى أن الحفاظ على الهوية يكون بانتزاع الحقوق بالعمل وسط الأحزاب الكبيرة التي تتحكم في سياسة دولة إسرائيل.