بهاء حمزة من دبي: من قلب عاصمة النور الفرنسية باريس اختار الشيخ محمد بن زايد أن يطلق تحذيراته إلى الجيران الإيرانيين من خطورة امتلاك أسلحة نووية كما أعلن صراحة رفض بلاده لامتلاك إيران قدرات نووية وهو أول تصريح رسمي من مسؤول بمستوى الشيخ محمد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للفوات المسلحة الإماراتية واحد أصحاب الأدوار المهمة في تسيير أمور الدولة.
ورغم تحفظ البعض على الارتباط بين إعلان ولي عهد أبو ظبي لموقف بلاده من القدرات النووية الإيرانية وباريس التي تمثل رأس مثلث الترويكا الأوروبية الضاغطة على إيران للتخلي عن قدراتها النووية التي تلقى منذ الإعلان عنها قبل حوالي العام تحفظا ضمنيا من كافة دول الخليج لم يصل إلى حد الاعتراض المباشر ربما تحسبا من تصعيد أزمة جديدة مع الجانب الإيراني تضاف إلى الأزمة الحالية حول الجزر الإماراتية الثلاثة التي تصر طهران على أنها إيرانية وترفض مجرد مناقشة إحالة الأمر لهيئة تحكيم دولية خصوصا في وقت تظهر فيه على رموز الحكم في طهران سمات الانفعال والتوتر في تعاملها مع كل من يقترب من الملف النووي مع اشتداد الضغوط الدولي عليها.
لكن مراقبون أشاروا لإيلاف أن التفسير الأقرب لتوقيت الإعلان عن موقف الإمارات من امتلاك إيران لأسلحة نووية ينعكس في الصلف الإيراني في التعامل مع دول الخليج بخصوص هذا الملف تحديدا منذ قدوم حكومة الرئيس الإيراني الحالي احمدي نجادي وهو احد الصقور في الإدارة الإيرانية بعكس ما كان عليه الموقف أيام سلفه محمد خاتمي الذي كان يعول على دول الخليج لدعم موقفه أمام أوروبا وهو ما تجلى في إرساله للمسؤول عن الملف وقتها حسن روحاني في جولات خليجية لإطلاع قادة هذه الدول على تطورات المفاوضات مع الترويكا الأوروبية وكذلك حرص إدارة خاتمي على إبقاء القادة الخليجيين في الصورة دائما حول مستجدات هذا الملف قبل أن تعمد إدارة نجادي إلى التصعيد على كل الاتجاهات ما أثمر عن حالة استنفار عالمية ضد الملف النووي الإيراني وأدى لاستقالة روحاني نفسه بعد محاولات تهميشه من صقور الإدارة.
ويشير آخرون إلى أن ولي عهد دبي لم يتعمد التصريح باعتراض بلاده على الملف النووي لجيرانه وإنما كان يرد على تساؤل لأحد الصحافيين كما لفت هؤلاء النظر إلى حرص الشيخ محمد على ربط الرفض الإماراتي للنووي الإيراني برفضها لوجود أي أسلحة نووية في المنطقة وهو الطلب الذي لاقى جدلا خلال قمة التعاون الخليجي الأخيرة التي استضافتها أبو ظبي الشهر الماضي، وذلك في رده على سؤال حول كيف تنظر دولة الإمارات إلى البرنامج النووي الإيراني quot;أقول في البداية أن وجود قدرات نووية في منطقة الشرق الأوسط أمر ضار وهذا يعني أننا ضد وجود قدرات نووية في إيران وكذلك تواجد قدرات نووية في الشرق الأوسط هو أمر غير مجد. وعما إذا كانت هناك مخاطر للبرنامج النووي الايرانى على منطقة الخليج قال quot;هناك مخاطر لأي برنامج نووي في منطقة الخليجquot;.
وكان ولي عهد أبو ظبي قد التقى مساء أمس الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه خلال جولته الأوروبية التي بدأت الأربعاء الماضي بزيارة بريطانيا حيث التقى هناك رئيس الوزراء توني بلير في جلسة مناقشات لم يفضح من تفاصيلها سوى أن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين وأشادا بالتطور الذي تشهده هذه العلاقات خاصة في المجال الاقتصادي، إضافة إلى استعراض الأوضاع في المنطقة خاصة تطورات القضية الفلسطينية.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد انه بحث وشيراك القضايا الخاصة بالشرق الأوسط ومن بينها الوضع في إيران والعراق ولبنان مؤكدا وجود توافق تام بين البلدين بشأن كل يدور في المنطقة خصوصا أن لفرنسا دور كبير تلعبه في المنطقة ودولة الإمارات تؤيد هذا الدور.
وذكرت وكالة إنباء الإمارات أن الرئيس الفرنسي اطلع الشيخ محمد بن زايد على الجهود التي قامت بها الترويكا الأوروبية /فرنسا وألمانيا وبريطانيا / في ضوء المعلومات المتوفرة لديها حول البرنامج النووي الإيراني، وقال أن الأوروبيين اضطروا في ضوء التطورات الأخيرة إلى طلب اجتماع عاجل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأننا نشعر بالقلق بسبب عدم التزام إيران بتعهداتها وعودتها إلى استئناف أنشطتها الحساسة في مجال التخصيب.
التعليقات