يسعى لنصرة الفقراء والقضاء على البطالة
عامل فلسطيني يحلم بدخول المجلس التشريعي
![]() |
نصر الصوباني-تصوير اسامة العيسة |
أسامة العيسة من القدس:من بين 728 مرشحا يتنافسون على 132 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني، يوجد مرشح واحد فقط، لا يستطيع تمويل حملته الانتخابية، أو طباعة ملصقات له، وهو المرشح نصر الصوباني (55) عاما.
ولم يضطر الصوباني، مثل عشرات من المرشحين للاستقالة من وظيفة حكومية أو أمنية ليرشح نفسه، لأنه ببساطة يعمل في مصنع للنسيج، كعامل متواضع، واخذ إجازة من عمله لكي يقوم بحملة دعائية لنفسه، من خلال طريق زيارة الناس في بيوتهم، والقيام يبجولات على المحلات التجارية والمكاتب، والأسواق، حاملا معه منشورا صف على الكمبيوتر يحوي برنامجه، ومقدما نفسه للمواطنين كمرشح للانتخابات التي ستجرى بعد خمسة أيام.
نشا الصوباني في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، كابن لعائلة مشردة، ولم ينل حظا من التعليم، واتجه مبكرا إلى سوق العمل الأسود ليعيل عائلته، ولم ينخرط في العمل السياسي مثل أبناء جيله، وظل يحمل في داخله طموحا في أن يتجه للعمل العام، لكن ظروفه كانت تحول دائما دون ذلك.
ومنذ سنوات والترشح في الانتخابات، أية انتخابات، أصبحت هاجسا لدى الصوباني، وكان عادة ما يستوقف الناس ويسألهم أن ينتخبوه، عندما يرشح نفسه للانتخابات في يوم ما، وهو ما حدث في هذه الانتخابات، حيث تقدم بعد تردد ورشح نفسه، رغم ظروفه الصعبة، ومن بينها عدم استقراره في عنوان ثابت، ولذلك قصة.
يقول الصوباني quot;حدثت مع شقيقي مشكلة اجتماعية قبل عامين، مع عائلة أخرى، فتم اعتقال شقيقي، وإجلاءنا عن بيوتنا في مخيم الدهيشةquot;.
وبسبب ما نسب لشقيقه من ارتكاب جريمة قتل بحق إحدى النساء، حرقت عائلة الضحية منزل نصر ومنازل أخرى لعائلته رغم انه ليس له علاقة بما حدث من قريب ومن بعيد، وعرف كشخص مسالم.
ومثلما يحدث في مثل هذه الحالات، تم إجلاء عائلة نصر عن منازلهم، وفقا للتقاليد العشائرية، وهو الان يتنقل مشردا بين قرية وأخرى.
ويشعر نصر بسعادة لانه تمكن أخيرا من ترشيح نفسه، وعن برنامج قال في حديث لايلاف quot;أريد أن اقضي على البطالة، وهي أهم ما يعاني منه مجتمعنا، واريد أن انصف الفقراء والمظلومينquot;.
ويتضمن البرنامج الذي أعده نصر 21 بندا، كلها تتعلق بالاقتصاد ورفع الرواتب، ودعم الزراعة والثروة الحيوانية، ودعم المواصلات، والقطاع الصحي، وخفض أسعار البترول والكهرباء والمياه، ودعم القطاع التعليمي..الخ.
وشكك أحد المواطنين بقدرة نصر على تحقيق هذا البرنامج قائلا له:
_لم يستطع غيرك تحقيق ولو جزء بسيط من هذا البرنامج، فتاتي أنت يا نصر لتقول بأنك ستحقق شيئا؟.
وإذا لم يستطع نصر تحقيق أي شيء من برنامجه، فانه لديه بدائل كما يقول، من بينها تجنيد الشعب الفلسطيني من سن 15 إلى سن 50 عاما، لكن لماذا؟ لا يريد أن يفصح عن خطته الان لاسباب أمنية.
واشترى نصر بدلة جديدة له، بمناسبة الحملة الانتخابية، ويقول بأنه تلقى تبرعات من محبين له، تمكنه من التنقل لشرح برنامجه.
واكثر ما يقلق نصر الان ما يقول انه مضايقات المرشحين المنافسين له، بسبب صدقه وشعبيته التي يصفها بأنها طاغية، ولتشكيله تهديدا جديا لهم.
ويقول بان بعض المرشحين ساوموه وعرضوا عليه مبالغا طائلة كي ينسحب من السباق ولكنه رفض ذلك بشدة، وبرر هذا الرفض بأنه ملتزم أمام محبيه الذين يدعمونه، أن لا يبيع ضميره.
![]() |
منزل الصوباني-خاص ايلاف |
ولا يأخذ المواطنون، ترشيح نصر لنفسه بشكل جدي، ويقول البعض لو انه وفر ما يصرفه لأولاده لكان افضل له ولهم، في حين يرى آخرون، بان ترشيح نصر لنفسه أضفى على الحملة الانتخابية، شيئا من العذوبة، وكسر التجهم والجدية التي تحيط بها.
ويثق نصر ثقة كبيرة، في انه مع بزوغ فجر يوم 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، في اليوم التالي للانتخابات، سيصبح عضوا في المجلس التشريعي، وانه لن يضطر للاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى عمله في مصنع النسيج، مثلما يفعل منذ سنوات طويلة، حيث يعمل وراء الآلات ولا يكف عن الحلم، وسينتظر مرة أخرى، ليحلق بحلمه من جديد لافاق بعيدة.
التعليقات