فيينا: لا تزال أوروبا والولايات المتحدة تبذلان جهودا حثيثة لاقناع روسيا والصين للانضمام الى صفوفها والضغط على ايران في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل حسبما أفاد دبلوماسيون اليوم. ويأتي ذلك وسط مخاوف غربية من ان الجمهورية الاسلامية تخفي العمل على تطوير اسلحة نووية. وفيما يبدو مؤكدا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتخذ تحركا اثناء اجتماعها في الثاني من شباط(فبراير)، الا انه لم يتضح بعد مدى الضغط الذي سيمثله ذلك القرار على ايران.

وصرح دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان روسيا، الشريك التجاري الرئيسي لايران، ترغب في quot;الاحالة في شباط(فبراير) ولكن مع منح ايران مهلة شهر لتلبية المطالب بتعليق نشاطاتها لانتاج الوقود النووي والتعاونquot; مع الوكالة الدولية. ومن المقرر ان تعقد الوكالة الدولية اجتماعا اخر هو اجتماع عادي في السادس من اذار(مارس). وقال دبلوماسي غربي ان مفاوضي الاتحاد الاوروبي (بريطانيا وفرنسا والمانيا) اضافة الى الولايات المتحدة quot;رفضوا هذه الفكرة على الفورquot;، رغم ان دبلوماسيين اخرين قالوا انه من الممكن التوصل الى تسوية بشأن التوجه الروسي . وذكر الدبلوماسي الذي يمثل احدى دول عدم الانحياز quot;ان الولايات المتحدة لا ترغب في الانتظار لمدة اطولquot;.

وذكر دبلوماسي غربي اخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة quot;تحاول اقناعquot; الصين وروسيا بأن يتخذ مجلس حكام الوكالة الدولية قرارا صارما في اجتماعه باحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي لاحتمال فرض عقوبات عليه. وترغب الصين، التي تعتبر ايران مصدرا اساسيا لامدادها بالنفط، اضافة الى روسيا في منح الدبلوماسية وقتا اطول في الازمة التي تصاعدت عندما اعلنت طهران في وقت سابق من الشهر الجاري استئناف نشاطاتها المتعلقة بانتاج الوقود النووي الذي يمكن ان تقود الى تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه كنواة لقنبلة ذرية.

وافاد غاري سامور خبير الحد من الانتشار النووي ان quot;الروس في حاجة الى التعاون مع ايران للتعامل مع مواطن ضعفهاquot;، في اشارة الى الدول الاسلامية في وسط اسيا. وقد امهل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ايران حتى اذار(مارس) المقبل للتعاون مع مفتشيه قبل ان يرفع قراره حول تعاونها الى مجلس حكام الوكالة في اجتماعهم هذا الشهر، حسب الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية المسالة. وقال سامور quot;ان احدى المشاكل الحقيقية التي تواجهها الولايات المتحدة والاوروبيين هي صعوبة تفسير كيف يمكن لاحالة الملف الايراني الى مجلس الامن ان تكون مفيدةquot;.

وقال سامور الخبير السابق في البيت الابيض لضبط الاسلحة والذي يعمل حاليا في مؤسسة ماك ارثر في شيكاغو quot;لا احد يعتقد ان الضغط السياسي والعقوبات الخفيفة ستكون فعالة جداquot;. وتمتلك الصين وروسيا، التي وقعت عقدا قيمته مليون دولار لبناء اول مفاعل نووي ايران، حق استخدام النقض quot;الفيتوquot; في مجلس الامن ويخشى البلدان من تصاعد الازمة. وذكر الدبلوماسي من احدى دول عدم الانحياز ان هناك خلافا بالفعل بين الدول، فبلد مثل الهند، احدى اكبر الدول المستهلكة للنفط الايراني والدولة البارزة في مجلس حكام الولاية المؤلف من 35 عضوا، بدأت الى جانب دول كثيرة تتضرر من ارتفاع سعر النفط.

وتمتلك ايران 10 بالمئة من احتياطي النفط العالمي وهددت باستخدام نفطها كسلاح في السوق العالمي. وقال الدبلوماسي quot;كلنا قلقون بشان ارتفاع اسعار النفطquot;. ودانت ايران الاحد الاجتماع الطارئ المقبل للوكالة الدولية ووصفته بـ quot;السياسيquot;، الا انها قالت انها غير قلقة بشأن احالة ملفها الى مجلس الامن. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي في لقاء اسبوعي مع الصحافيين quot; لسنا قلقين من مجلس الامن الدولي، لكن البعض يتبع اسلوبا غير سليمquot;. وقبل اسبوع اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ان بلاده لن تتراجع عن نشاطاتها النووية الحساسة حتى لو امرها مجلس الامن بذلك. كما صعدت اسرائيل ضغوطها على ايران. فقد حذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاول موفاز من ان اسرائيل لن تسمح بامتلاك ايران quot;الخيار النوويquot;. وفي فرنسا حذر الرئيس جاك شيراك الخميس من ان فرنسا يمكن ان تستخدم اسلحة نووية ضد دول ترعى الارهاب الا انه لم يحدد اية دولة بالاسم.