خلف خلف من رام الله: لم يكن يعرف الطفل ناصر جمعة ابن الخامسة عشر ربيعا الذي يحاول الفرار من بين يدي الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يعتقلونه قبل أكثر من 20 عاما انه سيكون ذات يوم مرشحا للبرلمان الفلسطيني، جمعة الذي التقته إيلاف في الطابق الثاني من عمارة أبو رعد في مدينة نابلس في الضفة الغربية، قبل أن يصبح مرشحاً رئيساً للانتخابات الفلسطينية أمضى معظم حياته هارباً أو مسجوناً ويعتبر من ابرز قيادات كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة الغربية، واليوم يجلس على مكتبه ويدير حملته الانتخابية في أيامها الأخيرة بكل قوة ونشاط، لا يعرف جمعة الذي كان في السابق يتمنطق بسلاحه ماذا ستكون طبيعة عمله في المرحلة القادمة، فهو لا يعرف إن كانت ستكون مقاومة سياسية أو عسكرية، ولكنه يرى على أي حال أنه ما عاد هناك شيء اسمه كتائب شهداء الأقصى بل ما تبقى هو ظاهرة من الكتائب، معتبرًا أن هناك فرقا كبيرا بين السلاح الذي يحمله البعض باسم كتائب الأقصى ويفتعل الفوضى، وبين من يحمل السلاح لمقاومة المحتل.

وكما يعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس فشل في الدور المنوط به كرئيس للشعب الفلسطيني، وعندما سألته إيلاف عن الأسباب قال: لقد انتخب الرئيس عباس على أساس برنامج انتخابي لتحقيق عدة إصلاحات منها دمج الأجهزة الأمنية وترتيب عملها، وإصلاح سلك القضاء وغيرها من الأمور لكنه لم يستطع تحقيق هذه الأمور، ونفى جمعة أن يكون الرئيس عباس من وضع اسمه على قائمة فتح الرئيسة موضحا أن القائمة تم اختيارها بهذا الشكل لكون أن غير ذلك كان سيؤدي لانقسامات داخل الحركة مما يضعفها، وفي ما يتعلق بمطالبة الرئيس عباس للفصائل بإلقاء السلاح جنبا قال جمعة: من البداية اتفق الجميع على أن سلاح المقاومة شأن فلسطيني داخلي يعالج في الإطار الفلسطيني، وقد تم الاتفاق على ذلك مقرونا بالإجماع على وحدة السلطة وسلاحها، وهذا ما لم تختلف عليه فصائل العمل الوطني.

مضيفا: ما دام الاحتلال موجودا داخل المدن الفلسطينية وعلى الأرض الفلسطينية فلا أرى هناك ما يبرر الحديث حول الموضوع، وإذا انسحب الاحتلال وتحررت الأرض بالكامل فأعتقد أنه لن يكون من مبرر أصلا للإبقاء على السلاح، لكن ما دام الاحتلال موجودا فمن حق المقاومة حمل السلاح، وامتلاك كافة الأدوات الكفيلة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، أي أن الأمر مرتبط بأساس وجود المقاومة كنتيجة طبيعية لوجود الاحتلال.

و ناصر جمعة هو أحد القيادات الشابة في فتح والذين يطالبون بالإصلاحات وتنحية الحرس القديم في فتح وقد حصل على أعلى نسبة من الأصوات في انتخابات فتح الداخلية البرايمرز في مدينة نابلس، وعن هذا الموضوع تحدث قائلا: حقيقة أنا اشعر بالعدائية تجاه البعض وبخاصة الذين يقفون وراء الفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية، وكما أنهم يحاولون دوما منح الفرصة لغيرهم لكي يستلم زمام الأمور ويقوم بإصلاحها.

مضيفا لقد أوقعوا بي قبل 10 سنوات واتهموني بمحاولة اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكذلك محاولتي الاتصال بجهات خارجية، وبما أن الرئيس عرفات يحب أن يستمع لهذه الأمور من الحاشية التي حوله تم اعتقالي لمدة 14 شهرا في سجون السلطة الفلسطينية، قبل أن تتضح الحقيقة، وحول ان كان اعتقال مروان البرغوثي الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية تم بفعل خيانة داخلية أوضح جمعة بالفعل كانت هناك خيانة لكن لا نعرف حجمها وماهيتها ولا ندري إن كانت على مستويات عليا أم لا.

وعن الشخصية التي يراها جمعة الأنسب لتولي رئاسة الوزراء الفلسطينية المقبلة بصمت وهدوء قال: مروان البرغوثي، quot;ولكنه معتقل داخل السجن كيف ذلكquot;؟ قلنا له، فليقوموا بإخراجه، طلبنا منه التوضيح أكثر فقال: لا اعتقد أن أحدا حاول مساعدة مروان ولم تبذل جهود قوية لإطلاق سراحه، وأضاف: من سيقوم بهذه الجهود ولما؟، هل يقومون بإخراج مروان من السجن لينافسهم.