اندريه مهاوج من باريس : يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم في مدينة فرساي مقر ملوك فرنسا منذ القرن السابع عشر وحتى سقوط الملكية على يد الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر المستشارة الالمانية انجيلا مركيل لمناسبة افتتاح معرض مخصص لكنوز بلاد الساكس ودريست بعنوان quot; روائع بلاط الساكس ودراست quot; . واذا كان هذا المعرض يشكل مناسبة ثقافية وفنية فنية لانه يتضمن حوالي ثلاثمئة قطعة اثرية تعود الى عهد فريدرك اوغست الاول 1733 ـ1670 فان هذه الزيارة تشكل مناسبة سياسية لتقويم العلاقات الثنائية والمسيرة الاوروبية ولكن ايضا الملفات الدولية .

ومن المقرر ان يعقد شيراك وماركيل لقاء خاصا قبل حفل العشاء الموسع للبحث في كل هذه الملفات في سياق تنسيق المواقف ودعم التعاون الثنائي تأكيدا على استمرار متانة ما يعرف بمحور برلين ـ باريس في عهد المستشارة الجديدة التي كانت خصت فرنسا باول زيارة خارجية لها بعد تسلمها مهامها في الشهر الماضي ولكنها عبرت صراحة عن عزمها على التقرب اكثر من واشنطن وقد ترجمت هذه الرغبة بزيارة قامت بها ماركيل الى واشنطن قبل اقل من اسبوعين . وتنتهي هذه الزيارة بمؤتمر صحافي مشتركوستضع ماركيل خلال لقائها بشيراك في اجواء نتائج زيارتها لواشنطن ولقائها بالرئيس جورج بوش في ظل الاوضاع الدولية الراهنة والاهتمامات المشتركة بما يتعلق بالتطورات في العراق والملف النووي الايراني والوضع في الشرق الاوسط على الساحتين الفلسطينية ـ الاسرائيلية واللبنانية ـ السورية .

ومع ان ماركيل عبرت خلال زيارتها السابقة لباريس عن توافق وجهات نظرها مع الرئيس الفرنسي بالنسبة الى كل هذه المواضيع فان المستجدات الاخيرة تتطلب متابعة التطورات خصوصا بعد ازمة الثقة التي تعصف بالعلاقات بين الترويكا الاوروبية المكونة من المانيا وفرنسا وبريطانيا من جهة وايران من جهة اخرى . وغني عن القول في هذا الاطار ان التشاور وثيق بين الطرفين اكان من خلال الترويكا او من خلال الاتصالات المباشرة . وكان مصدر حكومي الماني عبر نهار الخميس الماضي عن تفهم المانيا لطروحات الرئيس شيراك الذي اكد ان بلاده سترد على اي اعتداء قد يقوم به قادة دول يلجاؤن الى وسائل ارهابية ضد فرنسا .معتبرا ان هذه التصريحات تندرج في اطار السياسة الحكومية الدفاعية وليس الهجومية لفرنسا بشان استخدام الاسلحة النووية.

واوضح مصدر رئاسي ان البلدين متفقان على ضرورة اعادة اطلاق المفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيليين بهدف قيام دولتين تتعايشان جنبا الى جنب بامان وسلام والى نبذ العنف والتخلي عن السلاح واعتماد العمل السياسي من خلال الانتخابات العامة التي تشهدها الساحتان الفلسطينية والاسرائيلية . كما انهما سيجدان الدعم للعملية السياسية في العراق وضرورة قيام مؤسسات ديموقراطية تمثل كل الاطراف العراقيين بما يسمح بانهاء الوجود الاجنبي.

بالنسبة للبنان المانيا لا تضع نفسها في الصف الاول من المتابعين لهذا الملف كما هو الحال بالنسبة للرئيس شيراك والحكومة الفرنسية ولكن ماركيل تدعم مطلب تنفيذ كل القرارات الدولية ذات الصلة وتؤيد الموقف الدولي الداعي الى انهاء اي تدخل في شؤون لبنان والى تجاوب المعنيين بشكل كامل مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري وتنفيذ كل القرارات الدولية.