اعتدال سلامه من برلين: تحمل انجيلا ماركل في حقيبتها المليئة بقضايا اوروبية وعالمية خلال زيارتها اليوم الى قصر الاليزيه ايضا رفض معظم الصف السياسي الالماني للحل العسكري الذي تحدث عنه الرئيس الفرنسي جال شيراك لمواجهة رفض طهران التخلي عن برنامجها النووي. فقبل مغادرتها اليوم برلين للقاء شيراك للمرة الثانية هذا الشهر علا الصوت بالبحث مجددا عن حل دبلوماسي، كما علم انها تريد عرض فكرة عليه تدعو الى تشكيل خط دبلوماسي اوروبي روسي صيني لمتابعة ملف ايراني النووي.
وفي هذ الصدد حذر فرانك فلتر شتاينماير وزير الخارجية الاتحادي من التفكير بحل عسكري ضد ايران بالقولquot; يفترض علينا استغلال كل القدرات الدبلوماسية التي مازلت متوفرة حتى النهاية ونعمل حاليا للحيلولة دون حدوث تصعيدquot;. وسبق ذلك ان ساند فرانس يوزف يونغ وزير الدفاع التهديدات النووية من وراء الكواليس حتى ولو حققت المساعي الدبلوماسي بعض التقدم. الا انه رفض تهديدات شيراك المباشرة باستخدام السلاح النووي ضد ايران، ومن وجهة نظره quot; علينا ان لا نسمح للمحادثات ان تذهب بهذا الاتجاهquot;. وهو يساند حلا دبلوماسيا تتفق عليه روسيا والصين والولايات المتحدة مع عدم اغلاق باب الحل العسكري.
والصوت الجديد الذي سمع مؤخرا وله مطلب اخر تماما هو صوت دانيال كون - بنيت النائب الاخضر في البرلمان الاوروبي والخبير في شؤون الشرق الاوسط . فهو يستبعد توجيه ضربة عسكرية الى ايران من اجل تدمير ما حققته من برامج نووية لانها موزع في اماكن متعددة وفي باطن الارض.
ويعتقد ان كل هذه التهديدات لن تحقق أي شيء لان الجميع يعرف ان الجدل مع طهران يجب ان يكون على اسس سياسي، فعمليا لا يوجد حل عسكري ولا يمكن لشيراك تنفيذ تهديداته لوحده ولا يستطع ان يضع سياسية لوحده، ولن تكون مساعي ماركل ايضا مجدية اذا لم تأطر في اطار الاتحاد الاوروبي.
ومن وجهة نظره ما تحتاجه ايران الان هو ضمان امني، اذا يجب ان يضع المرء نفسه في مكانها، فهي تلقت ضربة موجعة من العراق في ال80 وكلف ذلك مليون شهيد نتيجة استخدام بغداد للاسلحة الكيمائية وغيرها، لذا فالايرانين مازالوا يعانون من هذه الصدمة واذا لم يتوفر لطهران ضمان امني من الجميع فانها ستتبع الحل الداعي الى صنع قنبلة ذرية لتوفير ضمانات امنية.
وهو من الداعين لعقد مؤتمر امني للمنطقة الشرق الاوسط بدعم من الاتحاد الاوروبي من اجل الاعلان عن توفير ضمانات لايران كما اسرائيل والاعلان عن نزع السلاح الفتاك من كامل المنطقة، وهذا يطال اسرائيل ايضا. وهذا ممكن فقط عبر توفير ضمانات دولية واعتراف ايران ايضا باسرائيل.