أسامة العيسة من القدس

قدم اليوم أمام مؤتمر هرتسيليا السادس، الذي يحظى باهتمام، مشروعا، يقضي بإعطاء قرى في المثلث الفلسطيني، التي تعتبر الان جزءا من إسرائيل، للسلطة الفلسطينية، في ظل أي حل نهائي.

وقدمت المشروع، الذي موله الاتحاد الأوروبي مجموعة من علماء الجغرافيا تابعين لجامعة بن جوريون، برئاسة البروفيسور جدعون بيجر، والدكتور ديفيد نيومان، التي رأت انه من المهم، في إطار تسوية الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، إجراء تبديل في الأراضي بين الطرفين بشكل متساو.

وذكر موقع (ولع) الإسرائيلي على الإنترنت، بان مقدمي المشروع قسموا الخط الأخضر، وهو الخط الوهمي الفاصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967 إلى 12 قسماً، مقترحين بدائل ممكنة في كل قسم لإعادة رسم الحدود، من بينها إعطاء أراض للدولة الفلسطينية المقترحة، ومن بينها قرى تحيط بمدينة أم الفحم اكبر المدن في منطقة المثلث، وذلك مقابل ضم مستوطنات أقيمت على الأراضي المحتلة عام 1967 مثل المجمع الاستيطاني غوش عتصيون جنوب القدس، وموديعين، وبيتار عيليت غرب بيت لحم وغيرها.

ورأى معدو المشروع، انه يمكن إجراء استفتاء للسكان حول رغبتهم في العيش في أية دولة، أو أن يتم اتخاذ قرار بذلك من قبل القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية.

ويذكر بان ما طرحه فريق العمل في هذا المشروع ليس جديدا، وطرح سابقا في أوراق بحث ومبادرات سياسية، ولكنه كان يواجه برفض من السكان العرب سواء كانوا في المثلث أو في المناطق المحتلة التي سيتم ضمها إلى إسرائيل.

وقبل سنوات شنت حملة ضد الوزير الحالي في السلطة الفلسطينية سفيان أبو زيادة عندما أعلن استعداد السلطة الموافقة على استبدال أراض مقابل ضم غوش عتصيون إلى إسرائيل.

واتهم فلسطينيون يعيشون داخل مجمع عتصيون الاستيطان وحوله أبو زايدة، بأنه غير مخول بالحديث عنهم، الأمر الذي جعله يتراجع عن تصريحاته.

وكان الدكتور صائب عريقات، أعلن بعد مفاوضات كامب ديفيد في صيف 2000، بين الإسرائيليين بقيادة أيهود بارك رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، والفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك، أن السلطة وافقت على اقتراح بإجراء استبدال أراض بشرط أن يكون بشكل متساو من حيث المساحة والقيمة.

ومن المفارقات أن إسرائيل استولت على المثلث الفلسطيني بدون معارك، حيث كان هذه المنطقة خارج قرار التقسيم، ولكن في مفاوضات الهدنة التي جرت بعد حرب عام 1948 في فندق الوردة البيضاء بجزيرة رودس في البحر المتوسط، تم التنازل عن هذه المنطقة لإسرائيل، حيث لم يرى فيها المفاوضون العرب آنذاك سوى منطقة صغيرة على الخارطة.