أسامة العيسة من القدس : كشفت إسرائيل اليوم، عن ما قالت انه جاسوس إسرائيلي جديد لحزب الله، بعد أيام من الكشف عن جاسوس آخر.
وقالت وسائل الأعلام الإسرائيلية، بان المحكمة المركزية في حيفا، قدمت اليوم لائحة اتهام ضد جميل أبو صلاح (26) عاما، من سكان قرية عين الأسد قرب مدينة عكا، بتهمة التسلل إلى لبنان وقضاء عشرة اشهر هناك زود خلالها حزب الله اللبناني بمعلومات عسكرية وأخرى عن أشخاص يخدمون في أجهزة الأمن الإسرائيلية. وحسب لائحة الاتهام، فان أبا صلاح، تسلل إلى لبنان عبر قرية الغجر الحدودية، في شهر شباط (فبراير) الماضي، وبادر بالاتصال بحزب الله، وامضى هناك عشرة اشهر التقى خلالها أفراد من حزب الله، وقدم لهم معلومات اعتبرتها النيابة تمس بالأمن القومي الإسرائيلي.
وفي التفاصيل فان أفراد حزب الله استجوبوا أبو صلاح، واخضعوه لتحقيق، وعرضوا عليه خرائط وصور جوية لمواقع عسكرية في شمال إسرائيل، ليحدده، وحسب لائحة الاتهام فان أبا صلاح رسم خرائط وتصاميم لاماكن حساسة، وان زود حزب الله بأسماء أشخاص يعملون في الشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون وأجهزة أمنية أخرى.

وبتاريخ 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لاحظ أفراد من وحدة مكافحة تهريب المخدرات الإسرائيلية، أبا صلاح في جنوب قرية الغجر، فتم اعتقاله، وتسليمه إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي تولى التحقيق معه. ونفى أبو صلاح التهم الموجهة إليه، وقال ابنه يعاني من اضطرابات نفسية، وانه تسلل إلى لبنان، مدفوعا بشكل لا إرادي، وانه لم يذهب لسبب سياسي. وحسب المصادر القضائية الإسرائيلية، فانه تم إخضاع أبو صلاح لفحوص نفسية، وتبين انه في كامل قواه العقلية وغير مسلوب الإرادة، ولهذا تم تقديمه للمحاكمة. وكانت النيابة الإسرائيلية، قدمت قبل أيام، لائحة اتهام مشابهة، بحق المواطن العربي الإسرائيلي عروة علي، من قرية المزرعة قرب عكا أيضا، الذي كان معتقلا في سجن إسرائيلي بتهمة جنائية، وتم الإفراج عنه لمدة 48 ساعة، ليعود بعدها إلى السجن، ولكنه بدلا من ذلك قصد قرية الغجر حيث سلمه السكان هناك إلى حزب الله، وامضى 8 اشهر في لبنان تحت أعين وإشراف حزب الله.
وحاول الحزب، كما قال والده تبديله بأسرى لبنانيين في إسرائيل، ولكن الأخيرة رفضت ذلك قطعيا، وحسب إفادة عروة فان افراد حزب الله، حملوه إلى الحدود بعد أن عصبوا عينيه وطلبوا منه العودة من المكان الذي تسلل فيه إلى لبنان.

وتم إلقاء القبض على عروة أيضا في نفس اليوم الذي القي فيه القبض على أبي صلاح وفي نفس قرية الغجر. وحسب لائحة الاتهام المقدمة ضد عروة فانه قدم معلومات عسكرية لحزب الله، وزود الحزب بأسماء أشخاص يخدمون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وسخر والد عروة من هذه التهم قائلا quot;تولد الجبل فولد فاراquot;، مشيرا بان ابنه لا يعرف أين تقع عكا، وانه لا يصدق انه يمكن أن يكون جاسوسا لحزب الله. وخلال السنوات الماضية، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض على عدة مواطنين عرب في إسرائيل بتهمة التجسس لحزب الله، وصدرت أحكام على بعض منهم، وأشهرهم نسيم نصر اللبناني الذي حصل على الجنسية الإسرائيلية لكون أمه يهودية، ورفضت إسرائيل الإفراج عنه في صفقة التبادل الأخيرة مع حزب الله باعتباره مواطنا إسرائيليا، بينما أعلنت أمه من لبنان بأنه تركت اليهودية وتحولت إلى الإسلام، وبان ابنها لبناني وليس إسرائيليا.