مانهاتن (كانساس) : رفض جورج بوش اتهامات بان برنامج التنصت الداخلي غير مشروع في الوقت الذي قال فيه مسؤول كبير في المخابرات الاميركية ان برنامج التجسس بدون اذن من المحكمة ضروري لان الحرب على الارهاب جعلت القوانين التي تحكم المراقبة الالكترونية غير فعالة بعد ان عفا عليها الزمن.ووقف بوش على مسرح جامعة ولاية كانساس في اطار حملة علنية للبيت الابيض للدفاع عن برنامج تجسس تقوم به وكالة الامن القومي اثار غضب الديمقراطيين والجمهوريين على السواء على اساس ان الرئيس الجمهوري تخطى فيه حدود سلطاته.

وقال بوش quot;تعرفون ان ما اثار دهشتي حقا هو ان يقول الناس (انه خرق القانون).. اذا اردت ان اخرق القانون لماذا حرصت على اطلاع الكونجرسquot;.

ورافق بوش الى كانساس السناتور الجمهوري بات روبرتس رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الامريكي الذي يرفض حتى الان مطالب الديمقراطيين بالتحقيق في برنامج التنصت.

وتعقد اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ جلسة استماع عن البرنامج في السادس من فبراير شباط يدلي خلالها البرتو جونزاليس وزير العدل بشهادته.

وفي اطار حملة مكثفة ينظمها البيت الابيض للدفاع عن البرنامج المثير للجدل قال الجنرال مايكل هايدن الضابط السابق في القوات الجوية والمدير السابق لوكالة الامن القومي يوم الاثنين ان برنامج التنصت ليس واسع النطاق بالقدر الذي وصفه منتقدوه الذين يرون ان بوش ربما تجاوز حدود سلطاته عندما سمح به.

وقال هايدن الذي يشغل حاليا منصب النائب الاول لمدير المخابرات القومية الامريكية جون نجروبونتي quot;ليست هذه شبكة واسعة تشمل اتصالات الكل.quot;

واضاف في تصريحات بالنادي القومي للصحافة quot;هذه ملاحقة مكثفة للاتصالات الواردة الى امريكا والصادرة منها لاي شخص نعتقد ان له صلة بتنظيم القاعدة.quot;

ويتيح البرنامج الذي تديره وكالة الامن القومي وكشفته صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي مراقبة الاتصالات الهاتفية الدولية ورسائل البريد الالكتروني لمواطنين امريكيين دون الحصول على اذن قضائي مسبق كوسيلة للبحث عن الاشخاص الذين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

ويقول المنتقدون ان البرنامج مخالف للدستور ولقانون مراقبة انشطة المخابرات الخارجية الصادر عام 1978 الذي يحظر التجسس على المواطنين الامريكيين داخل الولايات المتحدة دون موافقة محكمة خاصة.

وقال هايدن ان وكالة الامن القومي التي كان يرأسها عندما وافق بوش على البرنامج تطلب اذونا بموجب قانون مراقبة انشطة المخابرات الخارجية لبعض انشطة التنصت التي يجريها في اطار حرب الارهاب.

لكنه ذكر ان القانون الذي صدر قبل 28 عاما لا يتناسب مع التهديدات الارهابية في المرحلة اللاحقة على هجمات سبتمبر ايلول.

ورفع عدد من المنظمات المدافعة عن الحريات المدنية دعاوى قضائية على البرنامج ويقول الاعضاء الديمقراطيون في الكونجرس ان بوش ربما خالف القانون ايضا بابلاغ عدد قليل من اعضاء الكونجرس بوجود البرنامج بدلا من اخطار جميع اعضاء لجنتي شؤون المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ.

وكان مسؤولون في البيت الابيض قد نددوا بالديمقراطيين لمعارضتهم للبرنامج ووصفت الادارة اتهاماتهم بانها طائشة وغير صحيحة.

ويأتي تكثيف البيت الابيض لحملة الدفاع عن البرنامج في اعقاب بث شريط صوتي لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الاسبوع الماضي هدد فيه بشن هجمات جديدة داخل الولايات المتحدة مما زاد من المخاوف الامنية.

وفي اطار هذه الحملة يلقي وزير العدل كلمة عن البرنامج يوم الثلاثاء كما يزور بوش مقر وكالة الامن القومي في فورت ميد بولاية ماريلاند يوم الاربعاء.