التخمينات الطبية والعلاج الخاطئ والإهمال الطبي
شارون غاب عن الساحة جسديا والصحافة غيبته إعلاميا
بشار دراغمه من رام الله: أيام تمر، والهواء لا يصل إلا من خلال أنبوب التنفس، والبلدوزر الذي استقطب الأضواء خلال سنوات خلت، لم يعد هناك من يذكر اسمه إلا من زوايا ضيقة، تلك هي حال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرائيل شارون الذي يقبع مصارعا الموت في مستشفى هداسا عين كارم، بمدينة القدس، فلم يعد يوجد هناك أية تصريحات تخرج من الطابق السابع الذي يتواجد به شارون، ولم يعد مدير المستشفى، يخرج إلى ساحات هداسا ليعلن آخر التطورات بشأن وضع شارون الصحي، وكأنه غير متواجد هناك أصلا.
شارون لا زال يصارع الموت، لكن وسائل الإعلام التي واكبت بشكل كبير حالته المرضية في أولى أيامها اختفت بشكل شبه كامل، وتلك السيارات التي تحمل أقمار البث الفضائي المباشر غادرت ساحات المستشفى وكأن شارون استعاد وعيه وعاد ليترأس جلسات الحكومة، حتى الصحافة الإسرائيلية لم تعد تذكر شارون كثيرا، وما يتم نشره لا يتعدى بعض الانتقاد للتقصير الطبي الذي تعرض له شارون، أو إخفاء بعض المعلومات عن وضع شارون اليوم، كالخبر الذي خرجت به بعض الصحف الإسرائيلية اليوم والتي اتهمت المستشفى والطاقم الطبي بإخفاء معلومات هامة حول مرض شارون،والتي قالت أن الأطباء أخفوا معلومات حول وضعه الصحي، وأن مرض شارون كان أكثر من مجرد عاهة قلبية.
شارون هل لا زال في الطابق السابع
نظرا لقلة المعلومات حول حالة شارون الصحية وتجاهل وسائل الإعلام لمتابعة تلك الحالة، دفع غالبية الإسرائيليين لطرح جملة أسئلة :quot; هل لا زال شارون في الطابع السابع من مستشفى هداسا عين كارم، أم تم نقله إلى طابق آخر، أو ربما تم اخراجه إلى مستشفى خارج مدينة القدس وربما خارج إسرائيل كلهاquot;.
وهناك انتقاد في إسرائيل لعدم نقل شارون للعلاج في مستشفيات خارج إسرائيل، بدلا من بقائه في مستشفى هداسا وخضوعه للتخمينات الطبية، وفقا لما ذكرته صحيفة هآرتس صباح اليوم والتي كشفت عن معلومات تقول أن شارون عانى من أمراض قلبية اشد خطورة من العاهة القلبية التي اعلن عنها الاطباء في حينه، ما يرجح فكرة التخمينات الطبية التي تعرض لها شارون، وتقول الصحيفة :quot;كان من المفضل الإسراع بإجراء عملية القسطرة لشارون وعدم السماح له بمغادرة المستشفى بعد اصابته بالجلطة الدماغية الاولى، خشية اصابته بنزيف دماغي، ولو تم تقديم موعد القسطرة لكان يمكن منع اصابة شارون بالنزيف الدماغي الذي نقل على اثره الى المستشفى حيث لا يزال يرقد هناك في حالة خطرة، كما انتقد الاطباء السماح لشارون بالتوجه الى مزرعته في الجنوب، بعيدا عن المستشفى، قائلين انه لو وصل شارون الى المستشفى في وقت مبكر لكان يمكن تلافي انتشار الجلطة.quot;
وتابعت الصحيفة قولها :quot; خلافا لما أعلنه الأطباء من أن شارون مصاب بعاهة في القلب منذ الولادة، فان المعلومات التي وصلتها تشير الى اصابته بامراض اخطر، احدها حدوث ثقب كبير بين البطين الايمن والايسر في القلب من شأنه تسريع اصابة المريض بجلطة دماغية حادة، وهو ما لم يكشفه الاطباء للجمهور حين قرروا نشر الملف الطبي لشارون.
التعليقات